الرياض – (رياليست عربي): تترقب منطقة الشرق الأوسط القمة الأميركية العربية في المملكة العربية السعودية، منتصف شهر يوليو/ تموز المقبل، على خلفية إعلان البيت الأبيض زيارة الرئيس جو بايدن إلى العاصمة السعودية الرياض، وعقد قمة مع زعماء دول مجلس التعاون الخليجي إضافة إلى قادة مصر والأردن والعراق.
قمة بايدن مع القادة العرب المقرر لها منتصف يوليو المقبل، سبقتها الإدارة الأميركية بتوضيح أجندتها المنصبة على رفع إنتاج النفط من جهة، ومناقشة التهديدات الإيرانية وفق وصف واشنطن، زيارة الرئيس الديمقراطي إلى السعودية والتي كشفت أكذوبة ما يتم ترويجه حول ما تسمى “القيم الأميركية”، فقد تراجع بين ليلة وضحاها عن وصف المملكة بالدولة المنبوذة، وأيضاً لم تجد إدارته غضاضة في تأكيد اللقاء مع ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، الذي حاول بايدن التقليل من شأنه ونفوذه سواء بالتصريحات المتعلقة بمقتل الكاتب الصحفي جمال خاشقجي وربط الجريمة بشخص الحاكم الفعلي للسعودية، أو تأكيده السابق بالتحدث مع النظراء في إشارة إلى الملك سلمان بن عبدالعزيز، وهو نيته التحدث أو لقاء ولي عهده.
ومنذ إطلاق الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، العملية العسكرية لحماية دونباس في أوكرانيا، سعت إدارة بايدن للضغط على الرياض بهدف رفع إنتاج النفط لتعويض الأسواق الأوروبية، عن تراجع إمدادات الطاقة الروسية وباءت جميع المحاولات بالفشل، وعلى ما يبدو أن الرئيس الأميركي قرر في نهاية المطاف التراجع عن تعهداته وتهديداته تجاه السعودية وتحديداً شخص محمد بن سلمان، بهدف جعل الزيارة بمثابة توقيع عقود تصدير نفط جديدة تعوض الأسواق الأوروبية نقص الإمدادات بعدما فشل في تلبية احتياجات هذه الأسواق وجعلها تنتظر شتاء قارس بدون طاقة.
البند الثاني في أجندة الزيارة هو حلم تنفيذ المخطط الأميركي بخلق تعاون عسكري إقليمي يضم دول التعاون الخليجي إلى جانب مصر والعراق والأردن وفي القلب إسرائيل، وفق مشروع قانون أميركي قدمها الحزبين الديمقراطي والجمهوري إلى مجلس الشيوخ الأميركي، يهدف لدمج الدفاعات الجوية لهذه الدول بهدف مواجهة ما اسمها “التهديدات الإيرانية”.
زيارة الرئيس الأميركي إلى الرياض بهدف عقد هذه القمة، جاءت كخيار ثان بعدما عرض على العواصم العربية جعل هذه القمة في إسرائيل، وهو الأمر الذي واجه رفضاً من قبل بعض العواصم خوفاً من غضب شعوبهم، وحسب المعلومات المتوفرة أنه منذ قمة النقب شرعت واشنطن في التحضير لقمة عربية أميركية في تل أبيب، وحاولت إقناع العرب بها لكن واجهت رفضاً ولم تلقَ ترحيباً.
القمة المرتقبة بحسب وصف الأوساط الدبلوماسية تحمل وجبة أميركية مسمومة، وحال القبول بما يحمله بايدن في حقيبته ربما ينتج عنها صراع إقليمي مفتوح، كما أنها سوف تلقي بظلالها على مستقبل العلاقات العربية – الروسية، وهو الهدف الأميركي الأكبر من الزيارة بعدما استشعرت إدارة بايدن خطورة تطور العلاقات بين موسكو ودول الخليج خصوصاً الإمارات.
خاص وكالة رياليست.