كابول – (رياليست عربي): في 11 أغسطس/ آب، فجر انتحاري عبوة ناسفة مخبأة في ساق صناعية في مدرسة في منطقة شاش دارك في كابول، ونتيجة للهجوم، قُتل رحيم الله حقاني، أحد علماء الدين الإسلاميين الرئيسيين في حركة طالبان (المحظورة في الاتحاد الروسي) وأعلن مسلحون من الفرع الأفغاني لولاية خراسان عن الحادث.
من هو رحيم الله حقاني؟
رحيم الله حقاني هو منظّر محترم من حركة طالبان، قام بتدريب المسلحين، بمن فيهم انتحاريون، في مدرسة الزبيري في إقليم خيبر بختونوا في باكستان، كان يتمتع بسلطة كبيرة بين كل من طالبان الباكستانية والأفغانية، عاش رحيم الله حقاني في باكستان قبل وصول طالبان إلى السلطة في أفغانستان، وأدار المدرسة المذكورة أعلاه في بيشاور، وقام الشيخ رحيم الله حقاني بتدريب العديد من طالبان، بمن فيهم قادة الجماعة.
كان الشيخ حقاني معارضاً شرساً للفكر السلفي لتنظيم داعش (المحظور في الاتحاد الروسي)، وقد روج بفاعلية بين السكان حول التأثير المدمر لـ “ولاية خراسان”، حاول أعضاء التنظيم الإرهابي مراراً وتكراراً القضاء عليه في السنوات الأخيرة.
إن قتل كبير علماء الدين هي في الأساس ضربة لقلب طالبان الأفغانية والباكستانية، إذ يهدف العمل الإرهابي المستهدف في العاصمة الأفغانية إلى خلق حالة من الفوضى والذعر بين السكان المدنيين، فضلاً عن إظهار عجز طالبان عن ضمان الأمن في البلاد.
بالإضافة إلى ذلك، تشارك مراكز الإعلام بولاية خراسان بنشاط في الدعاية بعدة لغات (الأوزبكية والطاجيكية والباشتو والدارية) بهدف زيادة الانقسامات الداخلية في صفوف طالبان.
الأطروحة الرئيسية التي يروج لها مسلحو داعش هي عدم قدرة قيادة طالبان على استعادة الاستقرار الداخلي في أفغانستان وضمان المشاركة المتساوية لممثلي جميع الشعوب في الحياة السياسية لإمارة أفغانستان الإسلامية.
من خلال القضاء على أهم منظري حركة طالبان، عزز مقاتلو ولاية خراسان بشكل كبير من مواقعهم في أفغانستان وزرعوا المزيد من الشكوك حول قدرة طالبان على ضمان الاستقرار في البلاد، كما أن موقف طالبان المتآمر تجاه مشاكل السكان والموقف المتميز تجاه ممثلي مجتمعات البشتون لا يخدم إلا ولاية خراسان.
في غياب تدابير مضادة حقيقية من الحكومة الحالية على أراضي أفغانستان، سيزيد مقاتلو داعش بالتأكيد من نشاطهم لفرض سيطرتهم على أجزاء من الحدود مع طاجيكستان وأوزبكستان، مع الأخذ في الاعتبار تدفق ممثلي هذه الجنسيات إلى صفوف ولاية خراسان ، ينبغي للمرء أن يتوقع توسعاً في بؤرة التوتر وزعزعة أكبر للوضع في آسيا الوسطى، والأطراف المهتمة بخلق منطقة من عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، كما من المؤكد أن الحدود الجنوبية لروسيا ستستفيد من هذا.
وزاد اغتيال حقاني، إلى جانب القضاء على زعيم القاعدة أيمن الظواهري، من حدة التناقضات الداخلية بين الفصائل داخل طالبان، وتتداول معلومات غير مؤكدة على الشبكة عن حالات اشتباكات مسلحة من قبل المجلس العسكري لحركة طالبان بقيادة بالوكالة، نائب رئيس الوزراء عبد الغني برادار من جهة وأعيان وزير الداخلية سراج الدين حقاني من جهة أخرى.
خاص وكالة رياليست.