أعلنت الولايات المتحدة الأميركية، فرض عقوبات على خمس شركات بتروكيماويات مرتبطة بإيران، وأوضح البيان الصادر عن الخارجية الأميركية، أن وزارة الخارجية فرضت عقوبات على شركة فيتنام لنقل الغاز والكيماويات لمشاركتها بتاريخ 5 نوفمبر/ تشرين الثاني 2018، في نقل منتجات بترولية من إيران، إلى جانب فرض عقوبات على العضو المنتدب للشركة فو نجوك فونج للعمل كمسؤول تنفيذي رئيسي للشركة، طبقاً لموقع قناة “سكاي نيوز عربية”.
وأفاد البيان أن وزارة الخزانة الأميركية فرضت عقوبات على أربعة كيانات أخرى، بسبب نشاطها في تسهيل تصدير المنتجات البتروكيماوية الإيرانية، وأكد البيان أن هذه العقوبات تأتي لتقويض قدرة النظام الإيراني على إلحاق انتهاكات لحقوق الإنسان بالشعب الإيراني، مشيراً إلى أن تغييراً جذرياً فقط في سلوك النظام الإيراني يمكن أن يوفر مساراً نحو تخفيف العقوبات، طبقاً لذات المصدر.
ماذا تغير منذ بداية 2020 حتى نهايتها؟
بدأ العام 2020 بإغتيال المسؤول الإيراني قاسم سليماني في العراق على يد الولايات المتحدة الأمريكية، وكان الرد الإيراني أن ضربت قاعدة عين الأسد في العراق، وسط تكتم حول عدد قتلى الجنود الأمريكيين (إن كان هناك قتلى منهم)، إذ أتى الرد الإيراني خجولاً ولا يرقى بحجم الضربة التي تلقتها، فما كان منها إلا أن إعتمدت سلاح الإعلام لتحقيق إنتصار أشبه بـ (الوهم) إلى حدٍّ ما، ليكون نتيجته مطالبات عراقية بخروج القوات الأمريكية من العراق، جراء تحكم طهران بجمهور واسع لها فيه، لكن عسكرياً، وبينما الإعلام يصدح ببطولات لم يتحقق منها شيء على الأرض، أتت حادثة الطائرة الأوكرانية، لتطوى صفحة الإغتيال، وتعود الأمور إلى حرب التصريحات المعتادة، حتى ما قبل نهاية هذا العام بقليل، وإغتيال العالم الإيراني “محسن فخري زاده”، مع ذات الإسطوانة رغم عدم وجود تأكيدات حقيقية تؤكد أن واشنطن ضالعة في هذه العملية وحتى تل أبيب، مع العلم أن العالم المغتال لا صلة له بالعلوم النووية، وتطويرها، فقط بالصناعات العسكرية بحسب وكالات أنباء.
فمنذ بداية العام إلى نهايته، ضربتين قويتين طالتا إيران، وخلال كل هذا العام لم تخرج إلا التصريحات دون نتائج ملموسة من الجانب الإيراني، على الرغم من القواعد الأمريكية المنتشرة في محيط إيران وفي مناطق لها فيها نفوذ كالعراق وسوريا.
سلاح العقوبات الأمريكية
تعمل الولايات المتحدة على تذخير سلاحها الدائم (سلاح العقوبات)، ضد الأنظمة التي تخالفها، ولكن أيضاً العقوبات التي تفرضها لا ترقى بحجم دولة عظمى، إذ تختار كيانات وأشخاص رغم يقينها أن إيران وغيرها يلتفون على هذه العقوبات بطرق كثيرة، رغم تأثرهم لكن لم تتوقف عجلات معاملهم عن الدوران، فما جاء في البيان وكأنه رسالة إلى تغيير موقف إيران من أمريكا، ليتم فتح صفحة جديدة في عهد الرئيس المنتخب جو بادين الذي ألمح عن إحتمالية العودة إلى الإتفاق النووي، ما يعني أن واشنطن نفسها بدأت تقتنع بأن إيران خطر عليها هي الأخرى كما تقول لحلفائها في الشرق الأوسط أن طهران خطراً عليهم، وبالتالي كل هذه المواقف من الجانبين لا تبدو أنها أكثر من هرجٍ ومرج، ولربما هناك لقاءات ما تحت الطاولة فيما بينهما، لكن كل هذه الأمور تبقى فرضيات، إنما الواقع يقول إن لدى واشنطن أسلحة كبيرة في العراق كما إيران، فتمزيق العراق يتعلق بحبلٍ رفيع، إذ أن أميركا ستضغط على الشارع العراقي إقتصادياً، وإيران ستضغط عليه لإحداث مظاهرات لخلط المواقف الشيعية – الشيعية المنقسمة أصلاً، فالميلان العراقي منقسم بين الجانبين، وبالتالي سيخلق هذا الوضع بقاء الطرفين في العراق، ليكون الوضع القائم تدمير العراق مجدداً.
فالعقوبات على صعيد إيران الداخلي، لن تقدم ولا تؤخر، لأنها قائمة منذ الثورة الإيرانية العام 1979.
أخيراً، إن المد والجزر بين واشنطن وطهران سيستمر، لكن مسرحه منحسر في العراق وسوريا ولبنان وخنقهم إقتصادياً، أما في اليمن فعسكرياً، والخليج، فشبح تفجير ناقلات النفط عاد مجدداً، وبالتالي سيكون بايدن أمام أوضاع لن تكون على نمط سلفه ترامب، لكنها لن تسمح بهدم بنيان التواجد الأمريكي في تلك المنطقة أيضاً، فلقد إرتفعت النبرة الإيرانية بالأمس ضد أمريكا مطالبةً إياها بالخروج من سوريا، وبالتالي، تفتيت المنطقة هو السيناريو الأقرب إلى التحقيق من الطرفين، لأن ساحات الصراع واسعة ووحدها الشعوب العربية المتأثرة من العقوبات الأمريكية على أية كيانات أو شركات أو شخصيات.
فريق عمل “رياليست”.