واشنطن – (رياليست عربي): قال مستشار الأمن القومي السابق في إدارة دونالد ترامب، جون بولتون، إن الانسحاب من أفغانستان كان خطأً كبيراً، طبقاً لقناة “سكاي نيوز عربية“.
انهيار أم خطة جديدة
مما لا شك فيه أن قرار انسحاب القوات الأمريكية فجاةً قد فاجئ العالم، بعد أكثر من عقدين على حروب لا طائل منها، سوى تدمير أفغانستان، وبقراءة اقتصادية مختصرة تبين أن هذا البلد يملك من الخصائص الاقتصادية الكثير، خاصة لجهة احتوائه على معادن تدخل في صناعات كثيرة وكبيرة تطور من أي ترسانة عسكرية تستحوذ عليها، ومن غير المنطقي القول إن الولايات المتحدة قد اكتفت من هذه المعادن والثروات خلال عشرين عاماً، لأن أساس الدخول كان لقتال الحركات الإرهابية على رأسها طالبان، بالتالي، الإعلان السابق في عهد حكومة الرئيس السابق دونالد ترامب، عن مفاوضات “كامب ديفيد” وبصرف النظر أنها لم تحدث على خلفية مقتل جنود أمريكيين في افغانستان آنذاك، لكن كيف يتم التفاوض مع من دخلوا لبلاد على أساس القضاء عليه؟
هذا الأمر مهما قيل ومهما خرجت تصريحات من كبار المسؤولين الأمريكيين، لا يُعتبر أكثر من جعل أفغانستان القاعدة (الإرهابية) الأكبر عالمياً، لتكون منطلقاً لعمليات إرهابية في المستقبل في وسط آسيا، أقله إزعاج روسيا وقطع الطريق على الزحف الصيني، حتى إيران نفسها لا تشكل خطراً بالمفهوم الأمريكي على أي من مصالح واشنطن في المنطقة سواء العربية أو الآسيوية، القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي بالشكل الظاهري انسحبوا من أفغانستان، لكن ضمنياً لا يزال هناك قوات إن لم تكن أمريكية فهي حليفة لها، على غرار العراق، فلقد تم الإعلان عن نهاية الحرب وإسقاط نظام الرئيس الأسبق، صدام حسين، لكن القوات الأمريكية لم تخرج وهي موجودة بأشكال متعددة ولعل جهاز الاستخبارات هو الأنشط لديها.
من هنا، إن واشنطن تعمل اليوم على تهيئة العالم، على أن انتشار الإرهاب عاد بقوة وبالتالي عليها مجابهته مجدداً، لكن السيناريو الأخطر هذه المرة أنه قد لا تكون الوجهة للقضاء عليه هي أفغانستان، فالسيناريو الأقرب إلى المنطق، هو نشر الإرهاب في دول قد لا تخطر على بال أحد، لكنها تكون الأقرب لتقويض الصين وروسيا وحتى إيران إن اعتبرنا أنها ند وبقوة كييرة كالدولتين السابق ذكرهما، بالتالي، من الوهم بمكانٍ ما، تصديق التصريحات التي تتحدث عن انسحاب أمريكي، لا يمكن أن تسلم واشنطن مصالحها لأحد، وهذا يقود إلى نظري واحدة، أن طالبان ستكون في خدمة المشروع الأمريكي القادم.خاص وكالة “رياليست”.