باريس – (رياليست عربي): ما زال شهر أكتوبر يكتب تاريخ وأمجاد وملاحم تاريخية إنسانية جليلة، بل إعجازية إن صح القول.
فبعد أن نام العالم، بين فريق مطمئن إلى ما وصل إلية من بطش واستبداد وهيمنه وسيطرة، وفريق أعلن شعار ليس في الإمكان أبدع مما كان.
أكثر من ستة عشر عاماً وقطاع غزة محاصر براً وبحراً وجواً، والعالم لا يتحرك، في موقف عار على الإنسانية والبشرية.
طوفان الحق يهز العالم
فجأة يستيقظ العالم على زلزال، إعصار، بركان، بل طوفان بدأ من غزة ليجتاح عمق دولة إسرائيل لتتكبد خسائر فادحة في البشر والعتاد، في مفاجئة أذهلت العالم، والذي أصيب بالشلل والدوار، نعم العالم بأسره من أقصاه إلى أقصاه، فهو حقاً طوفان كطوفان نوح، سوف يغير العالم عن بكره أبيه، نعم هذا ما سوف يحدث فالعالم قبل يوم السابع من أكتوبر ليس نفس العالم بعده .
تغيرت المعايير والموازين والمفاهيم القديمة والحديثة، في كل المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية والقوة والضعف وغيرها الكثير، ولكن المهم والأهم هو، لا تصدق ولا تثق بعد اليوم في “الأمن السيبراني” والذي أصبح درب من دروب الشعوذة والخيال .
الخيال العلمي.. مفتاح النصر
” الأمن السبيراني” أصبح اكبر تهديد يواجه البشرية والإنسانية، فهو نقطة القوة، وأيضاً أكبر نقطة ضعف، والذي هو نتاج العقل البشري الذي ظن بأن ما وصل له من تطور علمي وتكنولوجي أصبح مهيمن على البشرية والمتحكم في الإنسانية، للتمادي في القوة والغطرسة و الظلم، بالعلم والعقل البشري أبدع في ايجاد البدائل والحلول، العلم بالعلم “صراع البشرية” عبر التاريخ.
فما شهدناه عبر شاشات التلفاز وعبر الإنترنت هو خيال علمي بكل المقاييس .
والنقطة الفارقة، التي يجب أن يتوقف عندها العالم كثيراً، هي كيفية توثيق هذا الطوفان تلفزيونياً وإعلامياً بدقة وتفاصيل تنم عن دقة التخطيط والتدريب والثقة في تحقيق النصر، وهزيمة القوة الغطرسة المفرطة.
عملية الطوفان ليست عملية عسكرية فقط، بل هي حدث كاشف العالم كله، خاصة الذين يتغنوا ليل نهار بالعدالة ومناصرة حقوق الضعفاء ورد الحقوق لأصحابها، اليوم سوف نعرف حقيقة من أنتم، مع حق الضعيف، أم مع القوة والظلم .
وبعد الطوفان تاريخ جديد.. كم أنت عظيم يا أكتوبر.
خاص وكالة رياليست – د. خالد عمر – فرنسا.