قامت مجموعة ارهابية مسلحة بهجوم على مبنى مديرية ناحية “المزيريب”، بريف درعا الغربي، ما أسفر عن استشهاد 9 من عناصر المخفر، وتم وإلقاء جثامينهم قرب “دوار الغبشة” في مدينة المزيريب، على خلفية إقدام مجهولين إغتيال عنصرين من فصائل التسوية وهما “شجاع قاسم الصبيحي” و”محمد أحمد موسى الصبيحي” في ريف درعا حيث جرى العثور جثتيهما على طريق الجعيلة – إبطع بالقطاع الأوسط، طبقاً لمواقع إخبارية سورية.
وتشهد محافظة درعا، مؤخراً عمليات اغتيال متكررة، ينفذها مجهولون، تطال عناصر وضباط الجيش السوري، بالإضافة إلى استهداف النقاط الأمنية والحواجز العسكرية، فضلًا عن الاغتيالات التي طالت المدنيين.
إن الهدوء النسبي الذي تمتع به الجنوب السوري، جاء بفضل جهود سياسية كبيرة وصلت إلى تفعيل التسوية بين الدولة السورية والفصائل الإرهابية هناك، وعلى إثر ذلك تم تسليم الأسلحة الثقيلة، والإبقاء على الأسلحة الفردية، وفتحت الأردن من جانبها آنذاك معبر جابر الحدودي، ومن الجانب السوري تم فتح معبر نصيب، وبصرف النظر على الحركة التجارية التي كانت ستنعش البلدين، إلا أن الأحداث الأخيرة تنذر بأن هذه الهجمات الإرهابية غير بريئة في هذا التوقيت بالذات.
إن أهمية الجنوب السوري يرجع إلى أنه مركز ثقل سوريا الاقتصادي وطريقها الذي يربط طهران – دمشق – عمّان، فالخليج إلى أوروبا، والأحداث الأخير بربطها مع إستهدافات تنظيم داعش مؤخراً على مواقع للحشد الشعبي في العراق وأجزاء متفرقة من البادية السورية والشرق السوري عموماً يؤكد أن إيعازات الغرب تحركت مجدداً لفتح جبهة الجنوب السوري، وما هذه الإغتيالات الأخيرة إلى تأكيداً على ذلك.
وربطاً أيضاً مع العدوان الإسرائيلي أول أمس على مواقع عسكرية في ريف حلب، حيث إنطلقت الطائرات الإسرائيلية من محيط قاعدة التنف بالقرب من المثلث السوري – الأردني – العراقي في رسالة واضحة ترتبط إرتباطاً مباشراً بأحداث ريف درعا في الجنوب السوري، وقبلها صد الحشد الشعبي العراقي لهجوم من عناصر داعش على مدينة صلاح الدين، فكل هذه العوامل تعود لمحرك واحد وهو أن واشنطن تريد إشعال فتيل إعادة الفصائل الإرهابية عبر إحياء داعش التي تنشط في الشرق السوري، وجبهة النصرة التي تنشط في الجنوب والشمال السوري، وبالتالي إحداث بلبلة معينة الهدف منها الضغط على سوريا بسبب إيران وحزب الله، وأما العراق فالسبب بإلزامه بالإبقاء على التواجد الأمريكي على أراضيها وإلغاء الإتفاقية الأمنية القاضية بوجوب وجوده بحجة القضاء على تنظيم داعش.
من هنا، إن جائحة “كورونا” لم تؤثر على السياسة الخارجية لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل، وقالها علانية وزير الدفاع الإسرائيلي يوم الأمس، إن الهجمات على مواقع عسكرية سورية مستمرة حتى خروج إيران منها، بالتزامن مع زيارة القائد العسكري في الحرس الثوري الإيراني أمير حاجي زادة إلى الشرق السوري ومن ثم العراق، كل هذه الأمور ربطاً مع بعضها، يؤكد ان المنطقة مقبلة على إستعادة المعارك لزخمها السابق، لن يخفف من وطأتها فيروس أو غيره.
فريق عمل “رياليست”.