دمشق – (رياليست عربي): أعلنت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في معرض تعليقها على الغارات الإسرائيلية الأخيرة على مطار حلب الدولي ومحيط دمشق، أن “مثل هذه الأعمال غير المسؤولة من قبل الجانب الإسرائيلي غير مقبولة على الإطلاق. نحن ندينها بشدة. وما يثير القلق أنّ أهداف تلك الهجمات هي بنية تحتية مدنية مهمة في سوريا، ولا سيما المطارات”.
وأضافت، أنه في 31 أغسطس/ آب، شنّ الطيران العسكري الإسرائيلي سلسلة من الهجمات الصاروخية على الأراضي السورية، إذ تم قصف مطار حلب الدولي، بالإضافة إلى عدة منشآت جنوب شرق دمشق، بما في ذلك منطقة مطار العاصمة. وأعلنت وزارة الدفاع السورية، حينها، عن هجومين صاروخيّين، نفذتهما “إسرائيل” على دمشق ومطار حلب الدولي.
كما شددت زاخاروفا على أنّ “الأعمال العنيفة المزعزعة للاستقرار يمكن أن تؤدي إلى أعمال انتقامية، وتصعيد مسلح واسع النطاق. نحث الجانب الإسرائيلي على وقف الاستفزازات المسلحة ضد سوريا المجاورة”.
وذكر مركز المصالحة الروسي، أنّ 8 مقاتلات “إف 16” إسرائيلية، قصفت يوم الأربعاء، حلب ودمشق في سوريا.
يُذكَر، في هذا السياق، أنّ دمشق أعلنت أنّها لن تسكت في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية،” وسيدفع الإسرائيليون الثمن، عاجلاً أم آجلاً”.
الضربات الإسرائيلية والأمريكية
يُظهر تتالي الضربات الإسرائيلية والأميركية ضد أهداف مرتبطة بإيران في سوريا أن المواجهة بين هذه الأطراف باتت مرشحة للتصاعد بناء على اعتبارات ميدانية، وارتباطاً بملفات أخرى، مثل الملف النووي الإيراني، بعدما تحولت سوريا إلى ساحة لتصفية الحسابات وتوجيه الرسائل، الإقليمية والدولية.
ففي نهاية الشهر الماضي تم استهداف محيط منطقة مصياف وأهدافاً أخرى في شمال غربي البلاد، أدى إلى انفجارات متواصلة، في إشارة إلى أن بعض تلك الأهداف كانت عبارة عن مخازن أسلحة، فيما صدرت تحذيرات للأهالي بعدم الخروج من منازلهم.
استهدف القصف نقاطاً على طريق الرصافة والبحوث العلمية، شرقي مصياف، ومعسكر الطلائع وجب رملة شمالها، وموقع حير عباس غرباً، على طريق مصياف وادي العيون، بعض المناطق في محافظة طرطوس، مثل البريج والدريكيش وصافيتا ومشتى الحلو، في حين ذكرت وكالة “سبوتنيك” الروسية أن الأصوات التي سُمعت في تلك المناطق كانت للدفاعات الجوية التابعة للنظام السوري.
كما أن القصف استهدف مستودعات للذخائر والسلاح تابعة للمليشيات الإيرانية، وأدى إلى تدمير كمية كبيرة منها، مشيراً إلى أن القصف كان الأعنف في الفترة الأخيرة بسبب ضخامة الانفجارات.
ولا ينفصل عن ذلك التصعيد بين الجيش الأميركي والمليشيات الإيرانية في شرق سورية، مع تبادل الجانبين القصف خلال الأيام الأخيرة، ما أوقع قتلى وجرحى. وبعد غارات أميركية مركزة على مواقع لتلك المليشيات، الثلاثاء الماضي، ردت الأخيرة باستهداف قواعد أميركية في المنطقة.
وأعلنت القيادة المركزية الأميركية، آنذاك أنها ردت على هجمات صاروخية استهدفت قواعد لها في شمال شرقي سوريا، وأنها دمرت ثلاث سيارات ومنصات إطلاق صواريخ، إضافة إلى مقتل “شخصين أو ثلاثة من المهاجمين الذين يشتبه بأنهم مدعومين من إيران”.