موسكو – (رياليست عربي): كان الأسبوع الماضي من أكثر الأسابيع ازدحاماً لسياسة العالم والشرق الأوسط في السنوات الأخيرة، وذلك لأن، فلاديمير بوتين وجو بايدن زارا مراكز القوة الإقليمية، التي توجد بينها مجموعة كاملة من المشاكل والتناقضات، حيث زار الرئيس الروسي إيران، وأصبحت السعودية الوجهة النهائية لرحلة الرئيس الأمريكي.
كانت رحلة فلاديمير بوتين بالأمس مقتضبة، لكنها لم تكن أقل حدة – في يوم التقى فيه المرشد الإيراني، آية الله علي خامنئي، ورئيس الجمهورية الإسلامية، إبراهيم رئيسي ، ونظيره التركي، رجب طيب أردوغان، ومن خلال تفاصيل ما تم التباحث حوله وتوقيع الاتفاقيات، جاءت أحداث يوم أمس في طهران بمثابة رد مؤثر على جولة الرئيس الأمريكي في الشرق الأوسط الأسبوع الماضي.
كان الهدف من زيارة جو بايدن تقريباً، الاتفاق على تسوية للمواجهة العربية الإسرائيلية، وتحت هذه المواجهة، تفاقم الوضع في العلاقات الصعبة بالفعل بين المملكة العربية السعودية وإيران، ولكن الشيء الرئيسي هو حث الرياض على زيادة إنتاج النفط وإمدادات الوقود للولايات المتحدة.
لم تؤد رحلة الانحناء إلى التراجع المتوقع في أسعار الغاز، الأمر الذي يجعل الديمقراطيين يخاطرون بخسارة انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر/ تشرين الثاني، كما أن بايدن نفسه على وشك المساءلة، وأكدت المملكة العربية السعودية أنها مستعدة لزيادة الإنتاج إلى 13 مليون برميل يومياً – الآن الرقم أعلى قليلاً من 10.5 مليون – لأن هذا هو الحد الأقصى لقدرة المملكة الحالية.
في الوقت نفسه، قيل في مايو/ أيار إن مثل هذه الأرقام لا يمكن تحقيقها إلا بحلول عام 2027، علاوة على ذلك، لم تخف الرياض حقيقة أنها لا تزال موالية لاتفاق أوبك + وأن أي زيادة في الحصص سيتم تنسيقها مع المشاركين فيها في أوائل أغسطس/ آب، بما في ذلك روسيا.
اللافت، أنه بمجرد انتهاء لقاء بايدن الأول مع محمد بن سلمان، حدث في موسكو، وبمبادرة من الرياض، التقى الممثل الخاص للرئيس الروسي للشرق الأوسط وأفريقيا، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، والسفير السعودي عبدالرحمن الأحمد، تشير رسالة قصيرة على موقع الوزارة إلى أن الطرفين قد قاما بمزامنة الساعات بشأن القضايا ذات الأولوية لمواصلة تطوير العلاقات الودية الروسية السعودية التقليدية، ومن الصعب تصديق مصادفة مثل هذه المصادفات.
في الكرملين يتفهمون بدورهم كل التفاصيل الدقيقة للتناقضات في الشرق الأوسط، وبدقة يسعون ويجدون حلولاً وسط لا تناسب موسكو فحسب، بل اللاعبين الرئيسيين في المنطقة أيضاً وهكذا، توضح روسيا، أنها موجودة هنا لفترة طويلة، وفي الشرق الأوسط يفهمون من الذي يجلب لهم السلام ومن الذي يأتي بالسيف.
خاص وكالة رياليست.