موسكو – (رياليست عربي): تحت عنوان “السلم والتضامن والعدالة الاجتماعية” إنطلقت في الأول من شهر مارس /آذار الجاري فعاليات المهرجان العالمي للشباب في مدينة سوتشي الروسية واستمرت حتى السابع منه.
هذا المهرجان الذي بدأت خطواته الأولى بالمهرجان الدولي السادس للشباب والطلبة في عام 1957 يعتبر من أضخم الفعاليالت الشبابية العالمية، وفي هذا العام جرت مراسم الافتتاح الرسمي على مدرجات قصر البولشوي بمشاركة نحو 20آلف ضيف من أكثر من 190 بلداً، إضافة إلى عشرات الآلاف من سكان مدينة سوتشي وماحولها.
الرئيس بوتين توجه بالحديث إلى المشاركين في يوم الإفتتاح وشاركهم يوم إختتام فعالياته ومن أهم ماقاله الرئيس بوتين للمشاركين مرحباً بهم ودافعاً إياهم للسعي نحو البحث عن كل ماهو جديد لتغيير العالم نحو الأفضل.. قال مذكراً أن بلاده استضافت مهرجان الشباب والطلبة العالمي قبل سبعين عاما واجتمع الشباب والشابات آنذاك على وحدة الحلم وأن قوة أحلامهم اليوم هي التي أسهمت في جمعهم في سوتشي، وأسهب الرئيس بوتين بالحديث عن قدرة الكبيرة لدى الشباب على إزاحة وصهر عدم الثقة بين الناس، وأن هذا الشباب قادر على تخليص العالم من الظلم ومن الإقتتال والحروب والنزاعات، منوهاً إلى أن ضيوف المهرجان أثبتوا أن الصداقة الحقيقة تكمن فيها القدرة على تجاوز الصعوبات وتذليل كل العقبات لتحسين التواصل بين الشعوب والدول، مؤكداً أن التقارب بين الناس والتواصل يجب أن لاتعيقه المفارقات السياسية والقومية والعرقية، وأن المشاعر الصادقة والقيم والتقارب في الأفكار والمبادىء هي نواة توحيدهم على طريق تحقيق الحرية والسعادة والإحترام المتبادل والعيش المشترك.
الجلسة الرئيسة في مهرجان الشباب العالمي إنطلقت في اليوم الأول وكانت تحت عنوان (“أين إختفى الدب”… “الصورة المعاصرة لروسيا في عالم متعدد الأقطاب”). شارك فيها عدد من الشخصيات البارزة في مجالات مختلفة، من روسيا وألمانيا وإيطاليا ولبنان وسورية تخللها عروض تقديمية ومشاركات في تبادل الآراء في مواضيع متنوعة، وحول كيفية تطور الثقافة الروسية في الخارج في الوقت الحالي وما يحبه ويقرأه المؤلفون والمواطنون الأجانب عن روسيا.
خلال الجلسة بحث الصحفيون الدوليون ومحررو وسائل الإعلام وعلماء السياسة والمدرسون وقادة الرأي في الأساليب التي تستخدمها وسائل الإعلام المناهضة لروسيا بهدف تقويض سلطة روسيا،وطرحت عدة محاور للنقاش أهمها الأسباب التي وقفت خلف فشل سياسة عزل روسيا.
خلال كلمته في الجلسة، مستشار الرئيس بوتين، رئيس المجلس الرئاسي الروسي لتنمية المجتمع المدني وحقوق الإنسان فاليري فادييف (HRC)، قال: إن غوغل حاليًا يشكل الأداة الرئيسية للرقابة في العالم، الرقمنة، والشبكات الاجتماعية، ومحركات البحث هي شكل جديد من أشكال الرقابة. وتساءل فادييف عن ما إذا كانت روسيا قادرة على فعل أي شيء لمواجهة ومعارضة محرك البحث غوغل، مشيراً إلى أن فرنسا في وقت من الأوقات لم تنجح في ذلك ،وأن هذه الحالة لا تزال قائمة حتى الآن، ففي ديسمبر 2023، تلقت شركة غوغل توجيه بدفع غرامة للمرة الثالثة جرّاء فشلها في إزالة المواد المزيفة المتعلقة بالمنتجات الإعلامية بخصوص العملية العسكرية الروسية الخاصة. قبل ذلك، تم تغريم عملاق تكنولوجيا المعلومات في ديسمبر 2021 بملغ وقدره (7.2 مليار روبل)، وفي وقت سابق في يوليو 2022 مبلغا وقدره 21.07 مليار روبل، كما أن صحيفة “غازيتا رو” الروسية Gazeta.Ru تحدثت في تقرير لها عن كيفية استخدام أجهزة المخابرات الأجنبية عمالقة تكنولوجيا المعلوماتلخدمة أهدافها.
