1-حرّر الجيش السوري مدينة معرة النعمان، كبرى معاقل التنظيمات الإرهابية المسلحة في الشمال السوري، وبعد تمشيط المدينة إكتشفت القوات السورية مقرّاً يقع تحت المتحف الوطني وعلى مساحة 1000 متر مربع، كان يستخدم لإدارة عمليات قادة التنظيمات الإرهابية، ومجهز بشبكات أنفاق وتهوية، ومدعم بخرسانة إسمنتية شديدة التحصين خاصة ضد الغارات الجوية.
2-إلى جانب معرة النعمان، حررت القوات السورية في الأيام القليلة الماضية عدداً من القرى والبلدات، مثل خان السبل، حيث عثرت القوات السورية خلال عمليات التمشيط على غرف سرية بعضها على شكل سجون لتعذيب المختطفين، بالإضافة إلى مشافٍ ميدانية، وسراديب تصل بين الغرف، وإبان إطلاق عملية تحرير الشمال السوري، يشار إلى أن القائد في جبهة النصرة عبدالله المحيسني كان قد ترأس حملة أطلق عليها حملة حفر الخنادق، فيما يبدو أن ما تم إكتشافه هو جزء مما تم الإنتهاء منه والعمل به.
3-تقدم الجيش السوري على محور مدينة سراقب في ريف إدلب الجنوبي، وحرر كل من جوباس وسان، وقضى على آخر التجمعات الإرهابية فيهما، إضافة إلى قرى إنقراتي وكفر بطيخ وكفر دايخ جنوب سراقب عقب معارك عنيفة بين الجانبين.
4-في محاولة لتغيير الواقع الميداني، أوعز النظام التركي لوكلائه وبرئاسة الجولاني، القيام بهجمات واسعة في إدلب عبر إستخدام المفخخات، والعصائب الحمر من الإرهابيين، حيث قامت القوات السورية بصد الهجوم العنيف، مما إضطر الفصائل المهاجمة للإنسحاب، ما لبثت أن دخلت القوات التركية إلى داخل مدينة إدلب، وسط معلومات تتحدث عن قيامهم بمهاجمة الجيش السوري ليرد عليهم ويقتل 4 منهم بالإضافة إلى عشرات المصابين.
5-تم تحرير كل من لوف وقمحانة على محور خان السبل شرقي مدينة سراقب، إضافة إلى بلدة حيش وقرى العامرية وكفرمزدة وطبيش والبلاعة وجبالا وتل أرمناي بعد القضاء على آخر تجمعات الفصائل الإرهابية المسلحة فيها بريف معرة النعمان غربي الطريق الدولي، هذا التحرير، جعل رئيس النظام التركي يصرح بأنه إذا لم تتوقف المعركة سيتدخل بعمل عسكري ليدافع عن الشمال السوري، فيما تتواصل العمليات الإرهابية وإطلاق المسيرات بإتجاه نقاط تمركز الجيش السوري وقاعدة حميميم الجوية الروسية.
الملف السياسي:
6-أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف قلق روسيا البالغ من إستمرار نشاط التنظيمات الإرهابية المسلحة، وقيامها بالأعمال الإرهابية ضد المناطق الآمنة وضد القاعدة الجوية الروسية في سوريا، مطالباً إلتزام الأطراف جميعها بتعهداتها وخاصة النظام التركي، فيما يبدو أن التصريحات الروسية هي عبارة عن أن الإتحاد الروسي سيستمر في دعم الجيش السوري في معركته ضد الإرهاب في الشمال السوري حتى يتم القضاء على تلك البؤر الإرهابية.
7-على هامش الجولة الرابعة عشر من محادثات أستانا الشهر الماضي، أكد مبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى سوريا، ألكسندر لافرنتييف ضرورة تحمل النظام التركي مسؤولياته حول مناطق خفض التصعيد في إدلب، مشيراً إلى ان الأعمال التي تقوم بها التنظيمات الإرهابية أمراً غير مقبول، فنظام أردوغان يحاول الزج بثقل تلك الفصائل وحثها على إفتعال كل أمر من شأنه تغيير الواقع الميداني والذي فيما يبدو أنه نقطة خلاف كبيرة بينه وبين موسكو حالياً.
8-حذر حمدي سند لوزا، نائب وزير الخارجية المصري للشؤون الأفريقية، النظام التركي من مواصلة تدخله في سوريا، وإستمراره بنقل الجهاديين السوريين والمرتزقة إلى ليبيا، معتبراً أن الأدوار الخارجية الحالية لتلك الدول هدامة خاصة الدور التركي في ليبيا الذي يقوض فرص السلم والأمن فيها، وفي دول الجوار ومنطقة الساحل، خاصة أن عملية نقل الإرهابيين ما هي إلا لتأجيج الأوضاع لا حلها، وهذا الأمر يؤثر حتماً على دول جوار ليبيا وخاصة الأمن القومي لكل بلد، لتجاورها وطول الحدود المشتركة مع تلك الدول.
9-أكد السياسي التركي، آران آردام عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب الجمهوري التركي أن من حق الدولة السورية الدفاع عن أراضيها في إشارة إلى أن ما يقوم به رئيس بلاده أصبح خارج عن المألوف والمنطقي بتدخلاته غير المسؤولة في بعض دول الجوار، معتبرا أن رد فعل أردوغان تجاه الإنتصارات التي يحققها الجيش السوري غير مقبولة وكأنه يعتبر أن هذه الأراضي تركية لا سورية، وإن كان إلى هذه الدرجة يخاف على الإرهابيين خاصة جبهة النصرة يستطيع نقلهم إلى الداخل التركي بدل أن يدلي بتصريحات جعلت من تركيا دولة لها الكثير من الأعداء.
10-أكد نائب رئيس وزراء النظام التركي الأسبق وعضو البرلمان عن حزب الشعب الجمهوري المعارض عبداللطيف شنار أن سياسات رجب طيب أردوغان تجاه سوريا خاطئة وفاشلة، داعياً إلى ضرورة التنسيق بين الجانبين لإحراز الاستقرار في المنطقة، ويشار على أن شنار كان نائباً لرئيس الوزراء في حكومة أردوغان بين عامي 2002 و2007 ودخل البرلمان في انتخابات حزيران الماضي ضمن لوائح حزب الشعب الجمهوري.
من هنا، إن التقدم الكبير للقوات السورية، قوضت حلم أردوغان، بموضوع المنطقة الآمنة، لا بل هناك تخوف تركي في المستقبل من محاسبة نظام أردوغان فيما يفعله ويصنف على أنه جرائم حرب سواء في سوريا أو ليبيا، في حين أن روسيا ورغم مصلحتها الاقتصادية الكبيرة مع النظام التركي إلا أن الخلاف في الشأن السوري في تعاظم خاصة في مسألة إستهداف القاعدة الروسية، فمع تحرير الشمال السوري، سينتهي الحلم التركي الذي يعاني وضعاً داخلياً هشّأً ولم تنتهِ مشكلته مع الأرمن ولا في ليبيا، ولا حتى بموضوع ملايين النازحين على أرضه، فإنحسار الدور التركي في سوريا أصبح مسألة وقت، لينتقل مرغماً إلى المفاوضات السياسية، أو يتوجب عليه الزج بقواته في معركة مباشرة مع سوريا في القادم من الأيام.
فريق عمل “رياليست”