القدس – (رياليست عربي): لن تقف إسرائيل مكتوفة الأيدي بينما يهاجم حزب الله الأراضي في شمال البلاد. صرح بذلك رئيس الوزراء نتنياهو، مؤكدا استعداد تل أبيب لـ ”استعادة الأمن” على الحدود مع لبنان، ونتيجة لذلك، اضطر السياسي إلى إلغاء مشاركته في الحدث المقرر في 5 حزيران/يونيو لإحياء يوم القدس بسبب انشغاله بقضايا شن الحرب في الشمال والجنوب، وكما أوضحت هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، فقد يتم قريباً اتخاذ قرار بتكثيف الجهود في الاتجاه اللبناني.
وحذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من استعداد الجيش الإسرائيلي للقيام بعمليات عسكرية واسعة النطاق على الحدود مع لبنان: “نحن مستعدون لأعمال قوية للغاية في الشمال”، وجاءت هذه الكلمات على خلفية القصف المتزايد للأراضي الإسرائيلية من لبنان من قبل جماعة حزب الله، وعلى وجه الخصوص، بعد هجوم آخر في شمال البلاد، اندلعت حرائق في مدينة كريات شمونة.
وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية: “إذا كان أي شخص يعتقد أننا سنقف مكتوفي الأيدي بينما نعاني من الضرر، فهو يرتكب خطأً فادحاً”، وأضاف أنه وعد في بداية الحرب مع حماس باستعادة الأمن في جنوب البلاد وشمالها، مؤكدا أنه “سيحقق هذا الهدف بطريقة أو بأخرى”.
بالتالي، من المحتمل أن تقرر قيادة الجيش الإسرائيلي قريباً شن هجوم ضد حزب الله في المناطق الحدودية، وفق تصريحات رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، ووفقاً له، فقد خضع الجيش لتدريبات مكثفة وهو جاهز لعملية محتملة، وذكرت صحيفة تايمز أوف إسرائيل أن سلطات البلاد قررت زيادة عدد جنود الاحتياط الذين يحق للجيش الإسرائيلي استدعاءهم إذا لزم الأمر، من 300 ألف إلى 350 ألفًا. في الوقت نفسه، يدعي الجيش أن هذا “ليس له أي مبرر” التعامل مع التوترات في شمال إسرائيل.
وبحسب الجيش الإسرائيلي، فإن قرار زيادة عدد الأفراد يرتبط بالعملية في رفح جنوب قطاع غزة، على خلفية الحرب مع حماس، استدعى جيش الدفاع الإسرائيلي ما مجموعه 287 ألف جندي احتياطي، وكانت هذه الدعوة هي الأكبر في تاريخ إسرائيل.
مراحل للتسوية
بدأت التقارير عن تصعيد محتمل مع لبنان بالوصول بعد أن قدم الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن خطة من ثلاث مراحل لحل النزاع في قطاع غزة:
المرحلة الأولى، من المتوقع أن يستمر ستة أسابيع وينص على وقف كامل لإطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة بالسكان في قطاع غزة، وإطلاق سراح بعض الرهائن الذين تحتجزهم حماس – الجرحى والنساء والمسنين – والإفراج المتبادل عن المعتقلين الفلسطينيين من السجون.
المرحلة الثانية، تتضمن وقف الأعمال العسكرية إلى أجل غير مسمى وإطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين. وتمثل المرحلة الثالثة بداية إعادة إعمار قطاع غزة، وفي الوقت نفسه، أكد الزعيم الأمريكي أن هناك في الحكومة الإسرائيلية مؤيدين لإطالة أمد الصراع في غزة و ”احتلال الجيب الفلسطيني بدلاً من تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن”.
وهدد وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتامار بن غفير، اللذين يمثلان أحزاب اليمين المتطرف، بالانسحاب من حكومة بنيامين نتنياهو إذا وافق على خطة بايدن لوقف إطلاق النار في غزة. وطالبوا بمواصلة الحرب حتى النهاية المنتصرة، بدوره دعا بايدن قيادة البلاد إلى دعم الاتفاق رغم الضغوط، ودعا الرئيس الأمريكي تل أبيب إلى “عدم إضاعة اللحظة في السعي لتحقيق الهدف الغامض المتمثل في تحقيق النصر الكامل في غزة”، وفي رأيه، فإن مثل هذا المسار لن يؤدي إلا إلى تورط إسرائيل بشكل أعمق في الصراع.
بالتالي، لا ينبغي استبعاد سيناريو الصراع الكبير بين إسرائيل وحزب الله، هناك مواقف تجري فيها لعبة شطرنج معينة، ويتم بناء إستراتيجية وتكتيكات، ثم يصبح الوضع ميئوسًا منه بالنسبة للاعب واحد لدرجة أنه ببساطة يقلب اللوحة ويتخلص من جميع القطع، حيث يمكن للمرء أن يتخيل تماما بنيامين نتنياهو في دور هذا اللاعب”.
كما أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يتعرض لضغوط من الداخل والخارج، بالتالي، فإن اليسار يطالب بالإفراج الفوري عن الرهائن بأي ثمن؛ ويهدد الراديكاليون اليمينيون الذين يمثلهم بن جفير وسموتريتش بانهيار الحكومة إذا عقد نتنياهو صفقة مع حماس أو اقتراح جوزيف بايدن؛ وقد طرح بيني غانتس مؤخراً إنذاره الأخير لنتنياهو.
وإذا تطورت الأحداث وفق سيناريو سلبي بالنسبة لنتنياهو، فإنه قد يصعد بالفعل في منطقة جديدة، وقد يكون لبنان وحزب الله في هذا الاتجاه، وكل هذه «التحذيرات النهائية» التهديدية من تل أبيب بشأن استعدادها لضرب اللبنانيين في أي لحظة لا تثبت إلا عدم قدرتها على القيام بذلك الآن، وبدلاً من ذلك، قد لا تقوم إسرائيل بعملية برية، بل قد تعرض المناطق الحدودية اللبنانية لقصف مكثف وقصف مدفعي، في هذه الحالة، “من حيث المبدأ، لن تكون هناك حاجة للحديث عن أي انتصار عسكري للجيش الإسرائيلي”.