وتحدث فادييف عن ضرورة تدريس الشعر العربي في جميع المدارس حول العالم، موضحا أنه في عالم متعدد الأقطاب يحتاج الأطفال إلى تعريفهم بإنجازات الثقافات المختلفة.
الدكتور نواف إبراهيم ،المستشار السياسي والإعلامي، مدير المشاريع الدولية ترويج المحتوى لدى المجموعة الدولية للإعلام “روسيا سغودنيا” –وكالة الأنباء والإذاعة الدولية س”سبوتنيك”، النائب الأول لرئيس اتحاد الإعلاميين الافروآسيوي ، مساعد رئيس الغرفة الإجتماعية الدولية (الفرفة العامة) تحدث مطولاً عن أسباب حب الأجانب لروسيا.
وقال إبراهيم: نحن نحب روسيا لأنها بلد مضياف وغني بالإرث الثقافي والحضاري والإنساني، وعلى العالم أن ينهل من روسيا الكثير كما لو أنها الأم التي ترضع أبناءها، وحتى يعلم الجميع ماذا تعني الحياة في روسيا ماعليه إلا أن يذهب ليرى كيف يعيش الناس في بعض مناطق العالم التي فقدت حالة الأمن والإستقرار بسبب الإرهاب وداعميه، على سبيل المثال سورية والعراق وليبيا واليمن وفلسطين وغيرها، حينها يجب أن يعلم ماذا يعني أن لا تقلق على الأهل والأبناء، وأنه رغم كل الضغوط والأخطار المحيقة بروسيا إستطاع الرئيس بوتين أن ينهض بهذا البلد خلال 20 عاما محققا الإستقرار السياسي والإجتماعي والإقتصادي، لذا كان من المهم أن تتسلح روسيا وتتحضر لمثل هذه المصاعب وبدل من أن ننتقد علينا أولاً ان نعي مدى الخطر الذي كان لو لم توفر روسيا كل هذه الإمكانات لتبقى دولة آمنة مستقرة وتدعم الأمن والإستقرار في العالم وتساهم في إقاذ دول بأكملها من الضياع بسبب سياسات الغرب الجماعي، وهذا يحسب تاريخياً للرئيس بوتين الذي أكد على تميزه عن كل زعماء العالم في حماية بلده وشعبة ومصالهم القومية بغض النظر عن التكاليف والأثمان.
وقدم إبراهيم عدة طروحات وإقتراحات قائلا: يجب أن نكون جزءًا من تشكيل وسائل الإعلام العالمية وأن نساعد في عرض المنتجات والخدمات والتقنيات والخبرات الإعلامية التي تقدمها الدول الكبرى مثل روسيا.
ينبغي إيلاء الكثير من الاهتمام لتأثير وسائل الإعلام على تشكيل سيادة الدولة وبناء مؤسسات السلطة المستقلة، والبحث عن سبل تعزيز مكانة روسيا في دول الشرق الأوسط ووتدعيم طرق وأساليب تعزيز هذا الموقف من قبل وسائل الإعلام المحلية والأجنبية، حيث أننا جميعا نرى كيف أن فخ المعلومات هو آلة يتم توجيه كل شيء من خلالها في الاتجاه المعاكس في وسائل الإعلام الغربية على وجه الخصوص، حيث توجد حقيقة واحدة فقط هي كذبهم المعتاد وليست الحقيقة النظيفة والواقعية.
وأشار إبراهيم إلى أن المحتوى الإعلامي الروسي هو محتوى صادق، لكن في نفس الوقت ترويجه غير متطور بشكل كافٍ، فضلاً عن الحضور المفرط لوسائل الإعلام الغربية والموالية للغرب في المنطقة عموماً، لكن الاهتمام بروسيا على خلفية العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا قد يشكل عاملاً مساعداً، إذ أنه بحسب الخبراء، يتزايد بالتأكيد التقييم الإيجابي لسلوكيات وقررات روسيا، إذ رأى العالم العربي في روسيا قوة قادرة على تحدي الهيمنة الأميركية ومقاطعتها، بما في ذلك في الشرق الأوسط. وهذا كان مبعث ثقة دفع بدول المنطقة إلى التفكير في البناء على أساس مصالحهم الوطنية والتشبيك مع شركاء يمكن الوثوق بهم وأولهم روسيا. من المهم جدًا هنا التأكيد على أنه تم اليوم تشكيل مساحة معلومات موحدة، هذه الحقيقة لا يمكن تجاهلها، ولا يمكن عزلها بتوطين الفضاء الإعلامي حيثما يراه البعض منطلق خدمة لأهدافه.
نحن أناس ندافع عن ضمان السيادة الكاملة لدول العالم، وقبل كل شيء، سيادة روسيا نفسها كلاعب مستقل في الساحة السياسية والاقتصادية والثقافية في العالم، وعلى كل وطني، أو حتى إنسان عادي عاقل بيننا، أن يضع أماتم نفسه مهمة حماية القيم الأخلاقية التقليدية، بشكل عام القيم الإنسانية الأساسية وضمان كافة جوانب أمن البلاد، الاجتماعية والاقتصادية، والديمغرافية، والغذائية، وغيرها.
نحن لا نخشى التعبير عن موقفنا ضد عالم القطب الواحد، واحتكار بلدان أو مجموعات من البلدان لنظام العلاقات وحكم العالمي، والعالم أحادي القطب وإملاء “وجهة نظر واحدة تفرض على أنها صحيحة” بشأن مشاكل العالم وطرق حلها وسبل التنمية البشرية. يجب علينا جميعا أن ندعم بالإجماع البلدان والشعوب التي تعارض إملاءات العالم أحادي القطب، وتسعى جاهدة لتقديم أجندة بديلة للسلام والاستقرار في جميع أنحاء العالم.
يجب على كل واحد منا أن يدعو إلى تطوير التعاون والتضامن الدوليين مع احترام الشعوب الأخرى وسيادتها ونظم القيم فيها وأسلوب الحياة في مواجهة المظاهر الضارة الحالية “للنظام العالمي الجديد”،ومجابهة الاستغلال الهمجي لأغلبية سكان العالم، وتدمير السيادة الوطنية والأسس الروحية للمجتمع، وقمع السيادة والحرية الفردية من خلال السيطرة الإلكترونية الكاملة.
معلم اللغات والمدون سفين ماركو ماريو، الذي انتقل مؤخرًا للعيش في روسيا، تحدث حول سبب عدم نجاح “الحصار” المفروض على روسيا قائلاً : روسيا خزان الإمكانات الثقافية والسياسية للحضارة العالمية وقارتها الروحية، متسائلاً عن أسباب فشل عزلة روسيا؟، لماذا؟ مستطرداً بالقول : هل من الممكن التوقف عن استنشاق الهواء أو التوقف عن شرب الماء؟، قاصداً أنه لاحياة بدون روسيا كما لا حياة بدون مأكل ومشرب.
وأضاف : في الحقيقة مساهمة روسيا في إغناء مخزون الثقافة العالمية هائلة للغاية بحيث يكاد يكون من المستحيل إزالتها لأنه سوف تظهر فراغات وفجوات كبيرة في الثقافة العالمية، العالم كله يقرأ دوستويفسكي – الرواية الأكثر قراءة في العالم (وفقًا لأبحاث اليونسكو) هي رواية “الأبله”. ماذا يعرضون في جميع المسارح حول العالم؟ هذا هو أنطون بافلوفيتش تشيخوف، بيوتر إيليتش تشايكوفسكي (كل هذا وفقًا لليونسكو). يمكنك، على سبيل المثال، أن تأخذ منزلك وتعزله وتقول: “لم أعد أعيش فيه”! حسنا، من فضلك، عش في الشارع! لكن الجو بارد في الخارج، وبعد فترة ستقول: “سنلغي كل العزل!” لأن الجو دافئ في المنزل، أشياء بسيطة جداً! يمكنك أن تعزل الطعام أو الهواء وتقول : “لم أعد أتنفس الهواء”، أو تضع الماء في فمك دون أن تتنفس! أي أنه في الواقع مستحيل فعل ذلك.
