في وقت سابق أعلنت الصين رسميا، بأنها تتهم الجيش الأمريكي بأنه هو الذي أدخل فيروس كورونا إلي “ووهان”. و لكن لماذا هذه المدينة ؟
“مدينة ووهان والحرب البيولوجية”
-مدينة وهان يستثمر بها 230 من أكبر 500 شركة في العالم (حسب تقييم فورتشون العالمي).
وتعد فرنسا (التي كانت تتمتع بامتياز في هانكو، التي ضمت إلى ووهان، بين عامي 1886 و1943) من الدول التي لديها استثمارات كبيرة في المدينة، إذ تستثمر فيهاأكثر من 100 شركة فرنسية، ولشركة بيجو سيتروين للسيارات مصنع في ووهان ضمن شراكة مع إحدى الشركات الصينية بالإضافة للعدد الكبير من معاهدالدراسات العليا والذي يتخطى اكثر من 250 معهد وبالتالي فهي مدينة (تجارية صناعية تعليمية) ومن المدن المهمة بالنسبة للصين.
فإذا نظرنا إلى الإتهامات الصينيةحول إرسال الجيش الأمريكي هذا الفيروس للداخل الصيني فسنجد أن اختيار هذه المدينة يمثل ضربة للصين كما تم الإشارة لذلك وهي ضربة كبيرة للإقتصادالصيني ومن ثم تعليمية، وهو ما ظهر جلياً ليس فقط على اقتصاد مدينة ووهان ولكن أيضاً على الاقتصاد الصيني ككل وذلك من تعطل الشركات الكبرى في المدينة وفِي المدن الصينية بشكل أكبر، وتعطل حركة الطيران في المطارات الصينية… ولكن حتى هذه اللحظة لم تعلن الصين عن إحصائيات رسمية حول الخسائر في الإقتصاد القومي الصيني وذلك مما يبرز إحتمالية صدق الإتهامات الصينية للجيش الأمريكي بإدخال هذا الوباء للداخل الصيني.
“هل ستحدث حرب بيولوجية صينية أمريكية في المستقبل ؟!”
-منذ ظهور هذا الفيروس تناولت وسائل إعلام دولية منها الروسية كقناة “روسيا اليوم” الناطقة بالعربية والعربية كقناة “سكاي نيوز” والصينية ” كالتليفزيون الرسمي الصيني، حول مدى إمكانية الولايات المتحدة استخدام هذاالوباء كسلاح ضد بكين! لإلحاق بها أكبر خسائر ممكنه جراء تفشي هذا المرض، ولكن خلصت تحليلات منها أنه من الممكن أن تكون الولايات المتحدة قد شنت هجوم بيولوجي بالفعل ضد الصين وهذا ما أعلنته الصين أمس، في إشارة واضحة ضد الجيش الأمريكي بأنه قد أدخل هذا الفيروس إلى الصين عمداً.
-وبالتالي تأكدت التحليلات في الإعلام الدولي مع البيان الصيني حول استخدام الفيروس كسلاح بيولوجي من قبل واشنطن ، ومن ثم فهناك توقع في هذه الحالة وهي حالة إتهام بكين لواشنطن أن يكون هناك شن حروب من هذه النوعية مستقبلاً بين الدول العظمى في العالم وليس فقط ردالصين على الولايات المتحدة، فاليوم بعد تفشي هذا المرض أصبح شن الحروب بالأداة العسكرية شيء تقليدي معروف بالنسبة لهكذا حرب فمن حيث الدول التي تشن فهي معروفة ومكشوفة للجميع، بينما في حالة الحرب البيولوجية فهي غير معروفة ومجهولة الهوية وغير مكشوفة ويصبح من الصعب في النهاية تحديد المسؤول عن ذلك ويصبح أيضاً مجرب اتهام ليس إلا .
-ولذلك نحن اليوم أمام أسلحة من نوع مختلف حتماً ستجعل الدول على التفكير بها في المستقبل لشن حرب او للرد على الدول الأخرى بدل من الأداة العسكرية والتي أصبحت تقليدية الأن.
فمن المتوقع أن ترد الصين على الولايات المتحدة بهذه النوعية من الحروب في المستقبل، (فليست الصين فقط هي من تضررت بل معظم دول العالم…). منها أيضاً إيران عدوالولايات المتحدة، فقد أصيب قادة إيرانيون في الحرس الثوري والحكومة الإيرانية بهذا الفيروس وانتشر على نطاق واسع في إيران مما يضع الفرضية الصينية محل اليقين.
“الاقتصاد العالمي في مأزق حقيقي”
-منذ انتشار هذا الفيروس، توقفت أنشطة اقتصادية ومؤسسات اقتصادية وحركات تجارية بين بلدان عدة بالإضافة لسقوط بعض أسهم البورصات العالمية في دول عدة كذلك انخفاض أسعار النفط لأدنى مستوياتها وهي20$ وهذا يؤثر بشكل سلبي على الاقتصاد العالمي ويذكرذلك بما حدث من تدهور في الاقتصاد العالمي من العام2008.
-كذلك صنف صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والمنظمات الدولية الاقتصادية المختصة الاقتصاد العالمي من إيجابي إلى سلبي متجهاً نحو الركود وهذا ليس فقط بسبب الوباء العالمي ولكن كان قبل بداية وصول الأزمة ونشوءها أي قبل العام الحالي، وبالتالي فإن ظهور هذا الوباء مع الركودالاقتصادي الذي تحدثت عنه المنظمات الاقتصادية المختصة وحدث قبل الازمة بلا شك سيؤدي إلى إنهيارومشكلة كبرى في الاقتصاد العالمي ما لم تحاول الدول الكبرى وأيضاً الصغرى حل الأزمات الحالية. وهذا يضعنا أمام أزمة كبرى قبل نهاية العام الحالي 2020، أي أن العالم أمام أزمة اقتصادية حقيقية.
نستخلص مما سبق أن الصين عندما أشارت وأتهمت الولايات المتحدة الأمريكية بأنها هي التي أدخلت (فيروس كورونا) إلى البلاد أن الصين أعلنت بشكل صريح أن واشنطن قد شنت حرب عليها وهذا يشير إلى أن الصين سترد مستقبلاً على الولايات المتحدة بشكل أو بأخر.
الباحث السياسي محمد نبيل- خاص وكالة “رياليست” الروسية