موسكو – (رياليست عربي): عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مساء يوم أمس الخميس، اجتماعاً لبحث الوضع في المقاطعات الروسية الحدودية مع أوكرانيا، بحضور النائب الأول لرئيس الوزراء، دينيس مانتوروف، والقادة الأمنيين والعسكريين الإقليميين، حيث أوعز الرئيس بوتين إلى المسؤولين الروس بضرورة دعم السكان المحليين، والإسراع في مهام طرد العدو الأوكراني من أراضي مقاطعة كورسك.
- وأضاف الرئيس بوتين أن الوضع في مقاطعات كورسك وبيلغورود وبريانسك، لا يقل خطورة عن الوضع في محطة (كورسك) النووية أيضاً، والتي حاول العدو الأوكراني ضربها ليلاً، ولذلك فقد قام الكرملين، وبشكل عاجل، بإبلاغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وذلك من أجل إرسال متخصصين لتقييم الوضع.
- وأردف الرئيس بوتين فيما يتعلق بالدعم المالي لأنشطة وحدات الدفاع الإقليمية الروسية، أنه تحدث سابقاً مع رؤساء وكالات إنفاذ القانون الفيدرالية، موعزاً إليهم لبدء القيام بذلك من خلال الجهود المشتركة مع وحدات الدفاع الإقليمية الروسية على الفور. كما أكد الرئيس بوتين بأنه أوعز للقائم بأعمال حاكم مقاطعة كورسك (أليكسي سميرنوف) للقيام بمساعدة سكان المقاطعة ودفع تعويضات لهم، حيث أفادت سلطات (كورسك)، بأنه تم إجلاء أكثر من 130 ألف شخص من سكان المقاطعة وبقي نحو 20 ألف شخص في المقاطعة فقط، من الذين يعانون حالياً بسبب التوغل الأوكراني.
- وقد تحدث الرئيس بوتين مع حاكم مقاطعة بيلغورود (فياتشيسلاف غلادكوف) الذي أكد للرئيس بوتين بأنه تمَّ بناء ملاجئ جديدة لزيادة الحماية في إطار مكافحة الإرهاب، وتمَّ تركيب ملاجئ خرسانية في الملاعب وأمام مداخل المدارس، وتمَّ تشكيل مناطق تسمح بالإختباء من الشظايا، كما تمَّ تجهيز المدينة بما يلزم للقيام بالإسعافات الأولية في المواقف الصعبة التي يتسبب بها القصف الأوكراني.
آراء المراقبين والمحللين والخبراء في مراكز الدراسات السياسية والإستراتيجية الروسية والعالمية:
- يرى العديد من المراقبين و المحللين والخبراء في مجال العلاقات الدولية من المختصين بملف العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وتطوراتها اللوجيستية أمنياً وعسكرياً، مثل الخبير العسكري والأمني الروسي (أندريه كلينتسفيتش)، ويشغل منصب مدير مركز دراسة الصراعات العسكرية والسياسية في العاصمة موسكو، أن أهم ما أراد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحثه مع المسؤولين الروس في المقاطعات الحدودية، وتمَّ التركيز عليه يوم الخميس 22 أغسطس، هو وضع (محطة كورسك النووية)، لأن الحديث بالدرجة الأولى يتناول مدى قدرة نظام كييف على الوصول إليها لتفجيرها.
- وأضاف الخبير الروسي (أندريه كلينتسفيتش) أن هناك معلومات أمنية وعسكرية مؤكدة وصلت إلى جهاز المخابرات العسكرية الروسية للمنطقة الحدودية، تؤكد بالفعل أن نظام كييف يجهز نفسه لقصف محطة (كورسك) للطاقة النووية، بهدف خلق كارثة نووية إشعاعية لمناطق شاسعة فوق الأراضي الروسية، ولذلك ذكرت وزارة الدفاع الروسية، نقلاً عن معطيات إستخباراتية حديثة وصلتها، أن القوات الأوكرانية تسعى لتنفيذ ذلك الهجوم الإرهابي الذي سيؤدي إلى عواقب وخيمة، ولذلك أوعزت لكافة الوحدات العسكرية الروسية المتمركزة في (كورسك)، وغيرها من الوحدات المنتشرة حولها لإعداد العدة من أجل إتخاذ ما يلزم من إجراءات جوابية عسكرية قوية على الفور.
