موسكو – (رياليست عربي): احتجت طهران لدى موسكو على البيان الذي وقعته روسيا عقب الحوار الاستراتيجي مع مجلس التعاون لدول الخليج العربية، حيث لم تعجب السلطات الإيرانية إحدى النقاط التي دعمت فيها الدول نهج الإمارات في تحقيق حل سلمي لقضية الجزر الثلاث في مضيق هرمز.
نحن نتحدث عن أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى، التي تعتبرها إيران ملكاً لها، ونتيجة لذلك، طُلب من الاتحاد الروسي تغيير موقفه بشأن هذه المسألة، فهل استجابت موسكو؟
مثّل روسيا في المحادثات وزير الخارجية سيرجي لافروف، كما حضر الاجتماع وزراء خارجية كل من البحرين وقطر والكويت وعمان والسعودية والإمارات والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي، ونتيجة لذلك، اعتمد الطرفان وثيقة مشتركة وخطة عمل للسنوات الخمس المقبلة.
وذكر البيان تحديداً أن الوزراء “أكدوا دعمهم لكافة جهود السلام، بما في ذلك المبادرة الإماراتية وجهودهم للتوصل إلى حل سلمي لقضية الجزر الثلاث في مضيق هرمز – أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى – عبر المفاوضات الثنائية أو في محكمة العدل الدولية “، هذه النقطة تحديداً أغضبت طهران.
نتيجة لذلك، طلبت وزارة الخارجية من السفير الروسي أليكسي ديدوف “نقل اعتراضات طهران على مضمون البيان المشترك لروسيا ومنظمة التعاون الخليجي”، إضافة إلى ذلك، طُلب من موسكو تغيير موقفها من هذه القضية، كما تم التأكيد على أن هذه الجزر “تابعة لطهران إلى الأبد”.
كما بعض الخبراء المحليين طالبوا طهران بإعادة النظر في العلاقات مع موسكو. وبحسب ما ورد على موقع وزارة الخارجية الإيرانية، وشدد رئيس الخارجية الروسية على أن “موسكو تحترم وحدة أراضي إيران”، ووعد بإبلاغ العاصمة الروسية بذلك.
وتقع جزر أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى في منطقة ذات أهمية استراتيجية في الخليج العربي، حيث تتنازع السلطات الإماراتية والإيرانية على ملكيتهما، حيث تسيطر طهران على الجزر، معتبرة إياها جزءاً من مقاطعة هرمزغان الساحلية، بالإضافة إلى ذلك، يتم تضمين أراضي الجزر في الخط الدفاعي للبلاد.
وبحسب السلطات الإيرانية: تاريخياً، كانت الجزر تابعة لإيران، وفي عام 1903 أصبحت مؤقتاً تحت سيطرة البريطانيين، بعد ذلك، قبل وقت قصير من تشكيل دولة الإمارات العربية المتحدة، عادت الجزر إلى طهران.
بدورها تتهم أبو ظبي الدولة المجاورة بـ “احتلال” الجزر، كما تدعم الممالك العربية في الخليج العربي بالإجماع موقف الإمارات العربية المتحدة، وتحث طهران على التخلي عن مطالبها بهذه الأراضي.
وجدير بالذكر أن إيران مؤخراً تمكنت من استعادة الاتصالات الرسمية مع الدول العربية، ومع ذلك، فإن الوضع الحالي يلقي بظلاله على المصالحة.
بالنسبة للعرب، الجزر التي لا يعيش فيها أحد كانت مستخدمة بنشاط في الملاحة، وهي تابعة لإمارة الشارقة، ثم لم تكن هناك دولة الإمارات العربية المتحدة، تم نقلهم إلى إيران، التي كانت في تلك اللحظة، مثل الشارقة، تحت نفوذ بريطاني قوي، من وجهة نظر السياسة البريطانية، لم تحدث فرقاً يذكر.
وبالنسبة لإيران، ورثت هذه الجزر ومسألة ملكيتها من المشروع القومي لنظام الشاه، الذي اعتمد على القومية العرقية.
انطلاقاً من ذلك، فإن موضوع الانتماء للجزر له بعدان: الأول أيديولوجي يتعلق بالحرمة الإقليمية، والثاني عسكري – استراتيجي، حيث تتمتع الجزر بموقع جيد على طول خط الملاحة في مضيق هرمز، وبوجود معاقل قاعدة عليها، يمكنك منع هذا التنقل بنجاح.
أما فيما يتعلق بروسيا، فإن المتوقع على الصعيد الدبلوماسي في مجال العلاقات بين الدول، أن تتم تسوية اللغط الحاصل بين الجانبين، وهناك تفاهم متبادل بين الطرفين، ويعمل دبلوماسيون من البلدين بالفعل على تسوية الزوايا.
بالنتيجة، يعد التعاون مع روسيا مفيداً لإيران تماماً كما هو الحال بالنسبة لروسيا مع إيران، من المهم التهدئة قليلاً، وبعد ذلك سيكون من الأسهل على الأطراف التوصل إلى اتفاقات بطريقة بناءة، بالتالي، يجب حل القضايا الإقليمية على المستوى الإقليمي، والسماح للاعبين المهتمين في الشرق الأوسط بالتعامل معها، والتعاون بين موسكو وطهران قائم على أساس المنفعة المتبادلة.