قال رئيس وزراء لبنان حسان دياب إن إسرائيل اعتدت على سيادة بلاده عبر تصعيد عسكري خطير على الحدود يوم الاثنين ودعا إلى الحذر في ظل التوتر القائم، وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن بلاده ستبذل كل ما يلزم للدفاع عن نفسها بعد يوم من قوله إن القوات الإسرائيلية أحبطت محاولة من جانب جماعة حزب الله اللبنانية للتسلل عبر الحدود. الأمر الذي نفاه الحزب بشكل قاطع، طبقاً لوكالة “رويترز” للأنباء.
إنتشرت يوم الإثنين عشرات الأخبار على أغلب وكالات الأنباء العالمية والقنوات الإخبارية، خبراً مفاده وقوع إشتباكات بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله في مزارع شبعا اللبنانية، وسقوط قذائف في قرية بالجنوب اللبناني، وتفجير دبابة ميركافا وغير ذلك، مع عشرات الصور التي تؤكد هذه الوقائع، ليخرج بياناً من المقاومة الإسلامية اللبنانية – حزب الله وتنفي وقوع أية إشتباكات مع القوات الإسرائيلية، والتي قيل إنها حدثت على خلفية مقتل عنصر من عناصر الحزب في العدوان الإسرائيلي الأخير على جنوب دمشق.
هذا السيناريو الذي إبتدعته إسرائيل يأتي في سياق إمتصاص ردة فعل حزب الله كي لا يرد على حادثة مقتل جنديه الأخيرة، إذ أن الداخل الإسرائيلي ورغم عدائه لحزب الله لكنه يثق بأن كل الكلام الذي يقوله أمينه العام حسن نصر الله بمثابة تأكيد على رد وليس إحتمال، فالتصعيد من الجانب الإسرائيلي لتحقيق مكاسب داخلية، لكن من ناحية أخرى، وليس كما ذكر نتنياهو أنهم جاهزين لأي سيناريو، فإن حدثت مواجهة على الحدود الشمالية لإسرائيل، لا يمكن الجزم بنتيجة هذه المواجهة إن لم تدخل الولايات المتحدة الأمريكية بثقلها على خط المعركة، فالأخيرة بحرب يوليو/ تموز 2006 لم تدخل بشكل مباشر، وكانت النتيجة لصالح حزب الله، ومتحف مليتا اللبناني في الجنوب، شاهد على الدمار الذي لحق بالعتاد العسكري الإسرائيلي إلى يومنا هذا.
إذاً، كل هذه الدعاية النارية من جانب إسرائيل، تهدف إلى إهداء نصر إلى حزب الله، تجنباً للرد على الأسباب المذكورة أعلاه، فهي قبل هذه الواقعة، حشدت بقواتها على الحدود مع لبنان، وأوعزت إلى السكان في المناطق القريبة عدم الخروج من المنازل أو إستخدام السيارات إلا للضرورة، وأن نتنياهو قطع إجتماعاً مهماً، لمتابعة الأوضاع، ليتم تكذيبهم بعد أقل من 24 ساعة، وقد ذكر الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله، أن لا أحد يريد الحرب، لكن إن فرضت، سنقوم بواجبنا.
من هنا، ووسط عودة المعلومات إلى إستحداث تغييرات بالقوات الدولية – اليونيفيل يبدو أن ثمة ما يحاك للبنان، فبعد خنقه بالأزمة الاقتصادية وتحدث بعض الساسة اللبنانيين حول تبني مسألة الحياد والتي آخر من تحدث بها مار بشارة الراعي الماروني والتي قال إنه سيطرحها على الفاتيكان، إذ أن الأخير كان في اجتماع أمريكي – فرنسي – وبعض الدول الأوروبية، تزامن مع وصول وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت، وإجتماعه مع البطريرك الراعي، قد يكون لدعم مسألة حياد لبنان عن الإقليم، حاملاً رسائل الولايات المتحدة والغرب والتي أهمها سحب سلاح حزب الله، الأمر الذي لن يتحقق تحت أي سببٍ كان، حتى ولو وقعت الحرب.
فريق عمل “رياليست”.