1- شهدت مدينة رأس العين في ريف الحسكة الشمالي الغربي، الواقعة تحت سيطرة قوات الجيش التركي، إقتتالا دموياً بين ميليشيا السلطان مراد وميليشيا فرقة الحمزة، ليتوسع وينضم إلى القتال ميليشيا أحرار الشرقية، وتم إستخدام أسلحة ثقيلة في هذا الإشتباك، منها قذائف هاون حيث سمع دويها في المدينة، دون تدخل من القوات التركية، ويأتي ذلك على خلفية خلافات حول ما أسموه غنائم ومسروقات وعائدات أموال منها.
2- تعرض رتل آليات لقوات الاحتلال الأمريكي لهجوم بعبوة ناسفة أثناء مروره في منطقة البصيرة بريف دير الزور الشرقي، إذ تعتبر هذه المنطقة من المناطق الأمنية للقوات الأمريكية ومؤمنة جيداً لكن تم إستهداف الرتل، وهذه ليست المرة الأولى لحدوث مثل ذلكن خاصة مع تجدد مظاهرات شعبية يومية من سكان الجزيرة السورية الرافضة للوجود الأمريكي والتركي وميليشيا قسد جراء ممارساتهم، الأمر اللافت هذه الأمور تعني تشكل المقاومة الشعبية، إذ ستتكرر مثل هذه الحوادث ومعروف عن طبيعة سكان تلك المناطق “العشائرية” بالشجاعة ومقارعة المحتل.
3- رصدت وحدات تابعة للجيش السورية تحركات جديدة للفصائل الإرهابية على محور جبل الزاوية بريف ادلب، خاصة فصيل حراس الدين، وبحسب مصدر عسكري سوري، إن الهدف من هذه التحركات جمع صفوفهم لمهاجمة مواقع القوات السورية، الأمر الذي استدعى إلى الرد عليهم من قبل المدفعية السورية مباشرةً، وأسفرت العملية عن تدمير عدة مواقع وآليات ومقتل وإصابة عدد من المسلحين.
4- تقوم تركيا مؤخراً بعملية دمج الفصائل الإرهابية خاصة ميليشيا الجبهة الوطنية للتحرير تحت مسمى “الجيش الوطني”، والجدير بالذكر أن قرار الدمج بدأت أنقرة بتنفيذه من خلال إقامة معسكري تدريب لتلك الفصائل، ومفاعيل هذا الأمر هو دمج مقاتلي ريفي حلب الشمالي والشمالي الشرقي، في المنطقتين اللتين احتلهما تركيا إبان عمليتي غصن الزيتون ودرع الفرات، تحت راية الجيش الوطني الذي سيكون الإستثمار التركي “معارضة معتدلة” لإدارة المنطقتين مع ما تبقى من محافظة إدلب.
5- أنشأ الجيش الأمريكي قاعدة عسكرية في منطقة اليعربية الحدودية مع العراق في الشرق السوري بهدف تعزيز تواجده في الجزيرة السورية، بموازاة ذلك، نقل الجيش السوري تعزيزات عسكرية كثيرة إلى منطقة عين عيسى في ريف الرقة، لتأمين المنطقة، بعد هجمات تنظيم داعش الأخيرة، فضلاً عن ان وجهته القادمة ستكون شرقاً وهذا ما جعل القوات الأمريكية تهدده بالمواجهة إن أقدم على ذلك، مع الإشارة إلى طرد الجيش السوري لرتلاً أمريكياً أثناء محاولته اجتياز أحد الحواجز العسكرية بريف الحسكة الشرقي، شمال شرق سوريا.
الملف السياسي:
6- إن تسييس الملف الإنساني السوري من الدول الغربية أثار حفيظة روسيا، لجهة التنسيق الغربي مع الجهات غير الرسمية وتجاهل الدولة الرسمية، الممثل الشرعي الوحيد، فلقد اعتبرت الخارجية الروسية في بيانٍ لها بالقول: “على ما يبدو، فإنه بحسب رأي ممثلي بريطانيا، فالمدنيين في الرقة وإدلب مختلفون، شأنهم شأن الإرهابيين، على الرغم من إقرار مجلس الأمن الدولي لذلك، إلا أن هذه الحقيقة لا تمنع مفوضية تنسيق الشؤون الإنسانية توقيع إعلانات معهم متجاهلة الحكومة السورية، ما يؤكد مجددا على تسييس الملف الإنساني في سوريا ووجود إرادة صريحة باستخدامها في أهداف بعيدة عن الاهتمام بالمدنيين”.
