قامت هيئة تحرير الشام “تنظيم جبهة النصرة” سابقاً، بعملية جرد لكل صنوف الأسلحة التي تملكها في إدلب، بعدما وصلت تعزيزات ضخمة للجيش السوري إلى منطقة الشمال “ريفي إدلب وحماة”، وبعد ليالٍ ساخنة، تعرضت لها الفصائل الإرهابية هناك، التي حاولت استهداف مواقع القوات السورية، في عدة مواقع لها، بريفي إدلب واللاذقية، ما دفع الجيش للرد وبالمدفعية الثقيلة على مصادر الاستهدافات، محققاً إصابات مباشرة.
بالعودة إلى التحشيد العسكري السوري، تقول مصادر عسكرية عدّة، إن المتوقع قيام الجيش السوري بمعركة مرتقبة على محور جبل الزاوية بريف إدلب، خاصة وأن الحشود الأخيرة تُقرأ من هذا الباب، في ضوء استهداف الدورية الروسية مؤخراً على طريق حلب – اللاذقية “إم -4” وعودة الدوريات مجدداً حيث وصلت الدورية 22 إلى تل الحور في ريف اللاذقية، ما يعني أن ظروف المعركة باتت مهيأة، ولن يكون هناك أي هدنة، فخروقات الفصائل الإرهابية تعني نسف “اتفاق موسكو”.
الشرق السوري
تتعرض منطقة الشرق السوري إلى انتكاسة بالنسبة للقوات الأجنبية الموجودة فيها، حيث تتزايد الهجمات المنسوبة إلى مجهولين، بالقوات الأمريكية والتركية، وقوات سوريا الديمقراطية – قسد، ما جعل الأخيرة تبدأ بحملة اعتقالات لمدنيين سوريين في مناطق سيطرتها بحجة الانتماء لتنظيم داعش، فضلاً عن إغلاق كل الطرق المؤدية إلى مناطق سيطرة الدولة السورية بعد إصابة أربعة من عناصرها بوباء “كورونا”، إلا أن الهدف الحقيقي هو قطع كل محاولة إمداد للمقاومة الشعبية من قبل الدولة السورية، حيث أبقت على المعابر غير الشرعية مع العراق، لإدخال الدعم العسكري للقوات الأمريكية، كما تعمل قسد أيضاً على تخفيض حصة سوريا من الغاز الأمر الذي أدخل البلاد في تقنين متزايد جراء نقص في مادة الغاز، كذلك تقوم قسد بخطف أطفال تحت سن 18 بغية تجنيدهم، خاصة الفتيات منهم.
اللافت في هذا الأمر، أن المجندين العرب لدى تنظيم قسد، وبعد الاعتداء على قرى ريف دير الزور من قبل التنظيم، انشق 140 عنصراً منهم رداً على هذه التصرفات، من هنا بدأت قوات سوريا الديمقراطية تتلمس الخطر، بأنها فقدت قدرتها على ضبط الأوضاع.
أما تركيا، فبعد أن أنشأت مكتب لسرقة النفط السوري، تعمل اليوم مرتزقتها من الفصائل الإرهابية، على خلع منازل المدنيين تحت قوة السلاح، ونهبها بشكل كامل، دون أي تدخل من القوى التركية الداعمة لهم، إضافة، إلى تحكمها بمصدر مياه مدينة الحسكة، حيث تقوم بقطع المياه بشكل مستمر عن أكثر من مليون شخص هناك، وتحديداً محطة علوك، رغم إرسال سوريا عدة رسائل للأمم المتحدة تطالب فيها إيقاف تركيا لممارساتها اللاإنسانية بحق المدنيين السوريين.
