واشنطن – (رياليست عربي): قال المؤرخ والفيلسوف واللغوي الأمريكي نعوم تشومسكي في مقابلة مع صحيفة فيلت الألمانية، إن الأزمة الأوكرانية يمكن حلها من خلال إيجاد حل وسط على طاولة المفاوضات أو مواصلة التصعيد، وهو أمر خطير بالنسبة لأوكرانيا والغرب.
وشرح تشومسكي بأنه يوجد خياران، دبلوماسي وغير دبلوماسي، وسائل غير دبلوماسية لمواصلة التصعيد بكل الخسائر والضحايا، وخيار آخر هو وقف تخريب الدبلوماسية والتوصل إلى اتفاق سلام يلبي مصالح الطرفين.
يعتقد تشومسكي أن الخيار غير الدبلوماسي مدمر لأوكرانيا نفسها، في الوقت نفسه، سيتحمل حلفاء الناتو المسؤولية الكاملة عما يحدث، لأنهم يدفعون بأنفسهم كييف إلى عواقب متهورة، وأشار إلى أنه “وفقاً لمنطق الغرب، بما أن أوكرانيا تسأل، فيجب أن يتم تزويدها بكل الأسلحة التي تحتاجها، ولكن على أولئك الذين يزودونها بالأسلحة أن يفكروا في ذلك”.
طريق المفاوضات، في رأيه، سوف يساعد في التغلب على الصراع وضمان مستقبل سلمي مستقر لعقود قادمة، واستشهد تشومسكي بأزمة الكاريبي كمثال، عندما “طالبت واشنطن موسكو بالكف عن مساعدة كوبا في الدفاع عن نفسها ضد هجوم أمريكي محتمل، وتراجع الاتحاد السوفيتي”، حان الوقت الآن لكي يتراجع الغرب.
وخلص تشومسكي إلى أن “العالم المبني على هذا الأساس صمد 75 عاماً”.
الجدير بالذكر أنه منذ 24 فبراير، تقوم روسيا بعملية عسكرية خاصة لنزع السلاح ونزع النازية من أوكرانيا، ووصف فلاديمير بوتين مهمته بـ “حماية الأشخاص الذين تعرضوا للتنمر والإبادة الجماعية من قبل نظام كييف لمدة ثماني سنوات”، وفقاً للرئيس، الهدف النهائي للعملية هو تحرير دونباس وخلق الظروف التي تضمن أمن روسيا نفسها.
في ظل هذه الخلفية، تواصل الولايات المتحدة وحلفاؤها في الناتو ضخ أسلحة إلى أوكرانيا، حيث وقع الرئيس جو بايدن قانون الإعارة والتأجير، وخصصت عشرات المليارات من الدولارات للمساعدة العسكرية في كييف، من جانبها، قالت موسكو مراراً إن إمداد الغرب بالأسلحة لا يؤدي إلا إلى إطالة أمد الصراع، ويصبح نقل الأسلحة هدفاً مشروعاً للجيش الروسي.