بروكسل – (رياليست عربي): عند الشروع في عملية التوسعة، يتعين على الاتحاد الأوروبي أن يتعهد بثلاثة التزامات ثابتة.
الالتزام الأول، هو رسالة أمل للمتقدمين: إذا قاموا بتنفيذ الإصلاحات، فسيتم قبولهم، وقد تم تقديم وعد مماثل في عام 2003 لدول غرب البلقان، ولكن سرعان ما تم نسيانه، كما يجب على المتقدمين استيفاء نفس المعايير التي تنطبق على الدول الأخرى، وعلى وجه الخصوص يجب عليهم دعم الديمقراطية، ويجب أن تكون شروط الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي صارمة، لكن الذين يحاولون بحسن نية يحتاجون إلى المساعدة، وقد يتم تقديم بعض فوائد العضوية تدريجياً مع تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية، بما في ذلك الوصول إلى السوق الموحدة.
الالتزام الثاني، هو أن الإصلاحات الداخلية في الاتحاد الأوروبي لا ينبغي لها أن تؤدي إلى تأخير انضمام الأعضاء الجدد، نعم، يحتاج الاتحاد إلى إعادة النظر في أعماله الداخلية، ومع توسع الاتحاد الأوروبي ليضم 36 دولة، فمن الحماقة أن نسمح لحكومة دولة واحدة باستخدام حق النقض ضد العمل الجماعي، كما هي الحال الآن مع الشؤون الخارجية والضرائب، وسوف تتطلب السياسة الزراعية المشتركة إجراء إصلاحات جذرية وتخفيضات لمنع أنصار القِلة والمزارعين في أوكرانيا من الحصول على إعانات دعم ضخمة.
الالتزام الثالث والأخير، هو تعلم الدروس من التوسعات الماضية، إن أغلب البلدان التي تنفذ الإصلاحات اللازمة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي تظل على المسار الصحيح وتصبح أكثر حرية وازدهاراً، ولكن بعض هذه الدول سلكت الطريق الخطأ: فقد انتهكت المجر وبولندا معايير الاتحاد الأوروبي التي وقعت عليها بنفسها، وإذا كان للاتحاد الأوروبي أن يقبل أعضاء جدداً ذوي سجلات هشة، فلابد وأن يكون لديه آليات لمعاقبة السلوك السيئ.
وبادئ ذي بدء، سوف يكون من الضروري تبسيط إجراءات حجب أموال الاتحاد الأوروبي عن الأنظمة عديمة الضمير، وقد بدأ هذا يحدث، حيث أن احتمال التوسع أمر شاق، لكن أوروبا، بعد أن فكرت ملياً، قفزت إلى المجهول وحققت هدفها، فقد تم قبول اليونان والبرتغال وإسبانيا بعد حوالي عقد من الإطاحة بالأنظمة الديكتاتورية الوحشية، وهي الآن تزدهر كدول ديناميكية وديمقراطية.
وفي الفترة 2004-2007، قبلت الكتلة اثني عشر عضواً جديداً، وكان أغلبهم تحت نير السوفييت، وما بدا مستحيلاً آنذاك، يُذكر اليوم على أنه أمر لا مفر منه وحيوي، بالإضافة إلى ذلك، لكي تعتبر أوروبا قوة في العالم، فيتعين عليها أن تثبت قدرتها على العمل، إن تأخير التوسع من شأنه أن يضعف القارة، وبالتالي التحالف الذي يقوم عليها.