- ويعتقد الخبير الروسي (أندريه كلينتسفيتش) أنه بالنسبة لزعيم نظام كييف (فولوديمير زيلينسكي) فإن قصف محطة (كورسك) للطاقة النووية، هو المحاولة الأخيرة لتغيير الوضع لمصلحته عسكرياً، من أجل رفع مستوى رهانه على التفاوض باستخدام أوراق رابحة من خلال (الإبتزاز النووي) ضدَّ موسكو.
- وفي الوقت نفسه، يخفف الخبير (أندريه كلينتسفيتش) من قلق القادة والمسؤولين والعسكريين الروس، فيؤكد أن الجانب الروسي لا يجب أن يقلق كل هذا القلق، لأن الأوكرانيين من الناحية العملية، ما زالوا غير قادرين حتى الآن على المساس بمحطات الطاقة النووية الروسية أو الهجوم عليها.
- ويؤكد الخبير كلينتسفيتش أن محطة الطاقة النووية في (كورسك) قد تمَّ تحصينها حتى باتت قادرة على الصمود في وجه سقوط طائرة مسيرة أوكرانية فوقها، ولهذا السبب لا يوجد لدى الأوكرانيين سلاح يمكن أن يضروا به المحطة النووية الروسية في (كورسك)، وأي هجوم ستقوم به القوات الأوكرانية، سيبدو من الناحية العسكرية وكأنه هجوم معلوماتي أوكراني من قبل كييف ضدَّ المحطة النووية الروسية في (كورسك)، لا أكثر ولا أقل، ولن يكون له أي تأثير كبير حتى لوحدث.
- · ويختم الخبير العسكري والأمني الروسي (أندريه كلينتسفيتش) الذي يشغل مدير مركز دراسة الصراعات العسكرية والسياسية في العاصمة موسكو، تقريره الأمني والعسكري هذا قائلاً:
- لقد قدم الخبراء الروس تقريراً إلى فخامة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أكدوا فيه أن تقييمهم للوضع الأمني والعسكري و(النووي) في مقاطعة (كورسك) يؤكد بأن ضرب المفاعل النووي هناك، لن يتسبب في إنفجار نووي، ولن يتسبب في حدوث أي تسرب إشعاعي، كما كان الحال في محطة (تشيرنوبيل) للطاقة النووية في أوكرانيا، لأن محطة (كورسك) للطاقة النووية محمية تماماً، نظراً لأن المفاعلات فيها قد وضعت مؤخراً في هياكل خرسانية قوية للغاية يبلغ سمكها عدة أمتار، ويمكن لمثل هذه الهياكل الخرسانية أن تصمد أمام الضربات المباشرة بالقذائف، ولذلك، أكد الخبراء النوويون الروس للرئيس فلاديمير بوتين، أنه وحتى لو أقدم الأوكرانيون بحماقة شديدة على استخدام صواريخ أي استخدام أي قذائف صاروخية مثل صواريخ (Storm Shadow) التي يتبجحون بها، أو أي شيء آخر يمكن أن يصل مداه حتى محطة (كورسك) النووية، فإنه لن يخترق هيكل المفاعل النووي على الأرجح، وهو الأمر الذي هدأ من قلق المسؤولين الروس والحكام الإقليميين، الذين اجتمعوا لبحث الوضع في المقاطعات الحدودية الروسية، وعلى رأسها مقاطعة (كورسك) الروسية ومحطتها النووية التي باتت مركز اهتمام العالم برمته، وليس فقط مركز اهتمام قادة كييف وموسكو.
حسام الدين سلوم – دكتوراه في تاريخ العلاقات الدولية – خبير في العلاقات الدولية الروسية.