طرابلس – (رياليست عربي): استيقظت ليبيا مساء الثلاثاء الماضي، على خبر تسبب في إرباك الحسابات السياسية، عقب إعلان المبعوث الأممي إلى ليبيا، يان كوبيش، تقديم استقالته بعد أقل من عام على تعيينه في يناير/ كانون الثاني الماضي.
وأكدت مصادر دبلوماسية أن المبعوث الأممي إلى ليبيا، يان كوبيش، لم يقدم أي سبب رسمي في الوقت الحالي لهذه الاستقالة المفاجئة، التي جاءت قبل شهر واحد من الانتخابات الرئاسية المزمع عقدها في 24 ديسمبر/ كانون الأول المقبل.
استقالة المبعوث الأممي دون أسباب أو مقدمات، فسر أسبابها الباحث الليبي ورئيس مؤسسة السليفيوم للأبحاث والدراسات، جمال شلوف، موضحاً، أنه أثناء وبعد مؤتمر باريس لدعم ليبيا الذي عقد قبل أسبوعين، كان جلياً أن أوروبا بدورها المتناقض والباهت في الأزمة الليبية، حاولت عبر المبعوث الأمني كوبيش تقويته والتواجد بصورة أكبر من خلاله، وهذا الأمر بات أحد المعرقلات التي تواجه الدور القوي الأمريكي – البريطاني الداعم للوصول إلي حالة استقرار نسبي عبر الانتخابات وتدفع لإقامتها وترقض بشكل شبه محسوم أي محاولة لعرقتلها أو تأجيله.
وكانت محاولة بيع حصة الواحة إلي شركة توتال الفرنسية، وتصريحات مسؤول شركة إيني الإيطالية في العاصمة الليبية “طرابلس” عن استثمار مليارات جديدة في قطاع النفط والغاز في البلاد، مؤشر واضح عن تقارب مصالح أوروبا مع حكومة رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة، وهذا الأمر يعزز فرضية دعم الدبيبة للاستمرار في منصبه، بعد حدث ما أو يؤجل الانتخابات.
وأوضح أن التدخل الأمريكي – البريطاني، جاء حازماً جداً للإطاحة بالمبعوث الأمني، ولن يكون مستغرب طرح بديل كوبيتش شخصية أمريكية أو بريطانية حازمة وطرحت الأمم المتحدة بالفعل تعيين الدبلوماسي البريطاني نيكولاس كاي، وربما يكون المبعوث الأمريكي، ريتشارد نورلاند، حال عدم التوافق على الدبلوماسي البريطاني لإنقاذ مشروع الانتخابات وقطع الطريق كلياً عن الدور الأوروبي غير المتوائم مع الدور الأمريكي – البريطاني.
ومع وصول الرئيس الأمريكي، جوزيف بايدن، إلى البيت الأبيض في يناير/ كانون الثاني الماضي خلفاً للجمهوري دونالد ترامب، أظهرت الولايات المتحدة الأمريكية اهتماماً بالغاً بالملفات المتعلقة بالقارة الأفريقية، وبالرغم من تركها الملف الليبي منذ عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، للأوروبيين عادت واشنطن لتنافس الدور الأوروبي هناك في مبارزة واضحة تعكس مدى اهتمام بايدن بالتموضع في الداخل الليبي وفرض أجندة واشنطن في اختيار الرئيس الجديد للبلاد.
وخلال الأعوام الماضية كان التنافس قاصراً بين فرنسا وإيطاليا كأطراف أوروبية، لكن عقب انسحاب لندن من البريكست، شرعت في تعزيز التحالف مع الولايات المتحدة في الملفات الخارجية على حساب أوروبا نفسها، وظهر ذلك التعاون والتنسيق جلياً في عدة ملفات خارجية ولعل قضية ليبيا من أبزرها نظراً لدعم المملكة المتحدة الولايات المتحدة في أهدافها على حساب دول جوارها.
خاص وكالة رياليست.