القضاء على فلول داعش
كثف الجيش العربي السوري عملياته ضد فلول من بقي من تنظيم داعش في البادية السورية، في الوقت الذي يتصاعد فيه الإنفلات الأمني في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أمريكياً، فيما تزال واشنطن ترسل معداتها إلى تلك المنطقة بشكلٍ مكثف عن قبل.
وتتركز عمليات القوات السورية في محيط منطقة حميمة في بادية حمص الشرقية، وبادية السخنة وفي ريف حمص الشرقي، الأمر الذي ألحق خسائر كبيرة بالتنظيم وعتاده على طول خط الإشتباكات.
خروقات مستمرة
تصدّت الدفاعات الجوية السورية لهجمات بطائرات مسيّرة محمّلة بالقنابل، أطلقها المسلحون على مواقع عسكرية في سهل الغاب بريف حماة، حيث تمكن الجيش من تدمير طائرتين مسيرتين وإسقاط الثالثة وتفكيك ذخيرتها، بالتوازي مع ذلك واصلت القوات السورية الرد على خروقات التنظيمات الإرهابية في مناطق خفض التصعيد، وذلك بإستخدام المدفعية الثقيلة ملحقا خسائر بتنظيم جبهة النصرة في ريف إدلب الجنوبي، فضلا عن قصف مواقع أخرى للتنظيم بالراجمات الصاروخية بريف إدلب الشمالي الغربي، إذ يؤكد مصدر ميداني أن الجيش السوري لا زال محافظا على نقاطه التي ثبت مواقعه فيها، وما يقوم به من عمليات يأتي في إطار الرد فقط على الخروقات، لم يستخدم فيها الطيران الحربي إلى الآن في كل من ريفي إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي، وريف حماة الشمالي وريف اللاذقية الشمالي. إن تكثيف التنظيمات الإرهابية المسلحة خروقاتها يأتي في سياق نسف الهدنة بشكل نهائي وإحداث إنتصار ميداني جديد، في ضوء الإنتكاسات الأخيرة التي تعرضت لها، لعل أهمها خسارتها لمدينة خان شيخون في ريف إدلب، وخسارتها ريف حماة بشكل كامل.
التصعيد مجددا
إلى ذلك، كشف مصدر معارض مقرب من أحرار الشرقية التابع للجيش الوطني جناح إدلب، أن ضابطا تركيا رفيع المستوى وخلال اجتماع لهم في بلدة الراعي المحتلة من قبل تركيا، أبلغهم بأن أولوية أنقرة الآن هي شرق الفرات لا إدلب، رافضين إرسال تعزيزات إضافية إليها، غير أنه أرسل تعزيزاته إلى منطقة خفض التصعيد في إدلب شمال غرب سوريا. وضمت التعزيزات التركية العديد من المدرعات وناقلات الجنود وآليات البناء.
ويواصل تنظيم هيئة تحرير الشام قصف مواقع للجيش السوري ومهاجمة قاعدة حميميم الجوية الروسية في ريف اللاذقية بطائرات هجومية مسيرة، ومنذ بداية شهر سبتمبر/ أيلول شنت هيئة التحرير أكثر من 300 هجوم مع إعتداءات على قاعدة حيميم، إذ ان محافظة إدلب ومحيطها تحوي أكثر من 50 ألف مسلح ويملكون من الخبرات القتالية الكثير مما يقوض جهود أي تسوية أو حلول سياسية ممكنة.
تأكيدات نظرية
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: إن تطهير شرق الفرات من التنظيمات الإرهابية على أجندتنا حاليا، جاء ذلك في كلمة ألقاها أمام أعضاء حزب العدالة والتنمية التركي، في ولاية أسكي شهير، طبقا لمواقع تركية. مؤكدا أنه سيناقش هذه المسألة مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب، على هامش الإجتماعات المقبلة بالأمم المتحدة.
يأتي هذا الإعلان مع تأكيدات الرئيس أردوغان في قمة أنقرة الأخيرة على وحدة الأراضي السورية مع نظيريه الروسي والإيراني، فضلا عن تلويحه المستمر ضد الإتحاد الأوروبي بفتح الباب أمام أكثر من مليون لاجئ إذا لم يوفي الإتحاد بتعهداته لأنقرة، فالخلاف الحاصل الآن أن الولايات الأمريكية تريد منطقة أمنية أكثر منها آمنة، على عكس تركيا التي تريد إنهاء الوجود الكردي الموالي لواشنطن، وأن يدخل بعمق من 30- 40 كلم داخل منطقة شرق الفرات، على الرغم من إظهار توافق تترجم في تسيير دوريات مشتركة مؤخرا.