دمشق – (رياليست عربي): بطالة الشباب هي إحدى المشكلات الحادة التي تعاني منها العديد من البلدان حول العالم، ولكن في ظل الحروب والصراعات المستمرة، تتفاقم هذه المشكلة بشكل كبير،إذ يعاني الشباب السوري من بطالة مستمرة نتيجة للحرب الدائرة في سورية منذ سنوات، وهذا يُشكل تحديًا كبيرًا يجب معالجته بشكل جذري وفعال، إذ تتطلب مكافحة بطالة الشباب السوري تدخلًا فعالًا من الدولة السورية عبر تبني سياسات وبرامج تهدف إلى توفير فرص عمل وتشجيع ريادة الأعمال، وبما يُرمم الاقتصاد السوري في مرحلة لاحقة.
منذ اندلاع الحرب في سوريا، تضرر الاقتصاد السوري بشكل جذري مما أدى إلى تدهور سوق العمل وتقليص الفرص المتاحة للشباب، وتضاعفت مشكلة البطالة في سوريا مع تدمير البنية التحتية والمنشآت الاقتصادية، مما أثر سلبًا على القدرة التنافسية للشباب في الحصول على وظائف، وبطبيعة الحال فإن هذا التدهور أثر أيضًا على القطاعات الحيوية مثل التعليم والصحة والبنية التحتية، مما أدى إلى نقص الكفاءات والمهارات المطلوبة في سوق العمل.
ضمن واقع بطالة الشباب السوري، فإن الآثار السلبية لتلك الظاهرة لا تقتصر على الشباب فحسب، بل إن تداعيات البطالة ستؤثر على المجتمع السوري عموماً، ومن هنا يجب معالجة هذه المشكلة، إذ تحتاج الدولة السورية إلى تبني سياسات اقتصادية شاملة تهدف إلى تحفيز الاستثمار وتعزيز النمو الاقتصادي، كما أن على الدولة التركيز على إعادة بناء البنية التحتية المتضررة وتقديم الدعم للشركات الصغيرة والمتوسطة وتشجيع ريادة الأعمال، ويمكن أيضًا تنفيذ برامج تدريبية وتعليمية تهدف إلى تحسين مهارات الشباب وزيادة قدراتهم التنافسية في سوق العمل.
بالإضافة إلى ذلك، يجب على الدولة تعزيز التعليم وتوفير فرص تعليمية متنوعة وذات جودة عالية، اذ تساهم في تطوير المهارات والكفاءات اللازمة لسوق العمل المتغير، وينبغي أيضًا تعزيز الشفافية ومكافحة الفساد لتعزيز الثقة في البيئة الاقتصادية وتشجيع الاستثمارات المحلية والأجنبية، علاوة على ذلك، يمكن للدولة تعزيز التعاون مع المنظمات الدولية والشركاء الإقليميين لتأمين فرص عمل مناسبة لباحثي العمل وضمان انخفاض معدلات البطالة في الأيام القادمة.
تعد مشكلة البطالة من أبرز التحديات التي تواجه الشباب السوري، إذ يعاني الشباب من صعوبة في الحصول على فرص عمل جيدة ومستقرة، مما يؤثر سلبًا على حياتهم المعيشية ويزيد من مستوى الفقر والتشرد في البلاد، وقد بات واضحاً أن هذه المشكلة تأتي نتيجة للتدمير الكبير الذي لحق بالبنية التحتية والاقتصاد السوري بسبب الصراع المستمر، حيث توقفت العديد من الشركات والمؤسسات عن العمل، مما أدى إلى فقدان وظائف كثيرة. بالإضافة إلى ذلك، تضطر العديد من الشباب إلى الهجرة والبحث عن فرص عمل خارج البلاد.
في النهاية، يجب أن يكون هناك تعاون بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني لتحقيق نتائج إيجابية في مكافحة مشكلة البطالة في سوريا، ويجب أن تكون هذه الإجراءات شاملة ومستدامة، وتأخذ في الاعتبار احتياجات الشباب وتطلعاتهم المستقبلية.
خاص وكالة رياليست – حلا حورية – كاتبة وصحافية سورية