7- قضت محكمة فرنسية بالحكم على مواطن فرنسي عائد من سوريا، كان مشاركاً في الأعمال القتالية الدائرة هناك بين عامي 2013 و2015، المدعو تايلر فيلوس، المنضم إلى تنظيم داعش وكان قيادياً فيه، غذ ثبت جرم قيامه بإرتكاب أعمال إرهابية بما فيها إعدام أسرى، إذ تم الحكم عليه بـ 30 عاماً دون إمكانية إطلاق سراح مشروط قبل إنقضاء مدة 20 عاماً على الأقل، والجدير بالذكر مؤخراً قيام الحكومة الفرنسية بنقل الأطفال من أبناء عناصر التنظيم من سوريا إلى فرنسا، وإستثناء الرجال والنساء، ما يؤكد رفضها عودة الإرهابيين إلى فرنسيا.
8- صرح رئيس الاتحاد العام للفلاحين، أحمد إبراهيم، بأن عملية تسويق محصول القمح السوري جيدة إستثناء محافظة الحسكة، بسبب قيام قوات سوريا الديمقراطية – قسد بسرقة القمح السوري وتهريبه إلى العراق، إضافة إلى أنها منعت بالقوة الفلاحين بيع محاصيلهم للدولة السورية، من خلال حجز أوراق الشاحنات اليتي ستقوم بالنقل على طريق الحسكة – القامشلي.
9- جمعت الأمم المتحدة مساعدات لـ سوريا بقيمة 7.7 مليار دولار لتخفيف أثر الأزمة الإنسانية في سوريا، رغم أنها أقل بعشرة مليارات لكنهم إستطاعوا جمع هذا المبلغ دون توضيحات أين سيتم صرفه، وبغياب سوريا عن مؤتمر بروكسل للمانحين الدوليين، الذي كان سبب جمع هذه التبرعات، في موازاة ذلك وفي وقت سابق، كان الإتحاد الأوروبي قد جدد عقوباته على سوريا لعامٍ آخر، ما يوضح حقيقة على من ستصرف هذه المبالغ، اللاإنسانية بحق الشعوب المتضررة جراء التآمر عليها.
10- في الاجتماع الثلاثي للدول الضمانة حول سوريا “روسيا وإيران وتركيا”، أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن رفض موسكو للعقوبات الغربية المفروضة على سوريا، مشددا على عدم شرعيتها، وفي ختام هذه المحادثات تم التأكيد على وحدة الأراضي السورية والسيادة السورية، بدوره أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ذلك، وبذات الوقت يتواجد على الأراضي السوري بطريقة غير شرعية ويحتل جزءا من أراضيها، في منطق لا يفهم منه إلا أن هذا الاجتماع كسابقيه لا يقدم ولا يؤخر.
من هنا، إن الأزمة السورية، تتراوح في مكانها، إذ لا بوادر حل تلوح في الأفق، رغم إتفاق الجميع على ضرورة الحل السياسي، والمريب هو التحشيدات العسكرية الكثيفة للقوات الأمريكية والتركية، الأمر الذي ينذر بأن المنطقة مقبلة على صيف ساخن، ومن الناحية العسكرية لا تزال تركيا تماطل بتنفيذ تعهداتها خاصة مع الجانب الروسي الذي لا يزال صابراً عليها، دون فهم ماهية موقفه، جراء هذا الصبر، خاصة وأن سوريا اليوم بحاجة إلى تسجيل إنتصارات ميدانية لإعادة توازن أوراق قوتها التي قد تخفف القيود الاقتصادية الجائرة المفروضة عليها.
فريق عمل “رياليست”.