لأن كل شيء يكمن في الثقافة الروسية، والثقافة هي أساس أي حضارة، أساس أي دولة، أساس الحياة، أساس الروحانية، ففي نهاية المطاف، الثقافة هي كل ما يحيط بنا، وكل ما يدفع نحو تقدم المجتمع. هذه هي الأعراف الاجتماعية، هذه هي القواعد والمبادئ والطقوس والشعائر – كل هذه ثقافة، والأعمال الفنية هي أيضًا جزء من الثقافة : تشيخوف، دوستويفسكي، تشايكوفسكي، راخمانينوف، جلينكا، بوشكين، ليرمونتوف، غوغول، بريشفين، أكساكوف – هؤلاء هم الأشخاص الذين أصبحت أعمالهم معروفة في جميع أنحاء العالم وأصبحت كلاسيكيات الأدب العالمي، ومن المستحيل أن تأخذها وتشطبها ببساطة، كما لو أنه من المستحيل أن تتوقف عن استنشاق الهواء أو تمتنع عن شرب الماء!!
اليوم، تعمل روسيا بقوة على توسيع مجالات مختلفة من قدراتها، وبالتالي أصبحت “ملجأ وسفينة” حقيقية للشباب الأوروبي. على سبيل المثال، فنسنت أمبو من ألمانيا، وهو متخصص شاب في تكنولوجيا المعلومات، ترك وظيفته في Google منذ عدة سنوات، وانتقل إلى روسيا وافتتح شركته الخاصة لتكنولوجيا المعلومات. والآن تعمل شركته بنجاح مع عمالقة الصناعة مثل Mail.ru وTinkoff، أو الإيطالي فرانكو فرانكيني، الذي كان يعمل في هوليوود، انتقل مؤخرا إلى روسيا وافتتح بالفعل شركة أفلام روما الثالثة، وهذا يوحي بأن المعارك السياسية كثيراً ما تتعارض مع مشاعر الإنسان وأحاسيسه ومصالحه،على سبيل المثال، قبل 10 سنوات، افتتحت الألعاب الأولمبية في سوتشي. وبعد ذلك – كأس العالم لكرة القدم 2018. جاء آلاف الرياضيين والمشجعين من جميع أنحاء العالم إلى روسيا في ذلك الوقت. بعد بدء البطولة، امتلأت شوارع المدن التي أقيمت فيها المسابقات والمباريات بحشود من الناس، الجميع غنوا بكل لغات العالم، ورقصوا وابتهجوا بانتصاراتهم وانتصارات الآخرين الرياضية بسعادة مثل الأطفال، ولوحوا بالأعلام الخاصة، وتواصلوامع السكان المحليين. لقد كانت عطلة إستجمام وراحة حقيقية للجميع.
أتذكر حشودًا من الأجانب في موسكو خلال أولمبياد كأس العالم لكرة القدم ، حيث كانوا يشعرون بالجنون من مدى روعتها روعة الروس، حينها قرر الكثيرون البقاء في موسكو لفترة أطول، وقاموا ببساطة بتغيير التذاكر إلى تواريخ أخرى. يقولون أن هذه كانت أفضل الألعاب الأولمبية وأفضل كأس العالم في التاريخ. لقد كانت هذه فرصة عظيمة لنقول للعالم: يا رفاق، دعونا نعود جميعًا إلى رشدنا ونتفق على كيفية العيش أبشكل أفضل. نحن لا نريد القتال، ولا نريد أن نكون عدائيين، نريد أن يكون الأمر هكذا بسلام وفرح.
