أجمعت مجموعة دراسات ومقالات نشرتها صحف ومراكز أميركية مرموقة، أن الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب لن يكون قادراً على تمرير تشريعات اللحظة الأخيرة لتنفيذ أجندته السياسية قبل أن يتولى الرئيس المنتخب الديمقراطي جو بايدن وحزبه المنافس السلطة، طبقاً لوسائل إعلام.
هل فعلاً لا يملك ترامب القدرة على إستخدام صلاحياته كرئيس؟
كما يحاول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (المنتهية ولايته في غضون شهرين) من تفخيخ الملفات وتسليمها لخلفه جو بايدن، قبيل موعد تسليم السلطة، مطلع العام الجديد، أثبتت الوقائع عكس ذلك من خلال خروج الأرتال الأمريكية من الشرق السوري بإتجاه العراق.
ومع تكرار سيناريوهات سحب القوات الأمريكية من (سوريا والعراق وأفغانستان)، تتزايد الأخبار المتواترة عن شن ضربة عسكرية أو حرب على مواقع وأهداف إيرانية قبل نهاية ولاية ترامب، رغم التغييرات الأخيرة التي قام بها، إذ ان إيران هي العدو الأكبر بالنسبة للإدارات الأمريكية المتعاقبة حتى وإن كانت جيدة نوعاً ما في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، والذي في عهده تم توقيع الإتفاق النووي، وفي عهد ترامب تم نسفه، لكن إلى ماذا ستؤول هذه الفترة لا احد يعرف ماذا في جعبة الرئيس الذي يتمسك بكرسي الرئاسة رغم الخسارة الكبيرة التي مني بها.
لماذا لم تعلق طهران على أي من هذه السيناريوهات؟
نظرياً قد يبدو الإنسحاب الأمريكي من الدول المذكورة أعلاه جيداً لتلك الدول، لكن وتوضيحاً لأهمية تلك الدول نبدأ من سوريا التي لا تشكل أي مصلحة إستراتيجية لواشنطن، ولا حتى لإسرائيل بالمعنى العام، لكن ضعف هذا البلد مصلحة عامة إن لم تكن موجودة لن يضيرهما شيء، فالضرر الأكبر بالنسبة لتل أبيب هو وجود القوات الإيرانية في سوريا، وهذا أمر أصبح معروف، لكن الكل الدول التي يتواجد فيها إيرانيون إلتزمت بمعايير الحذر وتوقعت أن هذه الفرضيات محتملة وبالتالي هناك ترقب وإنتظار ومراقبة المواقع الهامة والحيوية، وبصرف النظر عن نتائج هذه الحرب أو الضربة العسكرية أو أياً كانت تسميتها، لن تلقى دعماً من شركاء إيران إن حدثت، فكما صمتت طهران بما يتعلق بأزمة ناغورنو قرباغ، من الطبيعي ألا تتدخل روسيا في هذا الشأن، وأما تركيا الحليف الوفي للولايات المتحدة، أيضاً لن يقف معها، فبعد أن وضعتها واشنطن في عزلة إقتصادية وحصار خانق، تكون قد وضعتها في عزلة عسكرية أيضاً، من خلال تخلي الشركاء عنها، وحتى الصين التي دخلت في شراكة مع إيران، وهي لديها من المشاكل الكثير من أمريكا، لن تتدخل وتزيد من سقف هذه المشاكل القائمة أصلاً.
من هنا، إن إيران وإن وجدت قواتها في كل الدول المذكورة، لكنها تجاوزت الخطوط الحمراء بالنسبة للشركاء قبل الأعداء، ورهانها اليوم على قوتها وصناعتها المحلية العسكرية لن تصمد أمام أحدث الأسلحة والطائرات العسكرية، إذ ان وصول مقاتلات حربية امريكية من طراز “إف -16” إلى مطار الظفرة في دولة الإمارات هو رسالة شديدة اللهجة لإيران، وبالتالي لدى ترامب القدرة الكبيرة على خلط أوراق العالم أجمع في المدة المتبقية من ولايته، لكن الرسالة الأبلغ هي الرد الروسي بالنأي عن التدخل نظراً لبروز المصالح وتغليبها على الشراكة سواء في الملف السوري او الملف الأرميني – الأذري.
فريق عمل “رياليست”.