موسكو – (رياليست عربي): قال السفير الفلسطيني في موسكو عبد الحفيظ نوفل إن جذور أسباب التفاقم في قطاع غزة تكمن في إحجام الولايات المتحدة عن حل الصراع من خلال إقامة دولتين، في الوقت نفسه، تعتقد إسرائيل أنه من أجل إنهاء الحرب، من الضروري القضاء على حماس كمنظمة عسكرية سياسية، ويواصل الجانبان تبادل الضربات الصاروخية لليوم الثالث، وتستعد إسرائيل، بحسب تقارير إعلامية أميركية، لعملية برية.
ماذا يحدث في المنطقة وكيف يرى الطرفان حل الصراع؟
بعد الدخول في اليوم الرابع من الحرب بين حماس والإسرائيليين، لم يتحقق أي تفاهم فيما يتعلق بآفاق حل الوضع: قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة، وشنت حماس هجمات صاروخية واسعة النطاق على تل أبيب والقدس وعسقلان وغيرها من المناطق المأهولة بالسكان.
ووفقاً لأحدث البيانات، فقد قُتل 560 شخصاً في قطاع غزة وأصيب أكثر من 2900 آخرين، وتتحدث إسرائيل عن مقتل أكثر من 1000 شخص وإصابة 2150 آخرين، لقد تمت بالفعل مقارنة شدة الأحداث الجارية بحرب يوم الغفران (6-25 أكتوبر 1973)؛ ويؤيد كثيرون الخيار العنيف لمحاربة حماس، والذي تعمل الحكومة الإسرائيلية على تطويره.
وفي صباح يوم 9 أكتوبر/تشرين الأول، أعلنت السلطات الإسرائيلية عن استعادة السيطرة على جميع المستوطنات في جنوب البلاد التي تعرضت لهجوم من قبل حركة حماس، أعلن وزير دفاع إسرائيل، يوآف غالانت، عن بدء حصار كامل على قطاع غزة، سيتوقف تدفق الغذاء والوقود والكهرباء إلى القطاع، كما ا توقفت إمدادات المياه إلى أراضي القطاع منذ 9 أكتوبر: “ما حدث لن يحدث بعد الآن”، هكذا علق وزير الطاقة الإسرائيلي إسرائيل كاتس على هذا القرار على شبكة التواصل الاجتماعي X.
وعلى خلفية الوضع المتوتر، ذكرت وزارة الخارجية الروسية أن روسيا ستكون مستعدة لإجلاء جميع المواطنين الراغبين من منطقة الصراع، وفقاً لأحدث البيانات الصادرة عن السفارة الروسية في إسرائيل، تم إدراج أربعة روس رسميا في عداد المفقودين نتيجة لهجمات حماس، كما أصبح معروفا عن وفاة مواطن روسي.
ويستعد اللاعبون الخارجيون لشن إسرائيل عملية برية في المستقبل القريب، وكتبت صحيفة واشنطن بوست: الإدارة الأمريكية تعتقد أن إسرائيل ستشن هجوماً برياً واسع النطاق خلال الـ 24 إلى 48 ساعة القادمة، وطلبت إسرائيل زيادة التعاون مع الولايات المتحدة في تبادل المعلومات الاستخبارية حول الوضع في جنوب لبنان: تخشى إسرائيل من احتمال انضمام مقاتلي حزب الله إلى القتال الذي تشنه حماس.
ووفقاً لتقارير إعلامية وخبراء، فقد تحركت قوات كبيرة بالفعل إلى شمال إسرائيل لردع الأعمال العدائية المحتملة من جانب حزب الله، وقال الجيش الإسرائيلي إنه تم خلال النهار تحييد عدد من الوحدات المسلحة التي دخلت الأراضي الإسرائيلية، ويواصل الجنود تمشيط المنطقة لتحديد وجود مخربين في البلاد، وبحسب تقارير الجيش الإسرائيلي، تقوم مروحيات تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي بشن غارات على الأراضي اللبنانية.
في الوقت نفسه، نفت إيران التصريحات التي صدرت في اليوم السابق في صحيفة وول ستريت جورنال، والتي زعمت أن طهران ساعدت حماس في التخطيط لهجوم على إسرائيل في 7 أكتوبر، وفي 2 أكتوبر، في اجتماع في بيروت، وافقت على إطلاق الهجوم.
ووفق رأي خبراء، إن أحد الأسباب الرئيسية للوضع الحالي في منطقة الشرق الأوسط هو محاولات الولايات المتحدة لإفساد عمل اللجنة الرباعية وإخضاع جدول الأعمال لوجهات نظرها الخاصة.
لقد سيطر الأميركيون على كل شيء، بينما انشغلت روسيا بسوريا وآسيا الوسطى والقضايا الداخلية، لقد طورت الولايات المتحدة خطتها الخاصة من جانب واحد، ولم يتم الاتفاق عليها إلا مع إسرائيل، دون إبلاغ الدول العربية أو فلسطين أو اللجنة الرباعية بنواياها. وأطلق على الخطة اسم “صفقة القرن” ولم يتم الكشف عن محتواها، حيث كان من الممكن فقط أن نفهم من التصريحات المجزأة أن الأمر يقتصر على إعادة توطين جميع العرب من الضفة الغربية إلى الضفة الشرقية وبناء دولة يهودية بحتة.
هذه الخطة “أرعبت” حتى الخبراء الأميركيين في شؤون الشرق الأوسط، لأنها لم تأخذ في الاعتبار المصالح الحقيقية للسكان العرب.
بالتالي، إن الوضع صعب، ولن تؤدي العملية البرية المتوقعة إلا إلى تفاقم الوضع الإنساني في قطاع غزة، خاصة في ظل رفض الاتحاد الأوروبي تقديم المساعدات إليه.