1-بعد تأمين محافظة حلب من التنظيمات الإرهابية المسلحة، والإقتراب من الحدود السورية – التركية، إستكمل الجيش السوري عملياته العسكرية محرراً كل من قريتي الشيخ دامس وحنتوتين غرب معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي، متقدماً بالتمهيد الناري بإتجاه طريق حلب – اللاذقية الدولي، بعد تحرير طريق حلب – دمشق الدولي وتأهيله وأصبح متاحاً أمام المواطنين بعد سنوات من إنقطاعه.
2-واصلت وحدات من الجيش السوري تقدمها، وأخرى تابعت عملية إستكمال تمشيط المناطق والبلدات المحررة في ريف حلب الغربي، حيث عثرت على مقار وسجون تعذيب ووثائق تعود لأعضاء من تنظيم جبهة النصرة الأجانب، كما عثرت على أنفاق مجهزة كانت مقار لزعماء التنظيم، فيما تم حرق كل شيء فيها قبيل التحرير. إلى جانب العثور على مشافٍ ميدانية مجهزة بمعدات تركية وقطرية ما يؤكد إنخراط هاتين الدولتين في الحرب على سوريا.
3-شنت المجموعات الإرهابية المسلحة بدعم مدفعي تركي هجوماً على منطقة النيرب بريف إدلب، إلا أن عمليات الرصد والمراقبة التي دامت لساعات للقوات السورية قبيل هذا الهجوم أفشله وأحبطه، إذ يأتي هذا الهجوم لمنع تقدم الجيش السوري بإتجاه دارة عزة فمعبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، لذلك كانت هناك محاولات باءت بالفشل، يشار إلى ان سلاح الجو الروسي واكب الهجوم ونفذ سلسلة غارات بالتعاون مع سلاح الجو الروسي ما ساعد القوات المتقدمة على الأرض من إكمال مهامها وإحباط الهجوم.
4-بعد طلب النظام التركي من واشنطن نشر نظام بارتريوت في إقليم هاتاي التركي في المنطقة الجنوبية، أعلن الجيش والقوات المسلحة أن أي طيران يخترق الأجواء السورية سيتعامل معه على أنه هدف عسكري وستتم ملاحقته، يأتي ذلك بعد تلويح النظام التركي بتنفيذ غارات على الجيش السوري بمقاتلات إف-16 ما يؤكد مساندة نظام أنقرة للمجاميع الإرهابية المسلحة في الشمال السوري.
5-إرتكب تنظيم داعش الإرهابي مجزرة بحق 11 مواطناً سورياً بريف الرقة، كانوا يرعون الماشية، وتمت سرقة ماشيتهم بعد أن أعدمتهم رمياً بالرصاص، في بادية السبخة الممتدة إلى باديتي حماة ودير الزور بالقرب من النقطة 55 الواقعة تحت سيطرة القوات الأمريكية، الأمر الذي يؤكد أن داعش ورقة أمريكية قد تزج بها في أية لحظة إن إضطرت إلى ذلك، فيما سارع الجيش السوري والشرطة السورية إلى تطويق المنطقة والبحث في تفاصيل هذه المجزرة والتي هي الثانية من نوعها في تلك المنطقة.
الملف السياسي:
6-أعربت الأمم المتحدة عن قلقها البالغ على المدنيين في إدلب، مطالبة بوقف الجيش السوري والروسي لعملياته هناك، متهمة روسيا بانها لا تسمح لدخول المساعدات الإنسانية عبر معبر اليعربية، وأنها السبب في نزوج أكثر من مليون شخص، الأمر الذي نفته موسكو بشكل قاطع، داعية المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته، فيما تقول الأمم المتحدة أنها ستعمل على فتح معبر تل أبيض الحدودي مع تركيا لإيصال المساعدات، وكانت قد أعلنت قطر نيتها عن إرسال 200 طن من المساعدات إلى الشمال السوري.
7-دعا المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون روسيا وسوريا إلى إحترام الوضع الإنساني، في إشارة إلى أتهامهما بأنها سبب ذلك، إذ لم يقم بذكر النظام التركي والتنظيمات الإرهابية المسلحة على الإطلاق، كل هذه التصريحات خرجت على العلن بعد إعادة دور الحياة في حلب، حيث ان واشنطن ممتعضة أيضاً من ذلك، نظراً لفشل مشاريعهم في سوريا.
8-إقترحت إيران قمة ثلاثية تضمها وروسيا وإيران بخصوص إدلب، مطلع الشهر المقبل، حيث أن تركيا لم تُبدِ ترحيباً بها ولم تؤكد حضورها من عدمه، إلى جانب مقترح قمة رباعية في ذات الخصوص تضم فرنسا وألمانيا وتركيا وروسيا حول سوريا، كان قد أشار إليها الناطق باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف، والرئيس بوتين أيد هذه الخطوة.
9-على وقع الهزائم التي مُني بها جيش أردوغان في إدلب، أعلنت القوات العسكرية التركية أن المناطق الحدودية هي مناطق عسكرية مغلقة ويمنع دخول أي مدنيين أو إعلاميين إلى هناك، يأتي ذلك على خلفية إزدياد عدد القتلى الأتراك، فبحسب الإعلام التركي حتى يوم الأمس بلغ عدد القتلى 16 قتيلاً، وفي سياقٍ متصل، قالت الخارجية الروسية للنظام التركي أن يبتعد عن التصريحات الإستفزازية والمعلومات المغلوطة لأن كل الإدعاءات رصدتها الدفاع الروسية والدلائل كثيرة.
10-في تطور جديد وبعد توسيع رقعة الأمان في سوريا، عاد مئات النازحين السوريين قادمين من لبنان والأردن إلى سوريا، بعد أن كان الوضع في السابق يمنعهم من المغادرة للإستثمار فيهم، لكن بعد أن أصبحوا عبئاً في ظل تملص الأمم المتحدة من إلتزاماتها تجاههم ومعاناة الدول المضيفة إقتصادياً، فتحت الأبواب للراغبين بالمغادرة والعودة إلى بلدهم وهذه العملية تتم يومياً دون أي عوائق تذكر.
من هنا، إن الشغل الشاغل اليوم وعلى مستوى العالم هو معركة إدلب والتطورات الحاصلة فيها، اللافت فيها حجم الأكاذيب المنشورة والتي لا يستخدم فيها إلا الباب الإنساني في محاولة لقلب الرأي العام العالمي ضد الدولة السورية وروسيا، حيث تضع تركيا كل إعلامها لهذه الغاية، فيما وقفت واشنطن معها بجلسة مجلس الأمن الأخيرة، إذ لا يريدون لسوريا ان تعيد الأمان إلى أراضيها ويحاولون طمس الحقائق، لكن يبدو أن النظام التركي دخل المستنقع من بابه العريض وأصبح نظامه كله عرضة للخطر بعد الزج بجنوده في معركة خاسرة، فلقد قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لن نسمح بعودة إدلب إلى ما قبل عام ونصف، يأتي ذلك بالنظر لعدم إلتزام تركيا ببنود سوتشي، فالمعركة اليوم هي ضد سوريا نعم لكنها أيضاً ضد الإتحاد الروسي برعاية أمريكية.
فريق عمل “رياليست”