الخرطوم – (رياليست عربي): منذ 13 يوماً في السودان، لم تتوقف الاشتباكات بين قوات الرد السريع والقوات الحكومية على الرغم من انخفاض حدة القتال مؤخراً، لا يزال الوضع في البلاد مستقراً وصعباً.
بالنسبة لحصيلة المعارك الدائرة، وفقاً لوزارة الصحة السودانية، منذ بداية القتال، قُتل 460 شخصاً على الأقل، وأصيب 4063 بجروح متفاوتة الخطورة، ووفقاً للأمم المتحدة، قُتل 512 شخصاً وأصيب حوالي 4200 خلال النزاع الدائر بين الأطراف المتحارية.
بالإضافة إلى ذلك، حذرت نقابة الأطباء السودانيين من تدمير وشيك لنظام الرعاية الصحية في البلاد، وسط نقص في الإمدادات الطبية والمستشفيات التي توقفت عن العمل بسبب القصف المستمر.
التطورات الميدانية
بعد اعلان الهدنة التي استمرت 72 ساعة هدأت حدة الاشتباكات في أغلب أنحاء البلاد، على هذه الخلفية، بدأت أنباء تتحدث عن الغزو الجماعي لقوات الاقتحام والقوات المسلحة السودانية للعاصمة الخرطوم، ومن المتوقع أن يرتفع نشاط القتال بشكل حاد في الأيام المقبلة.
وسيطر مقاتلو قوة الرد السريع على المختبر الطبي الوطني بالخرطوم، كما أعلنت منظمة الصحة العالمية على الفور وجود مخاطر بيولوجية عالية حسب زعمها، حيث يتم تخزين عينات من مسببات أمراض الحصبة والكوليرا وشلل الأطفال والأمراض المعدية الخطيرة الأخرى في المختبر.
خلال ذلك، تستمر جغرافية المعارك في العاصمة السودانية – الخرطوم في التوسع، حيث تتواصل أعنف الاشتباكات في منطقة القصر الرئاسي ومبنى هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة السودانية.
بالإضافة إلى ذلك، تفيد التقارير بأن المدفعية والطيران نشطان، ولهذا السبب تم قصف وقصف العديد من المباني المدنية، بما في ذلك المنشآت الطبية.
وأطلق مجهولون النار على طائرة إجلاء تركية من طراز S-130 عندما كانت تهبط في مطار وادي سيدنا بالقرب من العاصمة السودانية، وأصيب أحد أفراد الطاقم، لكن بدأ أطراف النزاع على الفور في اتهام بعضهم البعض بالاستفزاز، دون معرفة الجهة التي استهدفت الطائرة تحديداً.
كما اشتد القتال في مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور التي يحظى بدعم واسع من قائد قوات الرد السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي”.
إمكانية مشاركة قادة الجماعات المسلحة في الحرب
أعلن ميني ميناوي زعيم حزب حركة تحرير السودان والرئيس السابق للجماعة الانفصالية التي تحمل الاسم نفسه، تعبئة الجماعات المسلحة لـ “المصالحة بين الأطراف المتحاربة”.
لكن لم يُعرف بعد إلى أي جانب سيتخذ جانبه القادة المؤثرون من المجموعات القبلية الزنجية، إبراهيم جبريل وعبد الواحد النور، وكذلك ميني ميناوي، الذي قاتل ضد القوات الحكومية والجنجويد أثناء نزاع دارفور، حيث قام الثلاثة بدور نشط في عمل مجلس سيادة السودان وكانوا قادرين على التأثير بشكل كبير على ميزان القوى في الصراع.
الزعيم الحالي للجنجويد وشيخ قبيلة الرزيقات موسى هلال، في علاقة شخصية سيئة مع زعيم قوات الرد السريع حميدتي (وهو من نفس القبيلة)، ويمتنع أيضاً في الوقت الحالي عن المشاركة في الحرب.
بالتالي، من المرجح أنه من أجل تجديد القوات، سيحاول حميدتي كسب زعماء مجموعات تشاد وجمهورية إفريقيا الوسطى وجنوب السودان، وسيحاول أيضاً المصالحة مع موسى هلال وقبيلته.
بالنتيجة، على ما يبدو، ستعطى دفعة جديدة للنزاع من خلال قرارات قادة المجموعات، الذين ما زالوا يقيّمون الوضع ولم يدخلوا بعد في المعارك الدائرة، كما من المحتمل أيضاً أن يتم استخدام مليشيات مختلفة كوكلاء لدول أجنبية تسعى لتحقيق مصالحها في الحرب الأهلية في السودان.