بنغازي (رياليست عربي). تتزايد مشاكل المهاجرين الغير شرعيين في ليبيا، في ظل هشاشة السلطات المعنية في البلاد ، وكذلك اصرار دول شمال المتوسط الأوروبية، على أن تظل ليبيا كملجأ لهؤلاء المهاجرين، دون أن تقدم مساعدة كافية لخدمة هؤلاء المهاجرين.
وتستمر عناصر مسلحة في غرب ليبيا، تحت مسميات مختلفة في اعتراض المهاجرين في عرض البحر، حيث اعترضت الجمعة الماضية أحدى هذه المجموعات قارباً يقل حوالي 125 طفلا في البحر قبالة سواحل البلاد، وهي ظاهرة جديدة تنبئ بتصاعد أعداد الأطفال الراغبين في الهجرة.
ووفق ما ذكرت وكالة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسيف) ، أن العام الماضي شهد تصاعداً في عدد القوارب المؤقتة، التي تحاول عبور وسط البحر الأبيض المتوسط، وهو الطريق الأكثر دموية للمهاجرين، معظمهم يتم تهريبهم من مراكز الاحتجاز في ليبيا.
كما أن بيانا لليونيسيف، أكد أن من بين الأطفال حوالي 114 قاصراً غير مصحوبين بذويهم، مضيفة أنه من المرجح أن تزداد محاولات الأطفال المهاجرين، لعبور البحر الأبيض المتوسط عبر ليبيا في الأشهر المقبلة.
يذكر أن مراكز الاحتجاز في غرب ليبيا تكتظ بالبشر، وسط ظروف صعبة للغاية، في ظل غياب أدنى مقومات الحياة فيها، سواء من المياه أو الخدمات الصحية، مبينا أن من بين الأعداد الهائلة في هذه المراكز ما يقرب من 1100 طفل .
وتكثر في غرب ليبيا الجماعات التي تنحل صفات رسمية، ومنها ما مجموعات تطلق على نفسها خفر السواحل الليبي في مناطق الغرب الليبي، تقوم بالمتاجرة بهؤلاء المهاجرين، فهم من يسلمونهم للمهربين لكي يوهموا المهاجرين بأنهم سينقلونهم إلى أوربا ، وبعد أن يتقاضى منهم المهربون مبالغ طائلة ، تعترضهم هذه القوات المكونة من مسلحين غير محترفين، لتعيدهم من جديد لمراكز الإيواء.
وتتخذ جمعيات حقوق الإنسان الدولية، وكذلك المنظمات التابعة للأمم المتحدة مثل اليونيسف، مواقف غير واضحة، وتكتفي بتصريحات شجب واستنكار، غير أنها ليست جادة في التعامل مع هذه القضية، وكل هدفها إعادة هؤلاء المهاجرين إلى ليبيا، وتضغط بإتجاه أن يطلق سراحهم داخل ليبيا.
ووفق احصائيات لمنظمات دولية فإن أكثر من 1400 مهاجراً إما لقوا حتفهم، أو فقدوا في عام 2020، أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط، وفقا لبيانات الأمم المتحدة ، مضيفا بأن حوالي 350 شخصاً، بينهم أطفال ونساء، إما ماتوا غرقا أو فقدوا في البحر بين ليبيا وأوربا منذ يناير الماضي.
تجدر الإشارة إلى أنه تقارير لمنظمات دولية، أكدت أن وسط البحر الأبيض المتوسط، لا يزال يعتبر أحد أكثر طرق الهجرة فتكاً وخطورة في العالم، وأشارت التقارير إلى فقد 130 مهاجراً كانوا متجهين من ليبيا إلى أوروبا ، خلال الأسبوع الماضي.
وبحسب مصادر أمنية ليبية فإن عدة عناصر مسلحة في مدينة الزاوية ، دخلت في صراع مسلح بسب خلافات بخصوص بعض المهاجرين.
وبحسب هذه المصادر فأن عناصر تابعة لمليشيا “الفار” بقيادة محمود الشحمة قامت بإخراج عدد من المهاجرين الغير شرعيين ، عمن منطقة المطرد وإيصالهم إلى نقطة في منطقة الجابية، عبر البحر غرب ليبيا.
وكان الشحمة تلقى أوامر من زعيم المليشيا “محمد سالم بحرون” الشهير بلقب “الفار” بضرورة اخراج هؤلاء المهاجرين، وكان برفقة الشحمة كل من صلاح عبد الله حركات الملقب بـ”التيرا” وكذلك ضياء عمار وميلود الاسود ، ترافقهم قوة حماية بسيارات مصفحة.
كما قامت عناصر تابعة لمليشيا “الكابوات” والتي يقودها المليشياوي “روبي” بالتصدى للعملية لأجل الاستيلاء على المهاجرين وتهريبهم لصالح المجموعة، وحدثت مشاجرة بين مليشيا الكابوات وبين مليشيا الفار، وتبادل الطرفان الرماية بالرصاص، وأثناء انشغال الفريقان بإطلاق النار، استطاعت مجموعة كبيرة من المهاجرين الفرار.
ولتلافي الموضوع قام “الفار” أرسل المليشياوي أشرف عيسي كمندوب من طرفه لمفاوضة “الكابوات” لغرض استرجاع المهاجرين غير الشرعيين، وإلا أنه سيضطر لخوض حرب ضدهم .