وبما يتعلق بالقوات الأمريكية، فلقد تم القبض على خلايا من داعش خرجت من منطقة التنف، وبالتحقيقات معها، ذكرت أن أغلب النازحين في مخيم الركبان يضطرون إلى القبول بتجنيد الأمريكيين لهم لكي يطعموا عائلاتهم، نظراً للظروف المعيشية، وبالتالي تتحفظ القوات الأمريكية عليهم وتطلقهم بحسب الأهداف المراد تحقيقها في تلك المناطق.
جنوب دمشق
اعتدت إسرائيل على موقع بالقرب من مطار دمشق الدولي، جنوب دمشق، الأمر الذي أسفر عن مقتل جندي تابع للمقاومة اللبنانية “حزب الله”، واللافت أن نيران المضادات السورية استهدفت طائرة بلا طيار داخل الجولان السوري المحتل، وتحديداً في منطقة “مجدل شمس”، ظنت إسرائيل أنها رد من حزب الله، لتؤكد عبر وسائل إعلامها أنها من قبل القوات السورية، لتقوم بالرد على بلدة حضر في ريف القنيطرة المحرر في الجنوب السوري، إلا أن هذا الأمر، خلق حالة ذعر وتوتر لدى تل أبيب، حيث أغلقت المجال الجوي فوق منطقة الجولان، وبعده بيومين، أغلقت مجالها الجوي فوق شمال فلسطين، على الحدود مع لبنان.
التسوية السياسية
حدد المبعوث الدولي إلى سوريا، جير بيدرسون، 24 أغسطس/ آب العام الجاري، موعد مفاوضات اللجنة السورية، وذلك حتى انقضاء موعد انتخابات مجلس الشعب السوري، وأداء القسم، إذ أن معظم أعضاء الوفد الحكومي السوري هم من أعضاء مجلس الشعب.
من ناحية أخرى، طالب بيدرسون في سابقة هي الأولى من نوعها، برفع العقوبات عن سوريا، إذ اعتبرت هذه الخطوة، موقفاً إيجابياً قد يفتح آفاق التطبيع الدولي تدريجياً مع دمشق.
وفي سياقٍ متصل، وعلى الرغم من الظروف التي تعاني منها سوريا، أتمت مهمة الاستحقاق الدستوري وأجرت الانتخابات التشريعية للدور الثالث “2020”، في سياق عملية اتسمت بالديمقراطية، لاختيار ممثلين عن الشعب السوري في مجلس الشعب، إلا أن نسبة الاقتراع على مستوى سوريا لم تبلغ سوى 33% وهذه نسبة قليلة قياساً بالدور الماضي، علل البعض أن السبب الخوف من انتقال عدوى فيروس كورونا حيث ناهزت الإصابات الرقم 600، في حين رأى البعض الآخر، أن الشعب فقد ثقته بهؤلاء الممثلين لعدم تحقيق أي شيء مهم لهم خلال وجودهم طيلة أربع سنوات، فالأسعار في ارتفاع مستمر، والوضع المعيشي تردى كثيراً ولم يحدث أي تغيير يذكر من جانبهم إلا ببعض النواحي الأخرى.
أخيراً، تعيش سوريا اليوم، مرحلة ترقب على الصعيد الميداني، وتنتظر أخبار تحرير إدلب، كما أن الشرق السوري على صفيح ساخن جراء ممارسات قسد، التي سبقت القوات التركية والأمريكية في ما تقوم به، من تنكيل بحق المدنيين، ومع سخونة كل الجبهات معاً وترقب عالمي لوضع مفتوح على كل الاحتمالات، من ضمنها حرب موسعة خاصة بعد خنق لبنان اقتصادياً، والتحكم الأمريكي به لخنقه وخنق سوريا معاً، رغم أن ما تعيشه البلدين هو حرب من نوع آخر، إلا أن التوقعات تميل أكثر باتجاه حدوث حرب يقال إنها غاية أمريكية – إسرائيلية قبيل الانتخابات، إلا أنها باتت حاجة لسوريا ولبنان اليوم أكثر من أي يوم.
فريق عمل “رياليست”.