طهران – (رياليست عربي): قال قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين سلامي، إنه لا يمكن الوثوق بالولايات المتحدة، مضيفاً أن الاستراتيجية الأميركية في المنطقة في عهد الرئيس الأميركي جو بايدن لن تختلف عن سلفه دونالد ترامب، طبقاً لموقع قناة “سكاي نيوز عربية“.
ما الجديد؟
تعتمد إيران سياسة المد والجزر مع الولايات المتحدة في جميع الملفات، وبخاصة الملف النووي، فعندما تخرج عن طهران النبرة التصعيدية، هذا يعني أنه نوع من الضغط على واشنطن في ملفات أخرى، وفي هذه الحالة، الضغط اليوم يتعلق بالملف اليمني حيث يشن الحوثيون هجمات على السعودية هي الأعنف والأشد بحسب متابعين، الأمر الذي سينعكس بالإيجاب لصالح إيران لجهة استخدام ذلك كورقة ضغط وشرط تفاوضي لصالحها، لأن الهجمات بلغت حدوداً غير مسبوقة، وبالتالي مسألة الحل سيكون للجمهورية الإسلامية دوراً فيها، مما سيجعلها تستثمر ذلك في ملفاتها الأخرى، وكما هو معلوم، إتمام وإنجاح الملف النووي هو حاجة إيرانية كما هو حاجة أمريكية.
لقد رفعت إيران سقف تصريحاتها الأخيرة، معتبرة أن إسرائيل هي العدو الذي يحاول نسف الاتفاق النووي، في حين أن واشنطن كانت قد قدمت عدداً من التنازلات، إلا أن أياً منها لم يحقق بعد الهدف المرجو. وبالتالي اعتقد إيران أن ذلك من الممكن استثماره لذلك نجد التعنت سمة أساسية في هذا الموضوع.
مناورة أمريكية
لكن هذا لا يعني أن واشنطن لا تملك أسلحة تناور بها إيران، فما يحدث اليوم في العراق قد يعتقد المتابع أن لإيران يد فيه، من خلال المظاهرات الغاضبة ومسألة تفكك الحشد الشعبي، لو كان هذا الأمر صحيحاً لما سارع قائد فيلق القدس، إسماعيل قاآني على عجالة لزيارة العراق، لأن مسألة تفكك الحشد يعني تفكك السلطة الإيرانية على الفصائل العراقية، وهي خسارة كبيرة إن حدث ذلك لها.
وبالتالي، تستطيع الولايات المتحدة الضغط على إيران في أكثر من ملف حتى تحقق إتفاقاً مُرضياً بمسألة الملف النووي، ما يعني أن العملية برمتها هي عملية مد وجزر بين الطرفين لأنهما سوياً يريدان إنجاح هذا الأمر، ومخطئ من يعتقد أن طهران تتمنع حول ذلك.
من هنا، إن إنجاح الاتفاق النووي وإبرام الاتفاق هو مسألة وقت، وحتى يتحقق ذلك ستشهد الساحة العراقية واليمنية تصعيداً غير مسبوق في الوقت الحالي، وهذا بدا جلياً من خلال هجمات الحوثيين على مناطق متفرقة من المملكة العربية السعودية، أما في العراق، ستعود الهجمات على المنطقة الخضراء من مبدأ لي ذراع الأمريكي، الذي سيرز أسلحته ضد هذا الوضع في الوقت المناسب.