أنقرة – (رياليست عربي): أجرى وزير الداخلية التركي سليمان صويلو زيارة إلى الحدود التركية – السورية المقابلة لمحافظة إدلب شمال غربي سوريا، في زيارة تحمل رسائل للخصوم، خاصة الدوليين، طبقاً لوكالات أنباء.
ما سر توقيت الزيارة؟
إن زيارة الوزير صويلو ليست الأولى وليست بجديدة، إلا أن تركيا وعقب الأوضاع الداخلية التي تعاني منها البلاد، تحاول صرف الأنظار نحو الخارج، خاصة لجهة إيهام الشعب التركي ان على حدودها يقبع عدو يتربص بالبلاد وإرهاب يجب اجتثاثه في إشارة إلى قوات الحماية الكردية في سوريا، وهذا على الصعيد الداخلي.
أما خارجياً، يحاول الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان وحكومته خاصة أعضاء الحزب الحاكم (العدالة والتنمية) تحدي روسيا ووالولايات المتحدة الأمريكية الرافضتين للعملية العسكرية التركية ضد الأكراد، أن هذه الزيارة تحمل في أبعادها دراسة لآخر الأوضاع عن قرب، لكن ما لا يخفى على أحد أن أردوغان وقيادات بلده العسكرية سبق وأن وضعوا موعداً لإطلاق العملية العسكرية وإدخال كل ما يلزم من عتاد وأسلحة وتأهيب التنظيمات الإرهابية المسلحة لهذه الغاية، إلا أن الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن، أوقف أردوغان عند حده ووصف سياسته بالمتهورة، ما يعني أن هذه الزيارة ليس أكثر من حفظ ماء وجه تركيا بأنها لا تزال لاعب مهم في هذا الملف، رغم ان المؤشرات وبعد تطورات الملف السوري، تنذر بأن أوراق أنقرة بدأت تخفت شيئاً فشيئاً.
الموقف الدولي
وفي ضوء القمة المرتقبة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي بايدن، كهنات كثيرة تنذر بإيجاد مخرج للأزمة السورية، هذا يعني أن تركيا من الممكن أن ترضخ في النهاية لتنفيذ سياسة الأمر الواقع، فرغم قوتها العسكرية وتحكمها بملف التنظيمات الإرهابية بوصفها الدولة الضامنة لهم، لكنها لا تستطيع الوقوف في وجه واشنطن، التي لم تُنهِ بعد الدور الوظيفي للمكون الكردي في شمال شرق سوريا.
إلا أن التأجيل الأمريكي أو إلغاء المعركة التركية في سوريا، ليس بسبب اختيارها دمشق ووقوفها أخيراً في صفها، بل على العكس تماماً، فهناك ملفات أهم على قائمة أولويات الإدارة الأمريكية منها منطقة المحيطين الهادئ والهندي، وكذلك الاستفزازات الأخيرة في البحر الأسود، إضافة إلى الاتفاق النووي، فهي ملفات أهم بكثير من الملف السوري بالنسبة للولايات المتحدة، وأما الحالة التركية، فهي ليست أكثر من استعراض يمارسه المسؤولون الأتراك بين الحين والآخر.
إذاً، الزيارة استعراضية وفارغة المضمون، لأن الأوضاع على حالها منذ العام 2019، وإلى الآن، إطلاق المعركة من عدمه، ليس المهم، لكن المهم هو عند إطلاقها، هل تستطيع تركيا تحمل النتائج المترتبة على هذا التهور؟
خاص وكالة رياليست.