نيودلهي – (رياليست عربي): على مدى تسع سنوات متتالية، بدءاً من عام 2015، يتزامن بداية الخريف في دوائر الأعمال الآسيوية مع انعقاد المنتدى الاقتصادي الشرقي في روسيا، والذي يهدف في المقام الأول إلى دعم التقدم الاقتصادي في الشرق الأقصى للبلاد. استضافت فلاديفوستوك، المدينة التي يشار إليها غالباً باسم العاصمة الشرقية لروسيا، المشاركين الأوائل في هذا الحدث، بما في ذلك ممثلو الوكالات الحكومية وقطاع الأعمال والمجتمع الأكاديمي.
اجتمعوا للنظر في الجوانب الرئيسية لتنمية الأراضي الشرقية لروسيا ومناقشة التعاون مع الدول الآسيوية ومناطق حوض المحيط الهادئ، منذ ذلك الوقت، أصبحت فلاديفوستوك سنويًا ساحة للمنتدى الاقتصادي الشرقي.
ومع مرور الوقت، نما المنتدى الاقتصادي الشرقي ليصبح حدثًا بارزًا يجذب قادة ومستثمرين ومتخصصين من الطراز العالمي، مراراً وتكراراً، وسع المنتدى جوانب أنشطته، وتطرق إلى الموضوعات البيئية والتكنولوجية والاجتماعية والسياسية، في الوقت الحاضر، يغطي المنتدى الاقتصادي الشرقي مجموعة واسعة من القضايا، بما في ذلك المناقشات الجيوسياسية، ويبرز تعزيز العلاقات بين روسيا والدول الآسيوية كهدف أساسي للمنتدى، والإنجازات في هذا الاتجاه ملحوظة، على سبيل المثال، زاد حجم الاستثمارات من الصين إلى المنطقة بشكل كبير، ليصل إلى عشرات المليارات من الدولارات، وهو ما يبرز من خلال مشاريع البنية التحتية النشطة مثل الجسور والطرق، وتحسين الاتصال بين البلدان. بالإضافة إلى ذلك، زادت الصين بشكل كبير من استثماراتها في تطوير المعادن المحلية.
كما من المتوقع أن يجذب المنتدى الاقتصادي الشرقي 2024، المقرر عقده في الفترة من 3 إلى 6 سبتمبر، أكثر من 6000 مشارك، بما في ذلك ممثلون من أكثر من ستين دولة وحوالي ثلاثمائة شركة، وسيركز المنتدى على تطوير استراتيجيات للاقتصاد الرقمي والتقنيات الصديقة للبيئة والتنمية المستدامة، تحت شعار “الشرق الأقصى 2030. جهود مشتركة من أجل فرص جديدة”، ومن المتوقع مناقشة مشاريع استثمارية تصل قيمتها إلى 30 مليار دولار خلال الحدث، على الرغم من أن الأرقام النهائية قد تكون أعلى من ذلك بكثير.
بالإضافة إلى ذلك، ستُستخدم منصة المنتدى لطرح مواضيع تتعلق بسلامة الغذاء والعمل المشترك في قطاع الطاقة، وهو أمر مهم لكل من روسيا وشركائها في الشرق، كانت القضايا المتعلقة بسلاسل الغذاء موضوع نقاش متكرر في وسائل الإعلام الدولية. ومن المتوقع أن يكون لنتائج المنتدى تأثير كبير على تشكيل الاستراتيجيات الاقتصادية في المنطقة على مدى السنوات القليلة المقبلة، وخاصة من الاقتصادات الرائدة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
وفي هذا السياق، يتم تسليط الضوء أيضاً على مساهمة الصين، حيث يشارك المستثمرون الصينيون، الذين يعملون جنباً إلى جنب مع روسيا، بنشاط في تطوير الأراضي الزراعية. إن استخدام التقنيات المبتكرة والأساليب المتقدمة في القطاع الزراعي لا يحسن أداء الإنتاج فحسب، بل يساهم أيضاً في فتح فرص عمل جديدة. يدعو منظمو الحدث المشاركين إلى محادثة متعمقة حول كيفية تحويل الرقمنة للمجال الاقتصادي. وسينصب التركيز على التقنيات المتقدمة مثل blockchain والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، والتي هي في طليعة التقدم اليوم.
كما سيكون الموضوع ذا صلة خاصة في سياق خطوات موسكو لإدخال العملات المشفرة على مستوى التنظيم الحكومي، والتي بالطبع ستثير اهتماماً كبيراً بين الخبراء في هذا المجال، كما يخطط المنتدى لإظهار نجاحات المناطق الروسية، على غرار ما يحدث في أماكن مثل المنتدى الدولي في سان بطرسبرغ والمنتدى الاقتصادي الشرقي، مع التأكيد على أهميتها كمؤشر على إنجازات البلاد ككل.
ومن المتوقع هذا العام أن يصبح المنتدى مكاناً للقاء شخصيات بارزة من دول حوض آسيا والمحيط الهادئ، ومن بينهم ممثلون عن دول مثل الصين واليابان وجمهورية كوريا، وكذلك الهند وفيتنام، الشخصيات الرئيسية في الساحة العالمية، ومن بين الضيوف المدعوين مشاهير من العالم السياسي، بما في ذلك رؤساء الحكومات ووزراء الخارجية، الذين هم على استعداد لمناقشة الجوانب الحاسمة للعلاقات الاقتصادية ومبادئ التقدم المستمر. ومن المتوقع أيضًا أن تُسمع آراء رواد الأعمال الرائدين في المنتدى، الذين سيشاركون توقعاتهم للمستقبل ونهجهم في الاستثمار.
خاص وكالة رياليست – عظيم فسحات – كاتب ومحلل سياسي – الهند.