أنقرة – ({ياليست عربي): انتخابات تركيا، أصبحت الشغل الشاغل لوسائل الإعلام الإقليمية والدولية، لما تحمله من أهمية نظراً لقوة الدولة التركية وعلاقاتها المتشعبة عربياً وإسلامياً وغربياً، الأحد المقبل يعتبره الأتراك يوم حسم لمصير بلادهم بعد حسم اختيار الرئيس وأعضاء البرلمان وأعضاء البرلمان في دورته الـ 28.
وخلال فترة الدعاية الانتخابية رسمت بقوة ملامح مشهد سياسي قادم، تصفه شريحة ليست قليلة بـ«المخيف»، خاصة بعدما أطلقت الأكاذيب واستغلت الأوضاع فى دول الجوار العربي خصوصاً سوريا بطريقة تثير السخرية عندما اتهم الرئيس المنتهية ولايته والمرشح على المنصب رجب طيب أردوغان، منافسه زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو، بمحاولة جر الدولة للإرهاب على غرار ما حدث فى سوريا، اللافت بالتصريح هو إنكار أردوغان بشكل علني ما فعله فى الجارة العربية بتعاون فج مع أجهزته الأمنية.
لم تكن سوريا الكذبة الوحيدة في انتخابات تركيا، لكن على الجهة المقبلة يتهم أوغلو وأنصار الطاولة السداسية المعارضة أيضا بنشر مقطع الفيديو الإباحي للمرشح المنافس محرم إينجه، المنشق عن حزبه، ما اضطره أخيرا للانسحاب خشية تنفيذ الوعد بنشر الفضائح وتدمير سيرته الذاتية والاجتماعية على الشبكة العنكبوتية.
صحيح أن أردوغان عبر عن أسفه لقرار انسحاب إينجه، بينما دعاه أوغلو المنافس الأكبر للانضمام لتحالف الطاولة السداسية، لكن الوضع برمته كما وصفه المرشح المنسحب بقوله: ” ما عشته خلال آخر 45 يوما لم أره في 45 عاماً”.
الوضع برمته يؤشر على نية أردوغان عقب فوزه شبه المؤكد على الأقل لرجال بلاطه، رغم التقارير المتحدثة عن تراجع شعبيته، فرض المزيد من الخنق على تركيا التي عادت بقوة لحقبة ظلامية مباح فيها الأكاذيب والتضليل بهدف حسم المناصب والسيطرة على الدولة لعقود قادمة من خلال حزب العدالة والتنمية الحاكم بالهيمنة على البرلمان، ومرشحه الرئاسي المتفرد بالقرار رجب طيب أردوغان.
ويحق هذا العام لأكثر من 64 مليون تركي التصويت في الانتخابات وسط استقطاب شعبي حاد من قادة الأحزاب السياسية وتنافس شديد لكسب أصوات الناخبين.
وأعلنت التحالفات الثلاثة الأولى مرشحيها الرئاسيين في الانتخابات، وهم الرئيس رجب طيب أردوغان عن التحالف الجمهوري، وزعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو عن تحالف الشعب المعارض، وسنان أوغان عن تحالف أتا، فيما دعم الجهد والحرية مرشح تحالف الشعب كليجدار أوغلو، بينما لم يعلن تحالف القوى الاشتراكية عن دعم أي مرشح حتى الآن.
استطلاعات الرأي التي باتت محظورة حتى الاقتراع تتوقع منافسة حادة على الأرض في الانتخابات الرئاسية التي يؤكد كل من المعسكرين أنه قادر على الفوز بها من الدورة الأولى، وإلا فسيتم تنظيم دورة ثانية في 28 أيار/مايو.. لكن لعبة الصناديق على غرار انتخابات العالم الثالث ربما تصنع بطاقة الفائز.
مزيد من تكميم الأفواه.. وقمع المعارضين.. إنهاء سياسية صفر الأزمات مع العرب.. التدخل فى شؤون الإقليم، جميعها سياسات يتوقع مراقبون عودة أردوغان لها بعد انتهاء أزمة الانتخابات التركية التي اضطرته لممارسة البراغماتية خلال الشهور الماضية بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية وارتفاع نبرة الرفض داخليا ضد سياسته على مدار السنوات الماضية التي أوصلت الدولة لحالة لا يرثى لها.
الجميع حالياً ينتظر الدورة الأولى من الانتخابات هناك، وسط فقد الأمل في ميلاد شكل جديد حتى وإن وصلت الأمور لدورة ثانية نهاية مايو الساخن.