وقد سمعنا الناس حينها يقولون إنهم بفضل مثل هذه الأحداث في العالم سيتعلمون معرفة الحقيقة. كل من زار روسيا آنذاك من البرتغال والمكسيك وفرنسا وألمانيا وإسبانيا والبرازيل والأرجنتين وأمريكا، هم بالطبع وكلاؤنا اليوم وهم بالطبع إلى جانبنا، لأنهم تعرفوا على البلد بأنفسهم ورأوا كل شيء بام أعينهم .
ربما نحتاج إلى عقد أحداث مماثلة بشكل دائم، مثل الألعاب المستقبلية، التي تقام الآن في كازان، حيث يستطيع الناس رؤية كل شيء بأنفسهم، وهذه أفضل دعاية للقيم الروحية والثقافية لروسيا.
أعتقد أنه عندما ينتهي كل شيء، نحتاج إلى إجراء دورة ألعاب أولمبية أخرى،على سبيل المثال، ألعاب الصيف، أو ألعاب النوايا الحسنة، وهذا النوع من النشاطات أيضًا هو مثال للتواصل الفعال للحقيقة.
ريتشارد غرتزينغ ، سياسي ألماني عضو الحزب البديل من أجل ألمانيا
قدم السياسي الألماني خلال الجلسة تحليلاً مقارنأ حول الديمقراطية في روسيا ومدخل الديمقراطية عند النخب الغربية، على سبيل المثال في ألمانيا، وتسأل غريتزينغر عن ماتعنيه الديمقراطية ؟؟؟؟ وقال هذا بناء سياسي تكون السلطات العليا الحاكمة فيه ملك الشعب.، متسائلاً : هل يمكننا المقارنة بين الديمقراطية في الاتحاد الأوروبي ورسيا، مجيباً عن هذا السؤال، كلاّ ، على العكس فالنخب الغربية تُخضع الشعب وبالتالي هم ديمقراطيون لصالح انفسهم، ودعا السياسي الألماني الروس إلى النضال من أجل القيم التقليدية التي “تهجر الغرب بسرعة عالية”،وقال أنا أعيش منذ زمن بعيد في روسيا، في ألمانيا ، وأحياناً كثيرة متنقلاً بين روسيا وألمانيا ،وأتجول في روسيا “الدونباس”،وكان لدي الكثير من الفرص التي منحتني إمكانية الاطلاع ومراقبة الحياة والسياسة في روسيا،وشعرت بنفسي كمراقب على الانتخابات وأستطيع أن أستشعر الأجواء المرتبطة بمثل هذه الفعاليات، وواثق بأنني قادر على إجراء مقارنة دقيقة حول هذه المواضيع.
وتحدث غريتزينر بحزم عن قضايا والمثليين بين الشباب فتيان وفتيات ،ومزدوجي التوجه الجنسي ،والمتحولين جنسياً، مؤكداً أنها ليست قيمة أو ثقافة، وإنما هي صورة لأنحطاط وتدهور المجتمع، داعياً إلى عدم الإنجرار والإنخداع بها وتقليدها والنسخ عنها، وأنه لابد من النضال والكفاح لمنع انتشار هذه الثقافة الساقطة الوضيعة وحماية من المجتمع من التلوث بها.
وأشار غريتزينغر إلى أن المزيد والمزيد من الناس في الدول الغربية ينظرون إلى روسيا كمدافع عن القيم التقليدية، التي تهجرنا بسرعة كبيرة”، وحث الروس على التنبه من مخاطر ترك مثل هذه الأجواء تنخر المجتمع وتتسلل إليه.
يقول الدكتور مسلّم شعيتو، مدير مكتب قناة “الميادين” في روسيا، مدير المركز الثقافي العربي الروسي في بطرسبورغ:
اليوم، قلّ عدد وسائل الإعلام المستقلة في العالم التي تنقل للناس تقييماً صادقاً وموضوعياً للأحداث التي تجري في العالم. وتواجه هذه المؤسسات صعوبة متزايدة في مكافحة التدفق الوحشي للأكاذيب الملفقة والمتفق عليها من مصادر المعلومات المؤيدة لأوروبا وأميركا.
