نفت وزارة الدفاع في روسيا ما تروج له وسائل إعلام مرتبطة بالتنظيمات الإرهابية المسلحة من مزاعم وادعاءات حول قيام الطيران السوري والروسي باستهداف أهداف مدنية في مدينة إدلب شمال غرب سوريا، طبقاً لوسائل إعلام سورية وروسية.
ما إحتمالات المواجهة الروسية – التركية المفتوحة؟
إن ما يحدث في سوريا هو عبارة عن مرحلة بناء روسي للميدان السوري، والتي تعمل تركيا على نسفه لتحكمها بالفصائل الإرهابية المسلحة، ما يعني أن هذه الحالة ستبقي الجمود سيد الموقف خاصة في الشمال السوري.
وعلى الرغم من إنسحاب القوات التركية من نقطة المراقبة في شيرمغار، وأنباء عن أن الإنسحاب التالي سيكون من نقطة تل طوقان، بإتجاه منطقة جبل الزاوية، كما هو معلوم مجرد تغيير موقع لا أكثر، إلا أن الجديد فيه أن القوات التركية إضطرت للمرور من الطرق الواقعة تحت سيطرة الجيش السوري وحدثت إشتباكات بين الجانبين في يوم الأمس، ما يعني أن الوجود التركي وجود إحتلالي لا وجود يعمل على التهدئة، ولعل هذه هي نقطة الخلاف الأبرز بين روسيا وتركيا، الجيش السوري اليوم، لم يعد في موقع المدافع، بل أصبح هو المهاجم، وما تقوم به أنقرة هو إطلاق إرهابييها نحو مواقعه بشكل مستمر، فلقد قام تنظيم جبهة النصرة مؤخراً بتنفيذ أكثر من 30 عملية إرهابية بإتجاه المواقع السورية وفي مناطق خفض التصعيد، الأمر الذي يشير إلى أن هناك نية مبيتة لنسف الهدنة الروسية – التركية، والإستعجال بإطلاق عملية الشمال السوري، لكن هذه المرة ليس من الجانب الروسي، بل من تركيا نفسها، فهي تريد الإستعجال بترتيب وضعها في الشمال بعد التغييرات التي أصابت جسد قواتها جراء نقلهم إلى مواقع أخرى.
ما أسباب الترويج الإعلامي حول سوريا وروسيا؟
إن ما تقوم به تركيا طبقاً لأي تغييرات حاصلة، تطلق فضائها المفتوح ووسائل إعلامها للترويج لمسائل لم تحدث قط، خاصة مسألة غارات روسية – سورية مشتركة على مواقع مدنية في مدينة إدلب ومحيطها، يأتي ذلك قبيل تنفيذ خطتها بالبدء بهجمات على المواقع العسكرية الروسية والسورية، ومن ضمنها قصف المدنيين وإتهامهم بتهم معدة ومطبوخة سابقاً، من الناحية السياسية، لن يغير هذا الأمر في المعادلة السياسية أو العسكرية شيء، لكن ما تريده تركيا هو السيطرة على ادلب بما فيها، والإبقاء على الفصائل الإرهابية وتحويلها لاحقاً إلى فصائل معتدلة، تستثمرها أنقرة في مناسبات قادمة، فلقد بدأت تطبق سياسة قضم المناطق وضمها إلى تركيا على الأقل نظرياً في الفترة الحالية، لكنها إلى الآن تصطدم بالجدار الروسي الذي يعيق كل تحركاتها، وتعمل على إخراجه من المعادلة شمال غرب سوريا.
على المقلب الآخر، إن قصف المدنيين في إدلب خطوة تركية غير مدروسة قد تخسرها قاعدة شعبية كبيرة، خاصة وأي ادلب ما يقارب مليون مدني على الأقل.
أخيراً، إن التدخل التركي في سوريا، لم يعد وجود عسكري عادي، بل أصبح وجوداً يريد قضم أراضٍ من سوريا، وابتلع مسألة القوة في هذا الأمر، وهذا الأمر سيخسرها مستقبلاً الشراكة مع روسيا في ملفات عديدة، إن تركيا رسمياً بدأت الرقص على حافة الهاوية في الشمال السوري.
فريق عمل “رياليست”.