طرابلس – (رياليست عربي): تبخر الأمل في انتخابات ليبيا، ظل الشعب طول الفترة الماضية متعلقاً بأمل حلم الدولة المستقرة، ووجود رئيس يمثل الجميع أمام المجتمع الدولي، بعدما أصبحت الدولة على طاولة التشريح الدولي لمدة عقد من الزمان، يستبيح الكل ثرواتها ويصادر قرارها حسب مصالحه الشخصية.
مؤتمرات وتصريحات وبيانات انهالت خلال الفترة الماضية، رغبة في الوصول لصناديق الاقتراع يوم 24 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، في نهاية المطاف استفاق الجميع على نهاية فيلم هوليودي صنعته أمريكا وحلفائها، واستخدمت كواليس الخلافات بين الفرقاء في صناعة الديكورات لتسويق صورة تستحق جائزة أوسكار كأفضل إخراج لصناعة الأكذوبة.
منذ اللحظات الأولى كان واضحاً للعيان، الوصاية الأمريكية المفروضة على مشهد الانتخابات، ورغبة واشنطن والغرب في صناعة رئيس منزوع الصلاحيات، بهدف وضعه كمندوب سامٍ يمرر القرارات لصالح صانعيه.
الخطة الأمريكية كانت تسير بشكل مريح للبيت الأبيض، حتى ظهور سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، والمشير خليفة حفتر، في المشهد السياسي وترشحهما للمنافسة على المنصب، ونظراً لما يملكها الطرفان من نفوذ على الأرض، كان القرار الهروب من العملية الانتخابية برمتها وعودة الدولة للمربع صفر.
ما طرحه مجلس النواب الليبي حول وضع خارطة طريق لما بعد 24 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، لن يكون وفق مراقبين أكثر من مسكنات لتثبيط الاحتجاجات المتوقعة، خصوصاً من أنصار سيف الإسلام، والجنرال حفتر، وعلى ما يبدو أن الدولة الممزقة بين شرق وغرب وجنوب مستمرة في سرير المرض ولن يسمح له بالنهوض لسنوات مقبلة لحين ظهور المرشح الأمريكي الذي تستطيع واشنطن الرهان على فوزه.
ووفق مصادر ليبية، سوف تكتفي أمريكا وبعض العواصم الغربية الفاعلة في الأزمة، بالدفع نحو تشكيل حكومة جديدة، للسيطرة على القرار من خلالها، والتذرع بالخلافات بين القوى السياسية الداخلية لإنهاء المطالبة بالانتخابات الرئاسية، لحين التخلص من حفتر وسيف الإسلام، بطريقة دراماتيكية سواء بتحريك قضايا جنائية ضدهما، أو حتى التخطيط لعلميات اغتيال بهدف تأهيل الساحة لظهور المرشح المتوافق عليه خلف جدران غرف الاستخبارات التي تمتلك دفة قيادة المشهد من خلف الستار.
الحقيقة المؤكدة الآن، أن الدولة الليبية عائدة إلى فوضى وعنف مسلح وسيناريو دموي رسم بعناية لتطبيقه على مدار عام 2022، بهدف الدفع بقوات دولية للسيطرة على الأوضاع المنفلتة ليكتب الفصل الأخير باحتلال مشروع واستبدال ما وصفته أمريكا بالمرتزقة بعناصر مسلحة ترتدي الزي الرسمي، مع الشروع في إنشاء القواعد العسكرية لضمانة السيطرة على حقول النفط والمواقع الإستراتيجية.. ليبقى الشعار: “ليبيا مريضة لن تموت”.
خاص وكالة رياليست.