تحاول “الديمقراطيات” الغربية من خلال وسائل الإعلام “المأجورة” تغيير العالم كله وجعله مناسبًا لها ولتحقيق هذه الغاية، يتم إعداد المجتمع على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع لقبول ما يسمى بالقيم الغربية، ولن يتمكن الإعلام من ترويج أفكارهم ونشر الأكاذيب إذا لم يكن المجتمع مستعدا لذلك، ويتمثل تأثير وسائل الإعلام في تغيير وعي الإنسان من خلال استبدال الحقائق التاريخية وتشويه الواقع وإجباره على التخلي عن ثقافته وعاداته تحت ستار الأعمال الخيرية، وتمويل المشاريع الثقافية، وفتح المدارس والجامعات الممولة بالكامل والتي يسيطر عليها الغرب، وتوزيع العديد المنح الدراسية، وغيرها. الغرب يعمل جاهداً على “إعادة تشكيل” ليس الأفراد فقط ، بل دولًا وشعوبًا بأكملها و(أوكرانيا هي الدولة الأولى في العالم) كمثال حي على ذلك.
يحاول الغرب، عبر وسائل إعلامه الفاسدة، إدخال “قيمه”، خاصة في البلدان التي تمتلك احتياطيات كبيرة من الموارد الطبيعية والمعادن، وهكذا انتقلت الديمقراطية إلى الشرق الأوسط. في الشرق الأوسط، يتم التركيز على الدين،كونها منطقة متعددة الطوائف، والصراعات القائمة على الدين تندلع في كل مكان، في وقت تستمر فيه محاولات القضاء على أي مظهر من مظاهر الإنتماء (التاريخ والتقاليد والعادات المشتركة).
بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، على مدى 15 عامًا، تم تنشر الدعاية المناهضة لروسيا وزرعها في أذهان الناس العاديين من خلال وسائل الإعلام الغربية والأخرى الموالية للغرب، بهدف جعل الناس ضعفاء الإرادة وكسالى ما يسهل غرس القيم الدخيلة في نفوسهم، وهزّ الأوضاع الداخلية في البلاد، كما أن الأمريكيين يرسلون ويرصدون الأموال بانتظام لإعادة كتابة التاريخ، تحت ستار إصلاح التعليم، على سبيل المثال، في أوكرانيا هناك أفكار معادية لروسيا، وفنلندا تم استصدار قانون ضد المعارضين (الضغط على وسائل الإعلام الروسية) في فنلندا، يلعب السويديون دورًا مهمًا للغاية، فهم يهيمنون على الصحافة وهم كارهون جدًا للروس، وهذا ما يروجون له.
رئيس البرلمان الفنلندي هالا آهو متعطش للدماء ويدعو إلى قتل ليس فقط العسكريين الروس، بل جميع الروس. وبودانوف، رئيس المخابرات الأوكرانية، يقول الشيء نفسه، وعندما سئلت رئيسة وزراء فنلندا السابقة سانا مارين عن المشاكل الاجتماعية والاقتصادية، أجابت: “إسأل بوتين”، وبما أن هذا الموقف استفز الناس ولم يرق لهم استقالت وغادرت إلى الولايات المتحدة.
من جانبه مدير مركز التعاون الروسي العربي، سفير التعليم و العلوم الروسي الدكتور وضاح الجندي
تحدث عن عامل الثقافة كأحد آليات تجاوز الموانع نحو مستقبل عادل مع سعي الشعوب نحو العدالة والمساواة و التغييرات العالمية إلى عالم متعدد الاقطاب، تتنوع محاولات الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في وضع الحواجز لمواجهة ذلك و الحفاظ على هيمنتها، وتستخدم مختلف الوسائل من الحرب الاعلامية إلى الحصار الاقتصادي إلى الحرب بالوكالة عبر منظمات متطرفة او التدخل المباشر، ولعل أكبر مثال ما تعرضت له سورية ثم ما تتعرض له روسيا اليوم وقد اثبتت التجربة ان التعليم والتواصل الثقافي يعتبر عاملا رئيسا في مواجهة الهيمنة الغربية، وأن الدبلوماسية الشعبية والاعلام المستقل قادرين في ظروف الحصار والحروب على مد شبكات التعاون وبناء جسور التواصل بين الشعوب والدول الساعية الى مستقبل أكثر عدالة. غالبا ما تكون النتائج باهرة، اذ قضت سورية على أعتى تشكيلات ارهابية وغدا تدمير تدمر وإعادة ترميمها رمزا ثقافية وحضار بينما زادت شعبية روسيا والراغبين بدراسة لغتها، ومثال على فشل الحصار الثقافي، منع النشيد الروسي في المسابقات الدولية، واستبداله بالمعزوفة (كونشرتو البيانو رقم 1 لتشايكوفسكي) ولكن بالنتيجة بعد سماع رائعة تشايكوفسكي زادت الرغبة في التعرف على الموسيقى والثقافة الروسية حتى لمن لا يسمع الموسيقى الكلاسيكية.
