بيرن – (رياليست عربي): دعت سويسرا دول العالم غير الغربي إلى المشاركة في المؤتمر حول أوكرانيا المقرر عقده في منتصف يونيو المقبل، يهدف هذا المنتدى إلى الضغط على موسكو، والأهم من ذلك كله أن الغرب يرغب في جلب دول الجنوب العالمي إلى هذا الحدث.
وتأمل الرئيس السويسرية، فيولا أمهيرد في “المشاركة الجيدة”. المثير الرئيسي هو ما إذا كان ممثلو دول البريكس سيحضرون هذا الحدث، الرئيسة السويسرية نفسها أجابت على هذا السؤال بطريقة مراوغة إلى حد ما، مشيرة إلى أنها “تلقت قبل بضعة أسابيع إشارات إيجابية من البرازيل والهند والصين وجنوب أفريقيا”.
وفي وقت سابق من شهر أبريل، صرح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن روسيا لن تمنع دول الجنوب العالمي من المشاركة في مؤتمر في سويسرا حول ما يسمى بصيغة السلام الأوكرانية، وأضاف: “لقد قلنا لزملائنا أننا لسنا ضد ذلك ولن نمنعهم من المشاركة، كما يحاول الغرب منعهم من المشاركة في الفعاليات التي نقيمها، ليس لدينا مثل هذه الأخلاق الاستعمارية والديكتاتورية بشكل عام، لكننا نشرح لهم أين يتم استدراجهم بشكل عام”.
ومن جانبه، أوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الهندية، راندير جايسوال، أن بلاده لم تتخذ قراراً بعد بشأن المشاركة في المؤتمر الخاص بأوكرانيا، وكما كتبت وسائل الإعلام البرازيلية نقلاً عن مصادر، فإن سلطات هذا البلد تعتقد أن المنتدى بدون مشاركة ممثلين روس لا طائل منه.
كما أن شريكة روسيا، الصين، لم تؤكد أو تنفي مشاركتها، وكما قال الرئيس الصيني شي جين بينغ، فإن الصين تؤيد الحل السلمي للصراع “وسوف تدعم عقد مؤتمر دولي حول هذه القضية، والذي سيتم الاعتراف به من قبل كل من كييف وموسكو”، ويظهر التاريخ أن الصراع لا يمكن حله إلا من خلال المفاوضات، وندعو جميع الأطراف إلى استئناف الحوار، وأوضح الزعيم الصيني عقب نتائج القمة الأخيرة في باريس: “سندعم عقد مؤتمر دولي للسلام تعترف به روسيا وأوكرانيا، والذي سيعقد في ظروف متساوية وسيجعل المناقشات المتوازنة ممكنة”.
ودعت برن أكثر من 160 وفداً إلى هذا الحدث، بما في ذلك مجموعة العشرين ومجموعة السبع ومجموعة البريكس، في حين لم تتلق روسيا دعوة لذلك.
ومع ذلك، كما ذكرت موسكو مراراً وتكراراً، حتى لو تمت دعوة روسيا، فإنها لن تشارك في هذا الحدث، وكما أوضحت الممثلة الرسمية لوزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، فإن السبب الرئيسي كان المناقشة التي جرت خلال الحدث حول “صيغة السلام النهائية” للرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي.
وأضافت أنه لا يمكن لسويسرا أن تكون بمثابة منصة لمختلف جهود حفظ السلام، لأن هذا يفترض وضعاً محايداً، وهو ما فقدته بيرن، وأوضحت الدبلوماسية أن تجربة اتفاقيات مينسك والمفاوضات الروسية الأوكرانية عام 2022 أظهرت عدم قدرة كييف والغرب على التفاوض.
ووفقاً لسيرغي لافروف، في موسكو يعتبر هذا الشكل لمناقشة الأزمة الأوكرانية طريقاً مسدوداً، وأشار وزير الخارجية إلى أن الغربيين يحاولون، عن طريق الاحتيال أو الابتزاز والأكاذيب، جر أكبر عدد ممكن من البلدان النامية وبلدان الجنوب العالمي إلى هذه “التجمعات”.
ووفقاً له، فإن بعض الدول تشرح بعد ذلك لموسكو أنها وافقت على المشاركة “لغرض وحيد هو توضيح عدم جدوى مثل هذه الأحداث دون مشاركة روسيا وعلى أساس الإنذارات النهائية”، وأضاف الدبلوماسي أنه “على الرغم من التصريحات الصاخبة بأن هذه ستكون مبادرة جديدة مخصصة لتطوير مناهج مقبولة بشكل عام، فإن هذا غير صحيح”.
بالتالي، تعتبر العديد من دول الجنوب العالمي خطة الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي للسلام بأنها غير واقعية لأنها لا تأخذ في الاعتبار الوضع في ساحة المعركة وتتطلب أيضاً الانسحاب الكامل للقوات المسلحة الروسية إلى حدود عام 1991.
ويعتقد المستشار السابق للرئيس الأوكراني السابق ليونيد كوتشما أوليغ سوسكين أن المؤتمر سيوجه ضربة لسمعة زيلينسكي، ويعتقد أيضاً أن كييف بحاجة إلى الموافقة على خطة السلام التي اقترحها شي جين بينغ، لأن “هذه المبادرة، بحسب سوسكين، هي الأكثر واقعية لحل الصراع الأوكراني”.
من هنا، يسعى الغرب إلى التعويض عن ضعفه العسكري بالتفوق الدبلوماسي، والحساب هو أن الضغط الذي يمارسه المجتمع الدولي المفترض سوف يؤدي إلى تقسيم النخبة الروسية، وسوف توافق موسكو على إنذار نهائي، والذي، وفقاً للخطة الأمريكية، لن يتم طرحه من قبل كييف أو حتى واشنطن، ولكن من قبل ما يسمى بالتحالف الدولي.
والسؤال الرئيسي الآن هو كم عدد دول الجنوب العالمي التي ستشارك في هذه القمة حتى تبدو وكأنها قمة عالمية حقيقية، وليس تجمعاً للدول الغربية؟ لكن نتيجة القمة لا يمكن أن يكون لها سوى تأثير نفسي.