أنقرة – (رياليست عربي): تسببت العقوبات الأوروبية في أضرار جسيمة للاقتصاد الروسي وألحقت أضراراً جسيمة (على الأقل بالأرقام المطلقة) باقتصاد الاتحاد الأوروبي، ومن يكسب في أوقات الحظر الكبير؟ هم الوسطاء على أقل تقدير.
عندما تم فرض الحظر في الولايات المتحدة الأمريكية، فازت المافيا بأكبر قدر – كانت “العائلات” هي التي جنت الكثير من الأموال من تهريب الكحول من كندا إلى الولايات المتحدة، وإلى الآن لم يتغير الوضع، ستتداول الشركات الروسية والأوروبية بغض النظر عن الحظر، لكن للقيام بذلك بأمان نسبياً، فهم بحاجة إلى وسيط يكون قادراً على التعامل مع هذا الحظر دون خلق عوامل خطرة على الجانبين، هناك العديد من هؤلاء الوسطاء، لكن تركيا هي الأفضل والأكثر ملاءمة لهم.
على الرغم من كل العقوبات الغربية، تنظر البنوك التركية إلى العملاء من روسيا بكثير من الاهتمام، وبمقابل القليل من المال، يمكنك فتح حساب بسرعة وسهولة في نفس بنك Denizbank ولا يهم ما هو الجانب الذي يمكن كسب المال منه – الحبوب الأوكرانية، أو الغاز الروسي، الذي تم “إضفاء الشرعية” عليه حرفياً يكمن في مركز الغاز التركي، والآن تتحول تركيا من عضو إشكالي في الناتو إلى شريك محترم ومهم، والرئيس التركي، رجب طيب أردوغان – من صانع كارثة اقتصادية إلى عبقري في السياسة الخارجية.
بالإضافة إلى ذلك، ترتبط العديد من التيارات الخفية بشخصية الرئيس التركي نفسه، كانت المستشارة الألمانية السابقة تكرهه بصراحة، مع وجود العديد تناقضات بينه وبين الفرنسيين، لكن الجميع يفهم أنه سيتعين عليهم التفاوض مع روسيا، ويبذل رئيس بلدية اسطنبول السابق كل ما في وسعه ليصبح شخصاً رئيسياً في جميع الاتفاقيات الممكنة، وحتى لا يتم إبرام صفقة واحدة – حبوب، غاز، أي صفقة أخرى – بدون مشاركته.
ربما يكون انتصار السياسة الخارجية هو الفرصة الأخيرة للرئيس التركي للبقاء على رأس البلاد، ويجب القول إنه يكافح لإثبات مقدرته اللعب على الحبال الدولية في آنٍ معاً، فهو إلى الآن ممسك بعدد من الملفات لعل أبرزها الملف الأوكراني سياسياً واقتصادياً وأثبت بالتجربة أنه لاعب غير سهل وخصم عنيد، بينما هو يعمل بشكل جيد لتحقيق كل ذلك على الأقل قبل موعد الانتخابات الرئاسية التركية مما يزيد من فرصه التي باتت كبيرة فعلاً.
خاص وكالة رياليست.