نقلت وسائل إعلام عربية أن ممثل بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، جين ألام، أكد استئناف المحادثات في جنيف، التي يبحث فيها طرفا النزاع، بوساطة المنظمة الدولية، إمكانية تحقيق هدنة مستدامة في البلاد. والموفد الأممي إلى ليبيا غسان سلامة يقول إن “التوصل إلى حل”، حول ليبيا، يتطلب أسابيع عدة من المحادثات.
ماذا حدث؟
على خلفية تفجير ميناء طرابلس البحري، إنسحبت حكومة الوفاق الليبية من المفاوضات العسكرية في جنيف حول نظام تهدئة رامي إلى إيقاف إطلاق النار بين طرفي النزاع في الأزمة الليبية، حيث إتهمت الوفاق قوات المشير حفتر بذلك الإعتداء، بينما قال الجيش الوطني الليبي إنه تم إستهداف سفينة تركية محملة بالأسلحة كانت في طريقها إلى الإرهابيين في العاصمة طرابلس.
ماذا يعني ذلك؟
إن إستئناف الأمم المتحدة للمفاوضات العسكرية بغياب أحد قطبي النزاع يؤكد أن الأزمة الليبية بيد القوى الدولية والإقليمية، إذ إنحساب حكومة الوفاق من عدمه لم يؤثر على تحديد موعد آخر وإستئناف المحادثات، لأنه وبحسب المبعوث الأممي غسان سلامة أن المفاوضات يلزمها أسابيع من النقاشات بغية التوصل إلى حل ينهي الإقتتال الدائر خاصة لجهة الإستحواذ على العاصمة الليبية طرابلس.
وفي سياقٍ متصل، كان قد إجتمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع رئيس حكومة الوفاق فائز السراج في مدينة إسطنبول التركية بعد أن أعلن أردوغان أن إلتزامات أنقرة في ليبيا مرتبطة بوقف إطلاق النار، في ضوء عملية تناقض كلام الرئيس حيال إلتزاماته خاصة لجهة إغراق ليبيا بالأسلحة والإرهابيين من تنظيم جبهة النصرة في سوريا، فيما يبدو أن الرئيس التركي يعمل التهدئة المؤقتة حالياً في الملف الليبي على خلفية التطورات الأخيرة في معركة إدلب خصوصاً بعد الخسائر الكبيرة التي لحقت بقواته وكان آخرها يوم الأمس وتدمير رتل عسكري له من قبل الجيش السوري على مشارف مدينة إدلب السورية.
ما الذي يجب أن نفهمه هنا؟
يبدو أن الأطراف الدولية تعمل على إيجاد حل دولي يناسب توجهاتها في ليبيا، فمع غياب أحد أطراف النزاع يترك الساحة الدولية متاحة لإصدار قرارات جديدة من شأنها تعزيز الصراع بدلاً من الحل، كالمطالبة بقوات فض نزاع دولية قد تشارك فيها الدول المنخرطة في ليبيا كإيطاليا وفرنسا وحتى الولايات المتحدة الأمريكية.
من هنا، إن الأزمة الليبية من أعقد الأزمات التي يمكن لدولة أن تتعرض لها، فعلى الرغم من خلو العنصر الطائفي فيها إلا أن الإقتتال يذهب في إتجاه تفتيت الجيش الوطني الليبي من جهة وتعزيز نشر هوية تنظيم الإخوان المسلمين عبر تركيا وقطر وبرعاية ومباركة بريطانية في حين أن هم واشنطن الوحيد كان التخلص من نظام الرئيس السابق معمر القذافي، فالمهمة اليوم على عاتق المشير خليفة حفتر وحيثياتها في تعميق تحالفاته مع الدول الداعمة له كمصر والإمارات وروسيا خاصة بعد إنتقال الأزمة إلى المحافل الدولية، فلضمان إيجاد إعتدال يحتاج إلى دول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي لمنع تنفيذ مخططات من شانها إطالة أمد الإقتتال، ومن الممكن أن تقوم روسيا بهذه المهمة إن إستطاع حفتر إقناعها.
فريق عمل “رياليست”