بدوره قال أندريا لوتشيدي مراسل عسكري إيطالي من دونباس لـ WFM: هناك حاجة إلى تحالف لحماية العاملين في مجال الإعلام الذين يدافعون عن الحقيقة
أشار المراقب العسكري الإيطالي أندريا لوتشيدي، الذي يعيش في دونباس منذ عام 2022، خلال الجلسة إلى ضرورة إنشاء تحالف دولي للإعلاميين يمكنه حماية الصحفيين من الضغوط السياسية في بلدانهم. وهذا سيجعل من الممكن تغطية الأحداث التي تجري في العالم بشكل محايد، وحماية حرية التعبير والمتخصصين في وسائل الإعلام من تأثير الحكومات والاحتكارات الغربية.
وإستطرد لوتشيدي بالقول : الحكومات الغربية تسيطر على وسائل الإعلام بشكل مضطرد ومتصاعد . لذلك، من المستحيل أن يحصل المرء في الغرب على وجهة نظر موضوعية من روسيا وسوريا ولبنان وفلسطين. أنت مراسل جيد هناك إذا كنت تؤيد النسخة الغربية، قبل عامين قررت المجيء إلى روسيا لأنني لم أقبل نسخة وسائل الإعلام لدينا، فأنا أصور ما أراه، ومن المهم بالنسبة لي أن أقدم للمشاهدين في إيطاليا وأوروبا وجهة نظر مختلف،. أنا لست الصحفي الأجنبي الوحيد الذي يعمل حاليا في هذا المجال، وفي الآونة الأخيرة، قررنا نحن، مراسلو الحرب والمدونون الأجانب، إنشاء وكالة جديدة، هي “المراسلون الدوليون”، نحاول جميعًا من خلالها تقديم وجهة نظر مختلفة، وهذه وجهة نظر جديدة للغرب.
لكننا نحتاج أيضاً إلى زملاء مشساركين آخرين، ليس فقط في روسيا، بل وأيضاً في الولايات المتحدة، وإيطاليا، وفرنسا، وألمانيا، وتركيا، وسورية، نحن بحاجة إلى تحالف، أو اتحاد يمكنه أن يحمينا من الضغوط التي تمارسها الحكومات أو الشركات العالمية التي قد تشوه سمعة عملنا لأننا نقدم للجمهور وجهة نظر مختلفة، وقال أندريا لوتشيدي: “آمل أن نتمكن قريبًا جدًا من إنشاء مثل هذه الرابطة مع زملاء آخرين حول العالم من أجل العمل بأمانة والدفاع عن عالم متعدد الأقطاب.”
ولقد تم إطلاق وكالة الأنباء International Reporters من قبل خريجي ورشة عمل الإعلام الجديد لهذا العام، وقد اتخذت مبادرة إنشائها المراسلة العسكرية الفرنسية كريستيل ناهان، التي تعيش بالقرب من دونيتسك منذ عام 2016. وقد أيد رئيس الاتحاد الروسي فلاديمير بوتين هذه الفكرة. يتم النشر في وسائل الإعلام الجديدة، التي جمعت ستة متخصصين في وسائل الإعلام الأجنبية، بثلاث لغات – الروسية والفرنسية والإنجليزية.
مدير الجلسة ألكسندر شبالتين، مدير عام مركز التطوير “NEW ERA” قال في مستهل حديثه:
بداية أود أن أجيب على سؤال المنظمين: “أين اختفى الدب؟” الدب لم يختف في أي مكان، ربما كانت لديه فترات سبات في فترات معينة من التاريخ، لكن على الأقل منذ خطاب الرئيس في ميونيخ عام 2007، لدينا سبب للقول إن الحلم انتهى وبدأت الصحوة.
إذا لجأنا إلى علم الاجتماع وألقينا نظرة أساسية على تصور شباب بلدنا لروسيا، فقد أجرى مركز تطوير التقنيات الإنسانية “NEW ERA” دراسة في الصيف الماضي بين شباب روسيا، ومن بين المواضيع المطروحة في محتوى الدراسة، كانت هناك مقارنتان، أولهما إذا كانت روسيا الحديثة الآن حيواناً، فما هو نوعه؟ ماهو إعتقادكم بخصوص رد فعل الأغلبية؟ ما هي خياراتكم؟ هذا صحيح، الدب.
وسؤال آخر لا يقل إثارة للاهتمام ولا في الأهمية ، يقول : “إذا كانت روسيا المثالية في المستقبل حيوانًا، فما هو نوعه؟” اسمحوا لي هنا أن أؤكد على قضية روسيا المثالية في المستقبل، ماذا نرى؟… ربما كان المنظمون على حق فيما يتعلق باسم الجلسة.
يختفي الدب عندنا من السطر الأول ويحتل السطر الثاني الموثوق، ينظر شباب روسيا إلى هذه الصورة في إطار صورة روسيا المثالية للمستقبل، لكنهم مع ذلك يضعون نمر أمور في المقام الأول، والذي يربطونه بالنعمة والجمال لعدد من الأسباب، ولكن من تلك الدراسة سأقدم استنتاجات رئيسية حول تصور مستقبل روسيا… يسعى شباب بلدنا إلى الإبداع والتطوير والتكنولوجيا والابتكار، فهم مهتمون بالتنمية المنهجية لجميع قطاعات الاقتصاد ومستعدون للمساهمة في هذا التطور، و ينظر الشباب إلى مستقبل روسيا بشكل إيجابي.
ماذا عن الخارج؟ لنكن صادقين ونتحدث بوضوح ، الدراسات الأساسية حول تصور مواطني البلدان الأخرى تجاه روسيا ليست كثيرة ،وبهذا يحتاج مجتمع الخبراء إلى العمل بشكل مكثف في هذا الاتجاه و من المهم العمل على صورة روسيا، فهي تحتاج إلى مزيد من التطوير إلى أبعاد أكبر، وينبغي أن تكون هذه الصورة علامة واضحة ومحددة يمكنها تعزيز التعاون بين روسيا وشركائها.
اسمحوا لي أن ألخص ما أريد قوله بأنه يجب أن تصبح صورة روسيا علامة بريند معينة لها خصوصيتها، يساهم في تشكيلها أيضا المواطنين الروس والأجانب حد سواء، يجب أن تصبح صورة روسيا علامة نموذجية،مدعومة من خلف ظهرها بالآلاف ومئات الآلاف من المشاريع، وأشكال تعاون مختلفة بين روسيا ومواطني البلدان الأخرى، نحن منفتحون على العالم ، ويسعدنا بناء الشراكات.
المشاركون في الجلسة الرئيسة لمهرجان الشباب العالمي 2024 ، تحت عنوان : “أين اختفى الدب” “الصورة الحديثة لروسيا في عالم متعدد الأقطاب”، ناقشوا دور روسيا ومكانتها في ساحة الإعلام الدولي، وحللوا الأجندة الإعلامية لوسائل الإعلام الأجنبية حول روسيا كجزء من تشكيل نظام عالمي جديد.
استمرت فعاليات المهرجان العالمي للشباب لمدة أسبوع كامل توزع المشاركون فيها إلى حلقات مختلفة تناقش القضايا التي تهم الشباب وتشغل بال الطلبة في الحياة والعمل وكذلك قضية محاربة الارهاب في العالم.
ونظم مهرجان الشباب العالمي لعام 2024 على أراضي سيريوس الفيدرالية في الفترة من 1 إلى 7 مارس 2024 وفقاً لمرسوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أجل تطوير التعاون الشبابي الدولي.
خاص وكالة “رياليست عربي” – د. نواف إبراهيم – موسكو.