أعلن الجيش الوطني الليبي وقف جميع العمليات العسكرية في البلاد، خلال شهر رمضان المبارك، تقديراً واستجابة للدعوات من الدول الشقيقة والصديقة التي تطالب فيها بوقف القتال، وفق بيان صادر عن القائد العام المشير خليفة حفتر، طبقاً لمواقع إخبارية.
يأتي هذا الإعلان بعد مطالبة وزراء الإتحاد الأوروبي بهدنة إنسانية نتيجة تصاعد المعارك وإرتفاع وتيرة العنف مؤخراً، بين قوات المشير حفتر، وقوات حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج، إلا أن سبق وأن رعت الأمم المتحدة قبيل إستقالة المبعوث الدولي إلى ليبيا غسان سلامة، إلا أن حكومة الوفاق لم تلتزم بها، لا بل لم تحضر الاجتماع المقرر آنذاك، أيضاً في زيارات المشير حفتر قبيل ازمة كورونا إلى كل من روسيا وفرنسا، كان هناك تجاوب من جانبه، لكنه حينها وضع شرط إنسحاب القوات التركية من ليبيا، وتوقف الدعم المقدمة للوفاق من سلاح وغيره.
وفي سياقٍ متصل، كان قد صرح المسماري بان عدد المقاتلين السوريين الموالين للنظام التركي، على الأراضي الليبية، بلغ قرابة 17 ألف مقاتل، الأمر الذي يؤكد أن هذه الهدنة ووقف إطلاق النار لن يصمد كثيراً، بعد تسريب معلومات تتحدث عن تلقي الميليشيات المسلحة تدريبات خاصة من جانب القوات التركية على الأراضي الليبية، فكل هذه المعطيات تشير إلى أن في كل الأزمات والصراعات خاصة بين الأطراف المتقاتلة، ينقض أحدهما ويخرق الهدنة، وهذا المشهد تكرر في سوريا كثيراً.
وبالعودة إلى زمن الرئيس السابق معمر القذافي الذي كان يقدم الدعم لكل الأفارقة وكان من مؤسسي تجمع دول الساحل والصحراء، ومن مؤسسي الإتحاد الأفريقي، ومع سقوط ليبيا في العام 2011، معظم من دعمهم إنقلبوا عليه وتسلحوا من مستودعات الدفاع الليبية نفسها لتدمير ليبيا، والمشهد يتكرر اليوم مع حكومة الوفاق التي تستقوي بالأجنبي مقابل مصالح شخصية ضيقة، وليبيا وشعبها هي آخر الحسابات.
وإن خروج الشعب الليبي في مظاهرات ضد حكومة الوفاق، والمطالبة بالمشير حفتر بأن يقود البلاد، ويضع حد لممارسات ميليشيات الوفاق ممن جلبهم النظام التركي يؤكد أن هذه الحكومة تلفظ أنفاسها الأخيرة، فمع إعلان إنسحاب المشير حفتر من إتفاق الصخيرات وأنه سيتولى بعد ذلك تسيير شؤون البلاد، الأمر الذي ألقى غموضاً من الناحية السياسية، خاصة وأن حكومة الوفاق لم تعلن موقفها بعد من هذه الهدنة سواء بالرفض أو الموافقة.
من هنا، إن خروج الشعب الليبي ورفضه العلني لحكومة الوفاق قد يكون المسمار الأخير في نعش تلك الحكومة، خاصة وأنها لم تجلب إلا الموت والدمار لهذا الشعب الذي أنهكته الحرب، في حين لا يستطيع حفتر إجبار الشعب على النزول إلى الشارع ودعمه، إلا أن الواقع هو لولا ممارسات ميليشيات السراج والقتل الممنهج وإستجلاب الإرهابيين التابعين لأخطر التنظيمات الإرهابية كالقاعدة والنصرة وغيرها، يؤكد أن لا أمل في خلاص ليبيا إلا بإسقاط هذه الحكومة، فهل سيثبت حفتر مقدرته على إدارة شؤون البلاد؟ وكيف ستلقف خصومه هذا الأمر؟ الأجوبة تتوضح في القادم من الأيام.
فريق عمل “رياليست”.