كابول – (رياليست عربي): منذ وصولها إلى السلطة، ركزت جهود حركة طالبان على اكتساب الشرعية في أعين المجتمع الدولي وخلق صورة “طالبان المسالمة”.
على مدار الشهر الماضي، عقد ممثلو النخبة في طالبان عدة اجتماعات مع كبار المسؤولين في دول ومنظمات أجنبية، وكانت الموضوعات الرئيسية للمفاوضات هي قضايا تقديم المساعدة الإنسانية، والاستثمار في المشاريع الاستثمارية في أفغانستان، وكذلك الاعتراف بها على الساحة الدولية.
المفاوضات جارية لتطوير الودائع، وتطوير مشاريع لخط سكة حديد من أوزبكستان إلى باكستان وخط أنابيب الغاز TAPI (تركمانستان – أفغانستان – باكستان – الهند).
ومع ذلك، وعلى الرغم من كثرة الاجتماعات رفيعة المستوى، فإن الاتصالات القائمة مع دول مختلفة لم تقرب الاعتراف الرسمي بسلطة طالبان، حيث يعتبر السبب الرئيسي للرفض من تكاليف السمعة بسبب التعاون المحتمل مع منظمة تعتبر منظمة إرهابية في معظم البلدان، طالبان، المتورطة في عشرات الهجمات الإرهابية وما زالت مرتبطة بتنظيم القاعدة (المحظور في الاتحاد الروسي)، سامة للغاية من وجهة نظر معظم المجتمع العالمي.
حيث أن وزارة الإعلام والثقافة تقوم بدعاية نشطة في مجال الاتصالات، في محاولة لتبييض سمعة طالبان، فقد بثت وسائل الإعلام الموالية لطالبان بعدة لغات من بينها الروسية، بالتالي، ليس من المستغرب أن ينفي المتحدث باسم الحركة، ذبيح الله مجاهد ، بانتظام أي شيء يمكن أن يضر بطالبان.
موظفو طالبان الآخرون لا يتخلفون عن مجاهد، فقد أجرى وزير الداخلية سراج الدين حقاني مقابلة مع صحيفة “دير شبيغل الألمانية”، وبحسب حقاني فإن “كل اتهامات التطرف ضد طالبان” هي خدع للأعداء.
سبب آخر لعدم الثقة في الحكومة الأفغانية الجديدة هو مسألة قابلية طالبان للتفاوض، في أقل من عام منذ وصولها إلى السلطة، لم تفِ طالبان بوعودها، كما لم يتم تشكيل حكومة تضم ممثلين عن كل الجماعات العرقية، ومحاربة الإرهاب أشبه بالخيال.
وقد طالب وزير الداخلية بالحركة، سراج الدين حقاني، خلال رحلة إلى إقليم خوست، المجتمع الدولي بالانتظار لتشكيل ما يسمى بـ “الحكومة الشاملة” (التي تضم ممثلين عن مجموعات عرقية أخرى)، وأشار إلى أن السبب الرئيسي لجميع المشاكل في أفغانستان ليس طالبان، ولكن الإسلاموفوبيا في العالم، والتي يجب مكافحتها.
الجدير بالذكر أنه في يومي 25 و 26 يوليو/ تموز، عقد مؤتمر دولي حول أفغانستان في طشقند بمشاركة ممثلين عن أكثر من 20 دولة ومنظمة دولية، الهدف الضمني هو إقناع قيادة طالبان بضرورة تقديم تنازلات في قضية السياسة الداخلية.
وفي بيان عقب المؤتم ، أشير إلى أن حركة طالبان يجب أن تفي بجميع المتطلبات، هذا شرط أساسي لاستكمال المصالحة الوطنية وبدء دمج الحكومة الجديدة في السياسة العالمية.
وقال وزير الخارجية أمير خان متكي إن قيادة “الإمارة الإسلامية” أوفت بكل وعودها بخصوص تشكيل الحكومة، وطمأن المجتمع الدولي على العمل الجاري داخل البلاد لاحترام حقوق الأقليات والنساء.
خاص وكالة رياليست.