قال الجيش العراقي إن ثلاثة صواريخ من طراز كاتيوشا سقطت في محيط مطار بغداد الدولي دون أن يسفر ذلك عن وقوع أضرار أو إصابات، ولم تعلن أي جهة بعد مسؤوليتها عن الهجوم. وقال مسؤولون أمنيون إنه لم يتضح بعد ما إذا كان هدف الهجوم هو قاعدة عسكرية تستضيف قوات أمريكية وتقع بجانب المطار، إضافة إلى عثور الجيش على قاذفة صواريخ مزودة بمؤقت في منطقة ريفية بغرب بغداد، طبقاً لوكالة “رويترز” للأنباء.
وقالت مصادر أمنية إن الصواريخ أُطلقت من منطقة البكرية التي تبعد نحو ستة كيلومترات شمال شرقي المطار وإن قوات الأمن انتشرت لتفتيش المنطقة.
يزداد التوتر بين الولايات المتحدة الامريكية والفصائل الموالية لإيران في العراق، بدأ هذا التوتر يتصاعد مع بداية العام، على اعقاب حادثة إغتيال الفريق قاسم سليماني ورفاقه قرب مطار بغداد الدولي، لتتزايد التوترات والتفجيرات والإستهدافات الصاروخية، عقب توعد المقاومة العراقية بالإنتقام من واشنطن، حتى تعلن إنسحابها من العراق.
هذا الأمر تلقفته واشنطن بمزيد من حصين قواعدها العسكرية وتركيبها منظومة صواريخ متطورة في قاعدة عين الأسد، ومن غير المعلوم إذا ما دخلت تلك المنظومة إلى الخدمة، حيث لم يتم الإعلان عن صد أي من الصواريخ، فالغدارة الأمريكية تبتعد عن المواجهة المباشرة عبر فتح جبهات أخرى، كإطلاق تنظيم داعش وقيامه بهجمات متفرقة على مواقع الحشد الشعبي وكان آخرها بالقرب من مدينة صلاح الدين، حيث تم صده.
لم يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل لقد تم تسريب رسالة للسفير الأمريكي في بغداد، ماثيو تيلر يتوعد فيها الحكومة العراقية ويحرض فيها بين “السنة والشيعة” الأمرد الذي دفع عدد من الشخصيات للرد عليه دون التيقن من صحة الرسالة، وجاءت مطالبات من البرلمان العراقي بطرد السفير الأمريكي على خلفية تلك الرسالة، بينما لم يعلق الجانب الأمريكي على ذلك.
فالصراع بين الولايات امتحدة وإيران يتصاعد الآن على المسرح العراقي، فعلى الرغم من أن واشنطن لديها قواعد أمريكية وموالين كثر لها في العراق، إلا أن إيران أيضاً تستقطب قاعدة شعبية وجماهيرية واسعة لها على الأراضي العراقية، وليس من السهل أبداً على الإدارة الأمريكية إخراج إيران من العراق كما تعتقد، لا بل على العكس فعقب مقتل سليماني تمسكت طهران بثبات وجودها أكثر وهذا ما رأيناه في زيارة قائد الحرس الثوري الإيراني الأخيرة حاجي زادة إلى سوريا ومنا إلى العراق.
من هنا، إن المشهد العراقي عاد إلى مربع الأعمال العسكرية المتصاعدة، خاصة وأن واشنطن أطلقت تنظيم داعش مجدداً لخلط الأوراق، ولعدم إلغاء الإتفاقية الأمينة التي تبرر وجودها بحجة محاربة داعش الأمر الذي أصبح مكشوفاً لدى الساسة العراقيين، ومن الممكن أن تعمد أمريكا إلى التصعيد مجدداً على خلفية مقتل جندي امريكي في العراق قبل يومين دون تبني جهة لذلك، إذا أصبحت الحرب الآن مفتوحة على مصراعيها ولن تنتهي حتى تحدث المواجهة الكبرى بين واشنطن وإيران تمتد من الشرق السوري وحتى وادي حوران في العراق.
فريق عمل “رياليست”