أنقرة – (رياليست عربي): قال مسؤول أمني تركي إن التحضيرات جارية لإطلاق عملية عسكرية جديدة ضد ما يعرف بـ”وحدات حماية الشعب الكردية” التي تصنفها أنقرة في قائمة الإرهاب، طبقاً لوكالة “رويترز” للأنباء.
قال معارضون سوريون إنهم يستعدون للانضمام لهجوم جديد تهدد تركيا بشنه ضد “وحدات الشعب الكردية”، الذراع السوري لتنظيم “حزب العمال الكردستاني – PKK”، حيث تطلع أنقرة لحملة جديدة على التنظيم الذي تراه تهديداً لأمنها. وأن التوتر تصاعد منذ مقتل فردين من الشرطة التركية قبل شهر في هجوم صاروخي في شمال سوريا.
معركة افتراضية
كل التصريحات التي تتعلق بشن عملية عسكرية تركية على مناطق وحدات حماية الشعب الكردية لن تتحقق، خاصة بعد عدم تلقي تركيا الضوء الأخضر من الولايات المتحدة، أثناء لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بنظيره الأمريكي، جوزيف بايدن، على هامش قمة العشرين في روما، رغم قوة التحالف بينهما، إلا أن العلاقة الأمريكية – التركية رغم حاجة كل منهما للآخر، لم تعد مقبولة وسط سياسة التهور التي يمارسها أردوغان بحسب وصف بايدن.
ومن المعروف أن القوى الكردية في سوريا خاصة الجناح العسكري منها، موالية لواشنطن حتى النخاع، وأيضاً كان لها اتصالاتها مع الإدارة الأمريكية، لترتيب خطواتها والتي أولى ما انبثق عنها على ما يبدو هو اتفاق مع الحكومة السوري الذي يقضي بتسليم المناطق المتاخمة للحدود التركية إلى الجيش السوري، فضلاً عن عودة ترتيب الحوار مع دمشق والذي لم ينقطع وذلك عبر وساطة روسية، إلا ان المستجدات الأخيرة فرضت على القوى الكردية التقارب مع دمشق بشكل أقوى من السابق، بسبب التهديدات التركية المحتملة، ما يعني أن ثمة معطيات جديدة ستتم في حال نشوب أي معركة وهي دخول الجيش السوري إلى خطوط التماس خاصة بعد التعزيزات الكبيرة التي استقدمها مؤخراً إلى مدينة عين عيسى، في ريف الرقة، شمال شرق سوريا.
فشل ذريع
تحاول تركيا أن تسيطر على مناطق محددة وصفت بالاستراتيجية كمنبج وعين العرب وتل رفعت، وذلك لتكون مكملة لعمليتي غصن الزيتون ودرع الفرات، فضلاً عن وضعها كنقاط إمداد للفصائل الإرهابية المسلحة في مناطق سيطرتها في ريفي حلب وادلب، وذكرت مصادر في المعارضة السورية عن إرسال أنقرة لتعزيزات ضخمة للفصائل المسلحة في مناطق سيطرتها، وتجهيز نفسها لأي عملية عسكرية مرتقبة، لكن الإعلان التركي عن إطلاق عمليتها الثلاثاء الماضي والتنصل من هذا الإعلان ثم تصريح أدروغان الأخير الذي قال فيه إنهم ينتظرون الزمان والمكان المناسبين، أمر يؤكد أن كل هذه المعركة عبارة عن تهديدات كانت لتُنفذ لكن بعد تخلي الجميع عنه يبدو أن فرص أنقرة لم تعد كالسابق، ما يعني فشل المشروع التركي ككل في سوريا، ربطاً مع المستجدات السياسية الأخيرة، والحديث عن عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، وسط ترحيب سعودي هو الأول من نوعه منذ أكثر من عشر سنوات.
حتى في ليبيا يبدو أن الانتخابات الليبية المقبلة ستكون الفيصل الذي يُنهي أطماع تركيا في الداخل الليبي، فضلاً عن معلومات تتحدث عن استبدال رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد حليف تركيا، وذلك برعاية أمريكية، هي عوامل كثيرة تبين أن إدارة بادين تقلّم أظافر أردوغان، بعدما تحدى الغرب ككل، وأصبح لزاماً وقفه عند حدود يبدو أنه تجاوزها في عشرات المواضع.
بالتالي، العملية العسكرية التركية لن تحدث، وإن حدثت ستكون محدودة، وذلك لحفظ ماء وجه تركيا، التي فيما يبدو أن أيامها في سوريا باتت معدودة، حيث أن سوريا هي البلد الوحيد الذي ستخرج منه تركيا صفر اليدين، لا بل خسرت خسائر جمّة في الأرواح والعتاد وكذلك في الاقتصاد، وإلى أن يحدث ذلك، متغيرات الأوضاع تنذر بمفاجئات كثيرة، أقلها على الصعيد العربي، بين سوريا وعدد من الدول العربية التي كانت قد قطعت علاقاتها في أوقات سابقة مع دمشق.
خاص وكالة رياليست.