موسكو – (رياليست عربي): يستعد التحالف الغربي بقيادة الولايات المتحدة، لإعادة تجميع القوات في منطقة نفوذه في سوريا لمحاولة احتلال مدينة البوكمال وبالتالي قطع الطريق الذي يربط بين دمشق وبغداد، حيث يعتبر ممر النقل هذا مهماً جداً بالنسبة لطهران، حيث تنقل البضائع عبر الأراضي العراقية إلى سوريا، ثم إلى لبنان.
وكتبت صحيفة الأخبار اللبنانية، أن “الأمريكيين يحاولون جمع حلفائهم في شرق سوريا من أجل مدينة البوكمال، لأنها طريق الإمداد الرئيسي والمهم استراتيجياً والمعابر الحدودية مع العراق” .
وجدير بالذكر أنه ليس فقط الولايات المتحدة وقوات سوريا الديمقراطية المتحالفة معها (تحالف يتألف بشكل رئيسي من الفصائل الكردية)، ولكن أيضاً المسلحين الشيعة المقربين من الحكومة المركزية يستعدون لتصعيد محتمل شرق نهر الفرات، “إنهم يعتقدون أن هذا سيمنحهم ذريعة لضرب المنشآت العسكرية الأمريكية وبالتالي طرد الأمريكيين من هذه المناطق”.
حتى الآن، لا توجد بيانات مؤكدة عن عملية محتملة لواشنطن في هذه المنطقة، لكن حي مدينة البوكمال الواقع على الحدود مع العراق، تعرض مؤخراً لإطلاق نار من قبل الجيش الإسرائيلي أكثر من مرة، يعتبر هذا المكان نقطة عبور مهمة.
وعلى خلفية ما يحدث من المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتحاربة في الجمهورية العربية، بدأت التقارير الواردة تفيد بأن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ينتهك باستمرار بروتوكولات عدم التضارب في سوريا، الوثيقة المؤرخة في 9 ديسمبر 2019 تتعلق برحلات لمركبات جوية بدون طيار غير منسقة مع الجانب الروسي.
في 21 يوليو/ تموز، أصبح معروفاً أن التحالف الدولي بقيادة أمريكا انتهك البروتوكولات 21 مرة في اليوم، إضافة إلى ذلك، أشارت وكالة الأمن القومي إلى أن ثلاثة أزواج من مقاتلات إف -16 وزوجاً واحداً من مقاتلات تايفون اخترقت الأجواء السورية ثماني مرات في منطقة التنف، حيث تمر الخطوط الجوية الدولية.
بالإضافة إلى ذلك، أفادت وزارة الدفاع أن طائرة أمريكية بدون طيار من طراز MQ-9 Reaper كانت قريبة بشكل خطير من طائرة روسية من طراز Su-34 في سوريا، لجنة رؤساء أركان القوات المسلحة للولايات المتحدة، بدورها، تنص على أنه “لا ينبغي المبالغة في أهمية نشوء الاحتكاك أحياناً بين القوات المسلحة للاتحاد الروسي والولايات المتحدة في سوريا، بالإضافة إلى ذلك، هناك خط اتصال خاص لتجنب النزاعات.
بالتالي، وبتجاهل عدد من الظروف، فإن الأمريكيين سيودون بشدة السيطرة على البوكمال، خاصة إذا كانت هذه المدينة في أيديهم أو تحت سيطرة الأكراد رسمياً، فسيكون من المستحيل فعلاً على إيران تسليم شحنات مختلفة براً عبر الأراضي العراقية إلى سوريا، ثم إلى لبنان لحزب الله، حيث هناك نقطة حدودية واحدة بالقرب من البوكمال لا يسيطر عليها الأمريكيون، لكنهم يقفون في نفس الوقت في التنف التي تمر عبرها حدود سوريا والعراق والأردن.
لو أتيحت الفرصة للأمريكيين للسيطرة على هذه النقطة بالطبع لشعروا بثقة أكبر في سوريا، وهذا من شأنه أن يمس بشكل كبير بموقف إيران، ويجب أن تكون ذكية للغاية من أجل تسليم البضائع عبر بعض الطرق الملتوية إلى سوريا ولبنان.
إلا أن هناك مشكلة خطيرة: الاستيلاء على البوكمال يعني اشتباكاً مباشراً مع الجيش السوري والقوات المساندة له، فإذا ذهب الأمريكيون إلى البوكمال، فسيذهب السوريون والقوات الموالية لسوريا إلى التنف حيث تقع القاعدة الأمريكية على حدود العراق وسوريا والأردن، هنا الجميع يفهم أن الاتصال البري مع إيران عبر العراق مهم للغاية بسبب تسليم البضائع لأغراض مختلفة إلى سوريا ولبنان.
بالنسبة للولايات المتحدة يجب أن تكون لديها دوافع جادة لبدء هذا النوع من التصعيد الخطير للمواجهة المباشرة بين القوات الأمريكية والجيش السوري، وقد تتدخل روسيا كذلك الأمر لتتوسع رقعة المواجهة إلى طريق رغم أن واشنطن تملك القدرات لكنها محاطة بالراغبين بخروجها، في ظل تواجدها غير القانوني.