الرياض – (رياليست عربي): قال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إن المملكة تؤيد الجهود الرامية لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية، وذلك بينما يستعد زعماء العالم لاستئناف المحادثات مع طهران لإعادة الالتزام بالاتفاق النووي المبرم عام 2015، طبقاً لوكالة “رويترز” للأنباء.
صفحة جديدة
تحاول المملكة العربية السعودية اليوم فتح صفحة جديدة مع إيران لإغلاق صفحة من الصراع منذ العام 2015، حيث تخوض كلاهما حرباً بالوكالة سواء في اليمن أو في سوريا، وإلى حدٍّ ما في لبنان، إلا ان الملك السعودي كان واضحاً بأنه من الممكن استئناف المحادثات بين الجانبين بما يضمن الأمن في الشرق الأوسط، شرط أن تتخلى إيران عن جميع أسلحة الدمار الشامل، ومن هذا المنطلق تدعم المملكة الجهود الدولية الهادفة لمنع إيران من تطوير سلاح نووي.
وذكرت معلومات أن وزير الخارجية السعودي التقى يوم الثلاثاء نظيره الإيراني على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ما يعني أن إمكانية حلحلة الملفات العالقة قائمة، هذا ما تبين أيضاً في تصريحات العاهل السعودي ومما جاء فيها: (إيران دولة جارة، ونأمل أن تؤدي محادثاتنا الأولية معها إلى نتائج ملموسة لبناء الثقة، والتمهيد لتحقيق تطلعات شعوبنا في إقامة علاقات تعاون مبنية على الالتزام بمبادئ وقرارات الشرعية الدولية، واحترام السيادة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية).
العقدة
إن مسألة الاتفاق النووي سبق وأن أعلنت الرياض عن رغبتها في المشاركة فيها، وقوبلت هذه الرغبة برفض إيراني، ومسألة الاتفاق النووي ككل مرتبطة بالتوافق الأمريكي – الإيراني، وستكون النتيجة هي التي سيتم حسمها عندما يتوصل الطرفان إلبها سلباً إو إيجاباً، لكن عقدة العقد لا تزال هي الأزمة اليمنية، خاصة مع التصعيد الحوثي الأخير ضد مواقع ومنشآت سعودية منها مطار أبها مجدداً، هذا الأمر لن يُحسم إذا لم يتصل الشركاء الثلاثة إلى نتائج مرضية، اولاً في مسألة الاتفاق النووي بين طهران وواشنطن، وثانياً بين طهران والرياض في حوارهما معاً، فالأزمة اليمنية حكماً مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بهذا الأمر، والمملكة تعي جيداً ذلك، ربطاً مع سحب المنظومات الأمريكية مؤخراً من أراضي المملك وبعض دول الخليج الأخرى، بالتالي، قد تجد السعودية نفسها في مواجهة مفتوحة في الحرب اليمينة، ليس لتخلي أحد عنها بالمعنى الدقيق، لكن ربما هي خطة أمريكية لاختصار الطريق وجعل فرص الحوار السعودي – الإيراني أقرب للتحقيق من المماطلة، وهذا بطبيعة الحال يصب في صالح أميركا لناحية تقديم تنازل جديد لإيران من أجل تحسين المزاج التفاوضي في موعده المقبل.
الآن، المملكة بيدها إنهاء الأزمات المحيطة بها، وبيدها المماطلة، قد تكون الخسائر محدودة بالنسبة لها، لكن على المدى البعيد وبحسب رؤية ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، المستقبل الاقتصادي للمملكة واعد ويحتاج إلى إزالة كل العوائق من طريقه لمواكبة التطورات المهمة من مشاريع مستقبلية قيد التنفيذ.
خاص وكالة “رياليست”.