بكين – (رياليست عربي): انعقد منتدى السلام والأمن الصيني الأفريقي الثالث في بكين، والذي استمر ستة أيام، وحضر الاجتماع نحو 50 ممثلاً لدول القارة وكذلك الاتحاد الأفريقي، وكان الموضوع الرئيسي للمؤتمر هو مناقشة مبادرة الأمن العالمي التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ العام الماضي.
قال لي شان فو، عضو مجلس الدولة ووزير الدفاع بجمهورية الصين الشعبية، إن الصين ستوسع تعاونها العسكري مع أفريقيا، وأوضح الوزير، أن “هذا يمكن أن يجلب المزيد من الاستقرار للعالم”، ووفقاً له، من المخطط زيادة التفاعل في مختلف المجالات، بما في ذلك التدريبات المشتركة وتدريب الأفراد.
إن الصين هي أكبر دولة نامية، وأفريقيا هي القارة التي تضم أكبر عدد من البلدان النامية، وأوضح وزير الدفاع أن بكين مستعدة لدعم الشعب الأفريقي بقوة في تنفيذ مبادرة الأمن العالمي وبناء مجتمع صيني أفريقي ذي مستقبل مشترك.
بالتالي، إن بكين تسعى إلى توسيع وجودها وتعزيز العلاقات مع القارة الأفريقية وسط تنافسها مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وقد أولى الطرفان اهتماماً خاصاً بمبادرة الأمن العالمي، التي اقترحها الرئيس الصيني شي جين بينغ في أبريل من العام الماضي، في المنتدى. يحتوي المفهوم على ستة مبادئ رئيسية، الأول يتعلق بضرورة الالتزام برؤية الأمن المشترك والشامل والتعاوني والمستدام، وعلى وجه الخصوص، ضمان واحترام أمن كل دولة، وتعزيز التعاون، وضمان الأمن من خلال الحوار السياسي والمفاوضات السلمية.
والمبدأ الثاني هو ضرورة احترام سيادة جميع البلدان ووحدة أراضيها، فضلاً عن الحق في اختيار طريق التنمية والنظام الاجتماعي بشكل مستقل، أما الثالث فيتناول ضرورة الالتزام بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وتشير الوثيقة إلى أن الأحادية ومواجهة الكتل والهيمنة وعقلية الحرب الباردة تتعارض مع روح ميثاق الأمم المتحدة وبالتالي يجب رفضها.
وجوهر المبدأ الرابع هو أن أمن دولة ما لا ينبغي ضمانه على حساب انتهاك أمن الدول الأخرى، المبدأ الخامس يعني الالتزام بالحل السلمي للخلافات والنزاعات بين الدول من خلال التشاور والحوار، ويتضمن السادس دعوة الصين للعمل معا لحل النزاعات الإقليمية والقضايا العالمية مثل تغير المناخ والإرهاب والإنترنت والأمن البيولوجي.
اغتنام الفرصة
عقد الاجتماع في بكين في وقت تشهد فيه النيجر أزمة، وتضغط الصين من أجل التوصل إلى حل دبلوماسي، بينما تدعو السلطات الجديدة إلى ضمان سلامة مواطنيها. وتعد الصين أكبر مستثمر في القارة، ويوجد عدد كبير من الصينيين في أفريقيا.
ووفقاً لسياسة عدم التدخل المعلنة، تمتنع الصين عن المشاركة المباشرة في الصراعات المحلية، لكنها قد تحاول اختبار مفهومها للأمن العالمي في أفريقيا، حيث تتمركز وحداتها الرئيسية لحفظ السلام، بما في ذلك الوحدات القتالية، لقد كانوا في مالي وما زالوا موجودين في جنوب السودان، خاصة وأن بعض الدول الإفريقية غير راضية عن الطريقة التي تحارب بها فرنسا الإرهاب في مستعمرتيها السابقتين – مالي وبوركينا فاسو، بالتالي، “بكين تغتنم الفرصة لتقديم نوع مختلف من المساعدة العسكرية للدول – ليس المرتزقة، ولكن التدريب والأسلحة”.
بالنتيجة، إن النظام العالمي الذي تقترحه بكين سوف يحل جزئياً محل النظام الدولي ويحوله جزئياً إلى مجموعة جديدة من الهياكل التي تناسب بشكل أفضل النظرة العالمية للحزب الشيوعي الصيني، “هذا سيكون نظاماً عالمياً لن يقيد الصين الشيوعية، بل سيساهم في صعودها”.