أبو ظبي – (رياليست عربي): تسير الإمارات العربية المتحدة فوق حبل دبلوماسي مشدود على ارتفاعِ عالِ بين واشنطن صاحبة القوة العظمى وإسرائيل وخصمها القديم إيران مع سعيها لتجنب صراع مكلف في المنطقة، طبقاً لوكالة “رويترز” للأنباء.
لعل زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى الإمارات للمرة الأولى، الحدث الأبرز من بين الملفات التي تتصدر المشهد الإقليمي ككل، إلى جانب أن أبو ظبي أيضاً بالتوازي مع زيارة بينيت تستضيف وفداً أمريكياً مهمته الضغط على الإمارات لجهة عدم الامتثال للعقوبات المفروضة على إيران بسبب أنشطتها النووية. كما أرسلت الإمارات أيضاً مسؤولاً كبيراً إلى طهران الأسبوع الماضي في محاولة لإصلاح العلاقات واحتواء التوتر.
إلا أن الإمارات اليوم توسعت في نهجها الواضح في وضع مسافة واحدة من الجميع، ولم تسمح بفرض شروط من أي حليف على علاقاتها الجديدة، خاصة وأنها بدأت بسياسة وصل ما انقطع مؤخراً.
وقال المسؤول الإماراتي البارز أنور قرقاش لمركز أبحاث أمريكي، “نريد تجنب صراع كبير من شأنه أن يورط الولايات المتحدة أو فعلياً دول المنطقة… مصلحتنا هي محاولة تجنب ذلك بأي ثمن”.
الآن الحراك الإسرائيلي سواء إقليمياً أو دولياً يعمل على تخريب المفاوضات الجارية مع إيران، ووقفها بصورة أكثر دقة، إلى أن وصل الأمر بالتلويح بعمل عسكري في حال فشلها في هذا المسعى، إلا أن الولايات المتحدة والدول المنخرطة في الملف النووي تعمل على تذليل كل العقبات التي تقف في طريقه، ما يعني أن أي ضغط إسرائيلي سواء خليجياً أو غربياً لن ينجح، بعدما تم قطع شوط كبير من المفاوضات الجارية.
وعلى الرغم من أن هناك مخاوف خليجية من تنامي قوة إيران النووية وتلتقي مع تل أبيب في هذا الأمر، لكنها تحاول تحقيق التوازن بين تحجيم إيران وحماية مصالحها الاقتصادية كمركز سياحي وتجاري بعد جائحة كوفيد-19 في مواجهة المنافسة الاقتصادية المتزايدة في المنطقة، وهذا دور الإمارات بشكل رئيسي.
اليوم تحتاج المنطقة إلى تهدئة سريعة لأن التصعيد أثبت فشله خلال عقد كامل، كما أنه أثر حتى على البلاد التي لا تُعاني حروباً ودول الخليج ليست استثناءً، فإن كانت إسرائيل تبحث عن التصعيد، من الواضح أن سياسات الخليج الجديدة لن تشاركها في أي تصعيد قادم.
ولدوران عجلة الاقتصاد مجدداً، التهدئة مصلحة عامة للجميع، وباكورة تعافي الاقتصاد العالمي، إنجاح الاتفاق النووي، ومن ثم بقية الملفات الأخرى.
خاص وكالة رياليست.