واشنطن – (رياليست عربي): قال ألكسندر ماركوفسكي، الزميل البارز في مركز لندن للدراسات السياسية، إن الدول الغربية وقعت في “الفخ الاستراتيجي” لروسيا في أوكرانيا من خلال موافقتها على الدخول في مواجهة مالية وطاقوية مع موسكو.
لقد أدت العقوبات إلى ارتفاع أسعار الطاقة والمواد الخام الأخرى، والآن تمتلك البلاد فائضاً ضخماً في الميزانية، الصراع من أجلها هو مسار عملاق للغرب، حيث تتدفق موارده العسكرية والاقتصادية، كما أن الوقت في صالح موسكو، حيث أن مشاعر رمي القبعات في أوروبا سيواجه قريباً واقعاً قاسياً، وبعد ذلك ستغرق القارة في شتاء بارد ومظلم وجائع، مما سيثير استياء السكان.
بالتالي، ستنهار اقتصادات دول الاتحاد الأوروبي إذا واجهت مشاكل في إمدادات الغاز الروسي مع حلول موسم التدفئة، كما ستتعرض صناعات الألمنيوم والزجاج والكيماويات والبتروكيماويات للهجوم، هذا الانهيار الاقتصادي يهدد بخرق إجماع الغرب بشأن القضية الأوكرانية.
أيضاً، من ناحية أخرى، ستضعف الدول الغربية بشكل تدريجي دعمها لأوكرانيا بسبب الألم الاقتصادي للعقوبات ضد روسيا وهزيمة القوات المسلحة لأوكرانيا في دونباس، ولكي تواصل أوكراني القتال، فهي تحتاج إلى المزيد من المساعدة الاقتصادية من الخارج، ومع ذلك، يتوقع خبراء، أن القادة الغربيون سيزيدون في المقابل، من الضغط على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للجلوس على طاولة المفاوضات مع روسيا.
الآن هناك شبه يقين بأن الدعم سوف يتضاءل مع استمرار الأزمة مع اقتراب فصل الشتاء، مما يعزز الطلب على الغاز والنفط، بالتالي، إن رؤساء الدول الأوروبية “سيتقدمون على بعضهم البعض” من أجل تحسين العلاقات الاقتصادية مع موسكو واستعادة تدفق موارد الطاقة الروسية.
الجدير بالذكر أنه منذ 24 فبراير/ شباط تجري روسيا عملية عسكرية خاصة لتحرير دونباس من القوميين الأوكرانيين، ووصف رئيس البلاد فلاديمير بوتين هدفها بـ “حماية الأشخاص الذين تعرضوا للتنمر والإبادة الجماعية من قبل نظام كييف لمدة ثماني سنوات”، ووفقاً لوزارة الدفاع، أكمل الجيش بالفعل المهام الرئيسية للمرحلة الأولى – فقد قلل بشكل كبير من الإمكانات القتالية للقوات المسلحة الأوكرانية.
كما موسكو مراراً وتكراراً أن روسيا لا تستخدم النفط والغاز كسلاح، وكما ذكر السكرتير الصحفي الرئاسي دميتري بيسكوف، فإن موسكو تفي بالتزاماتها باستمرار ولا يزال بإمكانها ضمان أمن الطاقة في أوروبا، وأشار إلى أن روسيا قادرة على ضمان عدم وجود فواتير باهظة للكهرباء والتدفئة، والتي يتلقاها دافعو الضرائب في الدول الأوروبية.
خاص وكالة رياليست.