القاهرة – (رياليست عربي): ساعات ودقائق وثواني معدودة ليكتمل عام 2021، ويرحل، لنبدء عام جديد 2022، وكما هو معتاد نودع عاماً بكل ما كان فيه من طموحات وأمال تحققت أو لم تتحقق، بعضها أو كلها، لنستقبل عاماً آخر بآمال وطموحات جديدة، وبين ذلك وذلك يمر العمر ويكتب التاريخ الإنساني مذكراته، وأحداثه، سواء بأحرف من نور أو العكس .
وكما رصدت الوكالات والمراصد الإعلامية العالمية والإقليمية والمحلية، والتي أجمعت على أهم الأحداث السياسية التي وقعت خلال عام 2021 والتي شغلت الرأي العام العالمي، أبرز هذه الأحداث في الأسبوع الأول من بداية العام وتحديداً يوم 6 يناير/ كانون الثاني عندما اقتحم أنصار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مبنى الكونغرس.
قد يكون الحدث الأبرز خلال سنة 2021 هو استعادة جماعة طالبان السيطرة على أفغانستان، وانتهاء حملتها العسكرية بتسليم كابول بعد انهيار الحكومة الأفغانية وقواتها ومغادرة الرئيس أشرف غني البلاد إثر الانسحاب الأمريكي، وتطبيق اتفاقية التجارة والتعاون بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة بعد خروج الأخيرة رسمياً من الاتحاد الأوروبي بعد قرار انسحابها سنة 2016 المعروف بـ (بريكست)، قادة ورؤساء وفود القمة الخليجية في العلا في السعودية يوقعون على وثيقة مبادئ تؤسس لإنهاء الأزمة الدبلوماسية مع قطر التي استمرت لأكثر من ثلاثة أعوام.
أيضاً، اقتحام المتظاهرين لمبنى كابيتول الولايات المتحدة، مما عطل تصديق الكونغرس الأمريكي على الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2020، وحفل تنصيب الرئيس 46 للولايات المتحدة الأمريكية جوزيف بايدن، إلى جانب مظاهرات واحتجاجات في عدة مدن روسية بسبب القبض على المُعارض أليكسي نافالني، اعتقال مستشارة دولة ميانمار وزعيمة المعارضة سابقاً، أون سان سو تشي من قبل الجيش عقب الإعلان عن تزوير الانتخابات في نوفمبر/ تشرين الثاني 2020.
جنوح سفينة الحاويات “إيفرغيفن” في قناة السويس يؤدي إلى تعطيل الملاحة في الاتجاهين، وتنصيب محمد بازوم رئيساً للنيجر، وهو أول رئيس عربي الأصل للبلاد (النيجر بلد يقع في وسط غرب إفريقيا يتمتع شعبه بالطيبة والود والسلام) ، انقلاب عسكري في مالي هو الثالث خلال العشر سنوات الأخيرة، ووضع الرئيس باه نداو ورئيس الوزراء قيد الإقامة الجبرية، ثم إطلاق سراحهما لاحقاً.
الانتخابات الرئاسية السورية 2021، ونجاح الرئيس بشار الأسد لتولي فترة رئاسية جديدة، انتخاب إبراهيم رئيسي ليصبح ثامن رئيس جمهورية منتخب في إيران، بنسبة 61.95% من أصوات المشاركين، بمشاركة شعبية بلغت 48.8% من إجمالي الناخبين، واغتيال رئيس هايتي جوفينيل مويس على يد مجموعة من المسلحين في مقر إقامته.
أزمة سياسية في تونس بعد قرار الرئيس قيس سعيد تجميد عمل البرلمان وإقالة رئيس الوزراء هشام المشيشي، بينما رفضت حركة النهضة القرار، أيضاً، جماعة طالبان تستعيد السيطرة على أفغانستان وتتوج حملتها العسكرية بتسلم كابول بعد انهيار الحكومة الأفغانية وقواتها ومغادرة الرئيس أشرف غني البلاد إثر الانسحاب الأمريكي، الجزائر تعلن قطع علاقاتها مع المغرب، والأخيرة تصف الخطوة بغير المبررة .
انقلاب في غينيا علي حكومة الرئيس ألفا كوندي وتعطيل العمل بالدستور، وإعلان تشكيل الحكومة اللبنانية برئاسة نجيب ميقاتي، وذلك بعد مرور ما يزيد عن العام على استقالة الحكومة السابقة، برئاسة حسان دياب.
خلل تقني عالمي في الإنترنت خصوصاً تطبيقات فيسبوك، انتخابات تشريعية في العراق، واعتقال عدد من الوزراء في السودان على رأسهم رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، أيضاً عقد مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي، والرئيس التونسي قيس سعيد يصدر قراراً بتغيير تاريخ عيد الثورة التونسية من 14 يناير إلى 17 ديسمبر، وأنجيلا ميركل تُسلم ديوان المستشارية الألمانية لأولاف شولتس .
فقد كانت الطموحات والآمال أكبر وأكثر من ذلك بكثير، لحل وإنهاء النزاع والصراعات والمشاكل في مناطق عديدة حول العالم، أهمها:
أولاً، التعافي من جائحة كورونا وتوابعها، وآثارها السلبية علي كل حياة البشر.
ثانياً، الحد والتقليل من إعداد النازحين والمهاجرين واللاجئين حول العالم.
ثالثاً، الحد من الاحتباس الحراري وتغير المناخ، والمشاكل الصحية والاقتصادية والاجتماعية الناتجة بسببها.
رابعاً، اتباع سياسة مالية واقتصادية عالمية أكثر عدالة ومساواة، لتقليل الفجوة بين الأغنياء والفقراء، سواء دول أو أفراد.
خامساً، الحد من التقدم المرعب في إنتاج المعدات العسكرية والأسلحة النووية والدمار الشامل.
سادساً، مكافحة الفساد والجريمة المنظمة وتهريب الأموال والمخدرات والآثار، واستغلال واضطهاد النساء والأطفال والفقراء بقوانين وسياسات أكثر جدوى وفعالية.
سابعاً، إيجاد حل عادل وشامل لصراع العربي – الفلسطيني – الإسرائيلي، إنهاء الصراعات المسلحة في سوريا وليبيا واليمن والعراق، وإقليم كشمير، وإنهاء الخلاف المغربي – الجزائري، والخلافات السياسية بالسودان والصومال، وبين حلف الناتو وروسيا بسبب الخلاف الأوكراني، والأمريكي وحلفائها مع الصيني بسبب تزايد نفوذها السياسي والاقتصادي والعسكري في المحيطين الهادئ والهندي، وعودة كوريا الشمالية وإيران والانصياع إلى القوانين الدولية والعالمية .
ختاماً، كلنا أمل أن تتحقق تلك الآمال والطموحات خلال عام 2022. كما يسعدني أن أتقدم إلى السادة القرّاء الكرام بأطيب وأجمل وأرق عبارات التهاني بقدوم العام الجديد، وأن تتحقق به كل تمنياتكم، كما لا يسعني إلا أن أتقدم إلى السادة الكرام القائمين على هذا المنبر الإعلامي المتميز علي عملهم الصادق والمخلص من أجل تقديم أفضل محتوى إخباري وإعلامي بالتعاون مع كوكبة من الخبراء والمحللين في مختلف المجالات، لتقديم أفضل ما لديهم من أجل القرّاء والمتابعين وصانعي القرار في العالم العربي.
خالص تمنياتي بمزيد من التقدم والتطور والنجاح، والتفاؤل، عام سعيد علينا جميعاً.
خاص وكالة رياليست – الدكتور خالد عمر.