لعبة الورق الأمريكية – التركية حول المماطلة بملف إدلب بدأت تتهاوى أوراقها، وبدء نهاية الوعد التركي الكاذب بالقضاء على هيئة تحرير الشام “جبهة النصرة سابقاً”. ورغم انتظار الجيش العربي السوري والحلفاء ومعرفته بالنتائج الخادعة وعلى وقع أقدام الجيش بدأت معركة تحرير التراب السوري من رجس الإرهاب وداعميه.
وعلى الرغم من وجود القرار ويقين الدولة السورية بعدم جدوى مراوغات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الملقنة له من راعيته الولايات المتحدة الأمريكية ووعوده الكاذبة في “سوتشي” و “أستانا” دون أية جديد إلا زيادة حقده وغدره.
وكان رد الجيش العربي السوري بالضربات القاصمة لمعاقل الإرهاب في أرياف إدلب وحلب وتدمير أكبر جدران الإرهاب في محيط حلب وريف إدلب وآخرها معرة النعمان ومحيطها في قرار نهائي بفتح الطرق الدولية المتبقية ومنها طريق حلب – إدلب – حماة، وحلب – إدلب – اللاذقية، وبالنتيجة ما يحققه هذا الإنجاز انعكاساً عسكرياً وبالتالي حركة اقتصادية انسيابية سهلة من عاصمة الاقتصاد إلى باقي محافظات القطر بأقصر زمن وأقل التكاليف.
وما معركة تحرير معرة النعمان إلا جزء متقدم من فتح تلك الطرقات وبالتالي تحقيق نصر استراتيجي عند اكتماله عبر عدة نقاط منها:
1-تحرير باقي مناطق الجمهورية العربية السورية من الإرهاب.
2-تخليص المدنيين من نير وسلطة العصابات الإرهابية وعودتهم للوطن.
3-قطع الطريق على أطماع أردوغان الاستعمارية وإنهاء أوراق ضغطه على الدولة السورية.
4-فتح الطرق الاقتصادية في مناطق تواجد الإرهابيين بعد القضاء عليهم.
5-ولكل ما سبق من تبعات ممتازة سياسية واقتصادية واجتماعية على تلك المناطق وبالتالي على كل سوريا.
وبالنظر إلى أهمية تحرير معرة النعمان وحوالي 35 قرية و بلدة في ساعات معدودة نجد أن الجيش الذي خرق تحصينات ومعدات الإرهاب المتمترس عبر سنوات طويلة أصبح على مسافة متقاربة تتراوح بين 10 إلى 16 كم من عدة تمركزات إرهابية محصنة هي سراقب وأريحا وإدلب المدينة أكبر تجمعات المرتزقة ما يعني أنها أصبحت تحت نيران الجيش العربي السوري وقادر على حسمها وهذا هو المنتظر منه مع هامش انتظار لاستسلام هؤلاء المرتزقة، وهذا مستبعد لأنهم لا يفهمون إلا لغة القوة وإصرار داعميهم على إبقائهم على أمل المتاجرة والمقايضة بهم وعليهم أو نقلهم إلى دول أخرى كليبيا.
المعركة الكبرى في خواتيمها لكن هذه الخواتيم لا يعني عدم وجود منغصات ميدانية ومثالها التهديد بمسرحية الكيماوي في أي وقت لمحاولة وقف تقدم الجيش لبعض الوقت وتجييش الغرب وأمريكا ضد الدولة السورية ومنغصات سياسية في محاولة الأتراك الدخول في ملفات سياسية جديدة عبر الحليف الروسي لكسب الوقت وإطالة أمد الحرب وإعادة تمركز ما تبقى من مرتزقتها. ومنغصات اجتماعية وأهمها استخدام المدنيين دروع حماية للإرهابين في المناطق المكتظة بالسكان ومنع خروجهم منها بقوة السلاح. تلك العقبات التي قد تؤخر قليلاً إتمام العملية مع عدم المساس بحتمية النتيجة بالنصر الكبير.
من هنا، مع كل تلك الأحداث خلال الأيام القليلة الماضية يجعل من الحلم الأردوغاني يبدأ بالتلاشي وبالتالي بداية التخبط عبر أحقاده ومنها إرسال قوات ومعدات عسكرية إلى داخل الأراضي السورية رغم إنذار سوريا وروسيا لخطورة أفعاله ولكن حقده الدفين على خسارته في سوريا تجعله يورط حتى أصدقاؤه في العمق السوري سياسياً أو عسكرياً هذا التورط والتوريط الذي لن يغير من معادلة الأرض شيئاً فالصبر طال زمنه والحقد العثماني يعشعش في أجساد أردوغان وزبانيته لكن العزم والقوة للجيش العربي السوري والحلفاء يفتت وسيفتت تلك الأحقاد و الأوهام العثمانية.
خاص وكالة “رياليست” – د. فراس شبول – خبير عسكري وإستراتيجي سوري