القاهرة – (رياليست عربي): لم تعد الخلافات بين المملكة العربية السعودية والدول العربية خفية، ما كان يسرد من قصص عن الخلافات خلف الجدران خرج إلى العلن بدون مواربة، وأصبح مادة دسمة للتغريد على شبكات مواقع التواصل الاجتماعي، التي شهدت مؤخراً حالة تلاسن بين النخبة السعودية ونظيرتها فى دول إقليمية أبرزها مصر.
صحيح أن الخلافات الطارئة على العلاقات التاريخية المصرية السعودية، يراها المراقبون الأهم فى حاليا وينشغل الجميع بالبحث عن أسبابها، وتضاربت الأقوال والتحليلات والتكهنات حول أسبابها، البعض ذهب إلى إشكالية متعلقة بنقل تبعية جزيرتي «تيران وصنافير» من القاهرة إلى الرياض بموجب اتفاق سابق بين البلدين، شهد عوائق مؤخرا وفق تقارير إسرائيلية تحدثت عن شروط جديدة وضعها الجانب المصري لضمانة محددات الأمن القومي.
وذهب البعض أيضا، لحديث حول خلافات بسبب المساعدات المالية في ظل الظروف الاقتصادية الحالية التي تعاني منها مصر، ورغبة صندوق النقد الدولي في إنقاذ الوضع بالقاهرة من خلال تدفقات دولارية خليجية تحفظت عليها الكويت والمملكة، وبالرغم من التزام البلدين رسميا الصمت إزاء هذه الحرب الكلامية، إلا أنها أثارت العديد من التساؤلات والتكهنات بشأن وجود توتر بين القاهرة والرياض.
وكان الأكاديمي السعودي تركي الحمد، المقرب من ولي العهد قد نشر أواخر يناير/تشرين الأول الماضي، سبع تغريدات تطرق فيها إلى الأوضاع الاقتصادية في مصر، وأحصى مجموعة من العوامل نمن بينها سيطرة الجيش على الاقتصاد تسببت وفق تغريداته في وقوع مصر أسيرة لصندوق النقد الدولي.
لكن المؤكد أن الأزمة أكبر من مساعدات أو قروض أو ودائع، ودلل على ذلك غياب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، عن لقاء استضافته الإمارات شهدت حضور مصر والبحرين والأردن وقطر وسلطنة عمان، تركزت فيها المناقشات حسب ما تسرب من دوائر صنع قرار على خطوات سعودية تهدف للابتعاد عن المنطقة والدخول في عزلة طواعية، عقب ترتيبات حدثت بين جاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، والمرشح الحالي لرئاسة بلادها، وعلى ما يبدو أن هناك اتفاقات سرية على ترتيبات إقليمية خاصة للرياض مع المرشح الجمهوري المرجح عودته لمنصبه في يناير 2024.
الخلافات بين القاهرة والرياض ليست الوحيدة صحيح أنها شبه الأوضح، لكن هناك خلاف مماثل بين المملكة والإمارات، على خلفية رغبة ولي العهد السعودي إجبار شركات دولية على فتح فروعها في بلاده بدلا من دبي وسحب استثمارات سياحية واقتصادية وحتى ترفيهيه من الإمارات التي سبقت السعودية بأعوام في هذه المجالات، وأثبت ذلك أيضا غياب ولى العهد السعودي عن القمة العالمية للحكومات رغم الصداقة التي تربط بينه وبين رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد.