نيودلهي – (رياليست عربي): تهدد الهند قيادة الولايات المتحدة في سوق الأسهم العالمية، حيث برزت البلاد كوجهة استثمارية جذابة في السنوات الأخيرة، ويعتبر اقتصادها الأسرع نمواً في العالم، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى تدفق المستثمرين الأجانب، ويستثمر الروس أيضاً بنشاط في الاقتصاد الهندي.
ويعتبر الاقتصاد الهندي الأسرع نمواً في العالم، وخلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2023، بلغ معدل نموها 8.4%، بحسب بلومبرج نقلاً عن مورجان ستانلي، ووفقاً لمحللي الشركة، فإن النمو الاقتصادي الحالي للبلاد يمكن مقارنته بمعدل منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
كانت القوة الدافعة الرئيسية وراء ازدهار الاقتصاد الهندي هي الاستثمار، وهي تنمو بشكل مطرد كنسبة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي، وبحلول عام 2027، وفقاً للخبراء، يمكن أن يصل الرقم إلى 36%، وبعد ثماني سنوات من النمو السنوي، أصبحت الأسهم الهندية من بين الأسهم الأكثر قيمة في العالم.
من جانبه، أشار تقرير مورجان ستانلي إلى أن تدفق الاستثمار الأجنبي إلى سوق السندات السيادية الهندية يقترب من 10 مليارات دولار، وأكبر عمليات الشراء هي سندات قصيرة الأجل تستحق بين عامي 2026 و2030.
وجهات نظر جديدة
يستكشف المستثمرون الروس أيضاً السوق الهندية بنشاط، ويبلغ حجم تداولها في البورصات الهندية اليوم ما يقرب من 2 مليار دولار، كما يشير أليكسي جوفيرين، عضو لجنة مجلس الدوما المعنية بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، هناك عدة طرق للاستثمار في الأوراق المالية الهندية: شراء الأسهم في البورصة، والاستثمار من خلال الصناديق، وصناديق الاستثمار المتداولة، وشراء السندات، وما إلى ذلك.
وفي العامين الماضيين، بدأت شركات الإدارة الروسية في الحصول على تراخيص للمشاركين في سوق الأوراق المالية في الهند، وكذلك الدخول في اتفاقيات بشأن وصول المستثمرين الروس إلى السوق الهندية من خلال شركاء محليين.
أما في فبراير من العام الماضي، قام مجلس الأوراق المالية والبورصات الهندي بتسجيل شركة الإدارة ألفا كابيتال كمستثمر أجنبي في المحفظة الاستثمارية، بالتالي سمحت الحالة التي حصلت عليها الشركة بإجراء المعاملات بشكل مستقل لصالح العملاء في البورصات الهندية، وتتم التسويات على المنصات الهندية بالروبية، لكن العملاء يستثمرون ويحصلون على الدخل بالروبل، وقرروا التخلي عن التحويلات عبر الحدود بالعملة الهندية بسبب تعقيد الإجراء.
بالإضافة إلى ذلك، تحصل شركات الإدارة على إمكانية الوصول إلى تداول الأسهم في أكبر بورصتين: الوطنية وبومباي، ومع ذلك، فمن الواضح أننا نتحدث هنا، على ما يبدو، فقط عن المشاركين المؤهلين في السوق، بالتالي، إن المستثمر العادي سيضطر إلى انتظار تكوين الأموال.
أما الاستثمار في الشركات الهندية ينطوي على بعض المخاطر، حيث تنشأ التهديدات بسبب تقلبات العملة والظروف السياسية وارتفاع أسعار الفائدة وتقلبات السوق، بالإضافة إلى ذلك، إن المخاطر التقليدية تشمل أيضاً العقوبات والتضخم، بالإضافة إلى ذلك، تجدر الإشارة إلى أن هناك نقصاً في التحليلات – فهم خصائص المصدرين المحليين، وهذا أمر مهم للغاية، لأن من مميزات سوق الأوراق المالية الهندي أنه يحتوي على عدد كبير من الشركات الصغيرة والمتوسطة.
ومع ذلك فإن النمو الاقتصادي المرتفع في الهند يجعل سوق الأوراق المالية في البلاد جذابة للمستثمرين الروس، ومما يثير الاهتمام آفاق التنمية في مختلف قطاعات الاقتصاد والإمكانات الديموغرافية والعلاقات الجيدة بين البلدين:
أولاً، تعد الهند واحدة من أسرع الأسواق نموًا في العالم وتتمتع بإمكانيات كبيرة؛
ثانياً، يُظهر الاقتصاد الهندي الاستقرار والمرونة.
وبشكل عام، يعتبر دخول أسواق الدول الصديقة خطوة منطقية، وبالنسبة للمستثمرين الروس، أصبحت الهند بالفعل وجهة ذات أولوية أعلى من الولايات المتحدة.