المشكلة القائمة التي تشكلت، لبنان سيبقى وضعه من سيء إلى أسوأ طالما سلاح الحزب لن يتم تسليمه، وهذا لن يتحقق، ما يعني أن الصراع مستمر ولبنان في دمارٍ مستمر. وسعت الولايات المتحدة الأمريكية عقوباتها على لبنان وذلك بأن أضافت وزيرين سابقين إلى القائمة السوداء وإتهمتهما بتقديم دعم مادي ومالي لحزب الله اللبناني وحذرت من أنها بصدد إتخاذ مزيد من الإجراءات التي تستهدف الحزب المدعوم من إيران، طبقاً لوكالة “رويترز” للأنباء.
وقال مسؤولون أمريكيون إن واشنطن تنسق مع باريس بشأن لبنان، لكنهم إنتقدوا اجتماع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع ساسة لبنانيين أحدهم عضو في حزب الله التي تعتبرها الولايات المتحدة، منظمة إرهابية، وذلك في إشارة إلى القيادي في الحزب “محمد رعد”.
كيف تعلم واشنطن ما لا يعلمه أحد؟
إن إدراج الوزيرين السابقين على القائمة السوداء من قبل وزارة الخزانة الأمريكية تحت عنوان “الفساد ودعم حزب الله”، على الرغم من أنه وإلى الآن لم يحدث تحقيق يجرم أحد بمسألة التلاعب بأموال الدولة ودعم حزب الله مالياً أو تحت أي عنوان ولكن هذا لا يعني إعطاء صك براءة لأحد ولكن حتى يثبت العكس، على الرغم من أن المواقع اللبنانية تذكر يومياً عشرات الأسماء التي تتجدد نفسها بشكل مستمر من خلال ترأسها أو تعيينها في مناصب مهمة في الدولة اللبنانية تحت تهم كثيرة أهمها سرقة المال العام، في هذه النقطة الكل متفق على أن لبنان يوجد فيه الكثير من المسؤولين الفاسدين، ولا يهم إلى جهة ينتمون أو من يؤيدون أو لا يؤيدون، لكن من الناحية المهنية والقانونية، وجدت واشنطن أن تفجير مرفأ بيروت فرصة لها لكي تعاقب كل من خالف ويخالف سياستها حول الإطباق على لبنان بما يضمن مصلحة إسرائيل وهذه حقيقة لا لبس فيها.
هل الخزانة الأمريكية جهة قضائية تصدر الأحكام؟
إن مهمة الخزانة الأمريكية هي البحث بما يتعلق بالأموال وعالمه، كما أسلفنا لا تستطيع جهة مالية البت بمسألة قضائية لم يتم التحقيق فيها، ولكن سيصدر بعد هذين الإسمين أسماء جديدة أخرى سابقة وحالية، حتى الوصول إلى العهد والبدء بإدراج أعضاء من التيار الوطني الحر والتيارات الأخرى الموالية لحزب الله، في إشارة إلى معاقبتهم على التنسيق والتطبيع معه خارج إرادتها، وهي التي تعلم على الرغم من إعتباره منظمة إرهابية لكنه يملك مقاعد في البرلمان وحقائب وزارية ويستطيع قلب الطاولة داخلياً على البقية التي ستتبع الولايات المتحدة بطريقة أو بأخرى، لكن سياسة واشنطن الحالية من خلال رفض منح لبنان أية قروض أو مساعدات يعني إدخال لبنان إلى حرب جديدة وهي “حرب التجويع”، وبالتالي من يراهن على إصلاح وترميم مرفأ بيروت على المدى المنظور فهو واهم.
هل حزب الله متسبب في ضرر لبنان؟
إن الإنقسام في هذا الخصوص كبير وكثير، إذ أن هناك كثير من الشعب اللبناني يعتبر أن حزب الله هو سبب كل ما يحدث للبنان خاصة على الصعيد الاقتصادي الحالي، والبعض الآخر يرى العكس، وما بينهما هو مسبب لبعض أزمات لبنان كتزمته في صفه مع إيران عدوة الولايات المتحدة الأولى، وقتاله مع سوريا التي يرد الغرب إسقاطها بالقوة، فضلاً عن حالة الإنقسام الداخلي اللبناني خصوصاً في ما يتعلق به ستبقى هي المشكلة القائمة التي شكلت أن لبنان سيبقى وضعه من سيء إلى أسوأ طالما سلاح الحزب لن يتم تسليمه، وهذا لن يتحقق ما يعني أن الصراع مستمر ولبنان في دمارٍ مستمر.
من هنا، يبدو أن لبنان إنتهى من حيث قيم الدولة والسيادة فلا التدخلات الأجنبية ستنقذه مما هو فيه ولا نهجه الحيادي الحالي سيحرره من الملفات التي أتخمت أدراج المؤسسات الدولية، وبالتالي يبقى السلاح الأمريكي الأنجع هو إدراج الساسة اللبنانيين على القائمة السوداء، وكل لبنان سيتضرر من ذلك بإستثناء حزب الله الذي لا يوجد له أية إرتباطات أو أعمال مع الخارج، ليكون هو السبب بالضرر الحالي لكون الشماعة التي تعلق عليها الولايات المتحدة وأعوانها ذرائعها.
فريق عمل “رياليست”.